المقالات

بيئتنا تستصرخكم ايها العراقيون...

1253 15:18:00 2008-05-25

( بقلم : سليم الرميثي )

عانت البيئة العراقية كما عانى الانسان العراقي الظلم والتهميش والاهمال من قبل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق وخصوصا في زمن حكم البعث. ولكن الفرق هو ان الانسان عاش الظلم من قبل الانظمة واما البيئة فهي عانت من الاثنين معا لذلك اصبح من الواجب على الدولة والمواطن ان يستجيبوا لصرخات البيئة وان يضعوا الخطط الكفيلة والجدية للعمل من اجل احيائها والاهتمام بها من جديد.

وهذا لن يتم الا بتكاتف الايدي والعقول بين الدولة والمواطن ببناء مؤسسات ودوائر مختصة لتشجيع المواطن ونشر الوعي والثقافة البيئية بين افراد المجتمع. ويجب ان يعلم ويفهم المواطن العادي ان سعادته واستقراره لايتمان الا من خلال اصلاح بيئته وارضه وان يعمل ويجاهد لكي تعود البيئة العراقية من جديد بنخيلهاوهوائها النقي ومائها العذب. الاعتناء بالارض لايختلف كثيرا عن الاعتناء بتربية الطفل فكما ان الطفل بحاجة الى رعاية خاصة وغذاء خاص كذلك التربة لكي تصلح ويصلح كل شيء فوقها وتحتها فان صلحت الارض صلح الانسان والنبات والحيوان وصلح كل شيء.اما الان ومع كل الاسف تمر بيئتنا بوضع خطير جدا ربما يهدد وجودنا ومستقبلنا على هذه الارض ان بقي الحال كما هو عليه فكل شيء يستصرخ ويتالم. بعد ان كان في بلدنا اكثر من خمسة وثلاثين مليون نخلة وكانت بساتين النخيل تزاحم المدن والبيوت والان لاتتجاوز العشرة ملايين وربما اقل وليس هذا فحسب بل كانت ارض العراق مزدهرة بكل انواع الاشجار والنباتات وتسكنها جميع انواع الطيور والحيوانت ولكننا خلال العقود الاخيرة نرى ان كثير من هذه الطيور والحيوانات لم تعد موجودة لانها فقدت بيئتها .فالدولة وحدها لايمكنها فعل اي شيء بدون مساعدة ومساندة المواطن لها وذلك بالحفاظ على ماتبقى من البيئة والمساهمة الفعالة بتطويره وبناءه وحمايته من الضياع والتخريب.

الان المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المواطن واذا كانت هناك مسؤولية على الدولة فهي تتمثل بدعم كافة المشاريع مهما كان حجمها صغيرا او كبيرا والتي تهتم بتحسين وتطوير البيئة العراقية وبادخال مادة تدريس البيئة في كل المراحل الدراسية كمادة علمية مستقلة كاي مادة اساسية اخرى. ويجب ان نعلم ان الحفاظ على البيئة هو واجب شرعي واخلاقي وانساني ومن هنا اناشد علماء الدين والمراجع ان يتبنوا فقها بيئيا وان تكون هناك مؤسسات لتوجيه الناس وارشادهم وبيان الاجر والثواب العظيمين لكل من يهتم ببيئته وارضه وعلى كل من ينادي بالانسانية وحقوقها ان ينادي ايضا بحقوق البيئة العراقية.

اليوم في العراق ماشاء الله كل يوم تظهر لنا صحوة بعد غفوة اما حان الوقت لظهور صحوة بيئية عراقية تنقذ بيئتنا من الضياع والتدمير.فاهوار الجنوب تستغيث من اجل اعادتها لسابق عهدها ونخيل العراق وكل اشجاره ونباتاته وحيواناته وارضه ومائه وسماءه كلها تستغيثكم ايها العراقيون النشامى. والملفت للنظر ان هناك امراض كثيرة و غريبة دخلت بلدنا لم يكن يعرفها الانسان العراقي من قبل كلها حصلت بسبب الدمار والخراب البيئي. بيئة العراق اليوم بحاجة الى تاسيس لجان حكومية وشعبية والى استنفار كل الجهود والطاقات لانقاذ ارضنا وبيئتنا من الدمار والخراب وليبدا كل منا  من بيته وقريته ومدينته ولنكسي بيوتنا وشوارعنا بالورود وزراعة النخيل والاشجار ولتكون هناك مسابقات بيئية ومكافئات لاجمل شارع واجمل وانظف قرية او مدينة.

علينا ان لاننسى الاعلام ودوره في هذا المجال وفي نشر الوعي لدى المواطن من خلال برامج خاصة عبر الفضائيات وعبر الانترنيت والصحف المحلية والتاكيد على العلاقة الوثيقة بين الانسان و بيئته وان اهمال البيئة سينعكس تماما على وجوده وصحته والخطورة الكبيرة التي ستعاني منها الاجيال القادمة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك