المقالات

على قارعة الطريق..!

2600 2022-11-30

قاسم الغراوي || كاتب / صحفي   في الشوارع العامه وعلى الارصفة يهرول صبية وكبار السن بين السيارات لبيع السكائر اوقناني الماء او الشاي او حتى العلكه او الكلنس طلبا للرزق وكونها ظاهره غير محببة الا انهم افضل من هؤلاء الذين امتهنوا التسول وهم  غالبا في تمام صحتهم ولكنهم استسهلوا طريق الكسب السريع ،بينما الباعة في الشوارع قرروا ان يعملوا ببركة التوكل  على الله في الحصول على الرزق ،هؤلاء شرفاء وان كانوا على قارعة الطريق. على احد الأرصفة تقف امرأة خمسينية تبيع اشياء بسيطة كالعلكة والكلنس وقناني الماء ،منحتها مبلغا بسيطا من المال مع كوني لست بحاجة الى ماتبيعه ففي نيتي ابداء المساعدة لها او حتى الشعور بمعاناتها ،لكنها رفضت المبلغ الا ان تمنحني مقابله ماتبيعه من حاجات بسيطة . الصورة واضحة فعزتها وكرامتها رغم فقرها وحالتها لاتسمح لها بالتسول بالطريقة المبتذلة التي يمارسها البعض وهم في عنفوان شبابهم او تمام صحتهم ،هي تمارس البيع لقاء مبلغ لتشعر بجهدها وعملها بالرغم من بساطته.    ظاهرة التسول منتشرة بطريقة ملفته للنظر وتسبب الاحراج للبعض وكذلك وجود الصبية من كلا الجنسين ينذر بواقع مأساوي لحياتهم المقبلة ولانعرف ما اذا كانوا مدفوعين من عوائلهم للحاجة الملحة او هم على شكل مجموعات تقسم الأماكن بينهم لمجرد الحصول على المال بطريقة يسيرة.  لست متجنيا عليهم فقد لاحظت مرة في الشارع ان أحدا من هؤلاء الصبية قد سبب مشكلة لاحد المتوقفين بسيارته وتدخلت عصبة من مجموعة باعمار الثلاثين تقف على الرصيف يدافعون بموقف واحد ضد صاحب العجلة دون معرفة السبب . اعتقد ان ظاهرة التسول اخذت مديات وبدأت تتسع ويوجد في الشارع حتى من جنسيات غير عراقية عربية واجنبية تمتهن التسول فهل اصبحنا بلد التسول  . على الحكومة ان تجد لهؤلاء مصدر رزق للعيش بكرامة وتتابع حياتهم وتضع الحلول الناجعة لذلك وان تنهي هذا الانتشار الملفت للنظر على الارصفة وبين السيارات للنساء والرجال والأطفال. ليس كل الذين يتسولون  هم يعانون شظف العيش فبعض أصدقائي أخبرني بانه رصد  شابا يتواجد في أماكن متفرقة يتسول ليجمع المال حتى يتناول المشروبات الروحية (المنكر) لانه مدمن والقصص كثيرة وأعتقد أن الجميع يعرف حقيقة ذلك ويسمع الكثير من الروايات بهذا الشان.  نتمنى من وزارة الداخلية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وخبراء علم النفس والشرطة المجتمعية بالذات ان تتابع ذلك وتضع الحلول الجذرية بقرارات من الحكومة المركزية لحل مشاكل هؤلاء الذين يعانون شظف العيش بعد ان اختلط الحابل بالنابل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك