المقالات

تبرير العاقل للجاهل سفاهة .. عطور لغوية للنائبة لقاء آل ياسين لن تحجب نتانة جيش مقتدى -1

1320 14:37:00 2008-05-25

( بقلم : فالح غزوان الحمد )

في لقائها مع موقع شرق برس كانت الدكتورة لقاء آل ياسين نموذجا لثلة من العراقيين الذين يستحقون أن يرثى لهم في زمن لم يعد من يهين المرء محصورا بالآخر بل قد يكون هو المهين و الساحق لذاته ، في هذا الزمن العجيب تمكنت جهات عديدة من سحق و مسخ بعض أبناء البلد و جعلهم أضحوكة للعالمين و جهات أخرى دأبت على تعليم بعض العراقيين ممن لهم استعداد عال و أهلية لذلك تعليمهم فن إهانة الذات و مسخها بأيديهم و إضحاك الناس عليهم . و المحرك في كل ذلك شيء من مصالح ضيقة و متعة في الظهور و سرقة الأضواء سرعان ما تذهب و تنطفئ ولو بعد حين .

يثيرني كثيرا أن اسمع أو اقرأ كلاما سخيفا و رؤية ضحلة و لغوا و سفسطة يوضع على زاوية من نصها اسما مسبوقا بلقب أكاديمي و علمي كالأستاذ و الخبير و الباحث و الدكتور و ربما البروف و غيرها .. مع أن ما يقوله و يكتبه لا يقوى على إقناع أقل الناس ثقافة و دراية بالشأن الذي يتحدث عنه القائل أو الكاتب ، و يصعب أحيانا كثيرة ألا يضع الشخص العادي تساؤلات و إشكالات محرجة و سديدة على ما سمعه أو قرأه . و هنا لا نرثي لأكثر من هذا الكاتب أو السياسي أو غيرهما مما يُسمَع له و يُقرأ سواء امتلك فعلا ذلك اللقب العلمي و حاز على درجته الأكاديمية حقا أو أنه مجرد ادعاء لتسويق ما يقول .

لم يعد خفيا أن بعض القوى السياسية و محاولة منها لتسويق نفسها و إظهار كونها تمتلك كفاءات علمية و عناصر أكفاء لجأت إلى بعض مؤيديها ممن يحملون شهادة علمية و ليس مهما أن تكون في تخصص معين يكفي ولو كان متخصصا في زرع البطيخ . و يبدو التيار الصدري ملحا على الدوام في خطاب نوابه و مشايخه على أنهم يمتلكون كوادرَ كفؤا و متعلمة و منهم دكاترة و أساتذة جامعات و مهندسون و غير ذلك و من هؤلاء " الدكتورة " لقاء آل ياسين قريبة مقتدى الصدر .

فقد قرأت قبل يومين لقاءً للنائبة الصدرية المذكورة مع موقع شرق برس و نشرته بعض المواقع الأخرى . و اللقاء لا جديد يذكر فيه إذ لاكت وعلست و اجترت الدكتورة ذات الكلمات و الحجج و التبريرات لجرائم حثالات مليشيا مقتدى و لم تنس بالطبع تصوير مقتدى الشاب الغر و الذي تسبب بتشكيله لما اسماه جيش المهدي بإراقة انهار من الدم العراقي من الشيعة و السنة على حد سواء أقول صورته و أبدته كأنه قديس أو ملاك طاهر . و بما أن اللقاء ليس بالطويل و اكتفى محاورُها بطرح بضعة أسئلة فقد خالجتني الرغبة في التعقيب على أجوبة " الدكتورة " واحدة فواحدة في هذا المقال .

من الأسئلة التي وجهت إلى النائبة الصدرية الدكتورة لقاء هو : هل يملك التيار الصدري معلومات عن مكان تواجد السيد "مقتدى الصدر"؟ بالطبع فإن القريب و البعيد أصبح على يقين تام من أن مقتدى يقبع خارج العراق وفي إيران على وجه التحديد ، و لكن يبدو نواب " التيار " الصدري يعانون من مشكلة عويصة في هذا الجانب .. فكيف يمكن التصريح بتواجده في إيران مع أنهم يرغبون بالتزلف إلى العرب و القوى الطائفية و يدعون أنهم ضد إيران و نفوذها في العراق الذي هو متحقق بهم أصلا ؟ لهذا لا تجد جوابا واضحا منهم بل محضا من المراوغة ، إلا أن الدكتورة لقاء استنفرت على ما يبدو كل ذخيرتها المعرفية و خبرتها الأكاديمية و حصيلتها في رسالة الدكتوراه المدعاة لتقول الآتي : السيد موجود في قلوب العراقيين وفي قلوب أبناء التيار، وهو في أرض العراق ، و قريب من أي شخص الرموز والقياديين والقاعدة الشعبية، وهو لم يكُن يوماً بعيداً عن أنصاره .

و لا ندري بما نعلق على هذه الجمل التي تذكرنا بلهجة خطاب صدام و إعلامه الذي كان قد أحال الكثير من المفاهيم إلى مجردات عبثية لا يكاد يلملم لها المرء في ذهنه معنى متماسكا ، إنها أقرب إلى الخطابات الشعرية و هكذا شأن الدكتورة لقاء . إنه موجود في العراق و لكن في قلوب أتباعه ، و بالطبع فإن هذا ما يصلح قوله في أي متبوع حيث يدعي لك أتباعه أنه في قلوبهم .. على أن ما حاولت لقاء آل ياسين الإيحاء به هو قربه مما أسمته القاعدة الشعبية على وجه يكون مقتدى متواصلا مع كل صغيرة و كبيرة تخص حزبه و مليشياته وهو خلاف ما يجهر به الواقع و تثبته الأحداث . حتى أن بعض أتباعه أرسلوا له رسالة نشرت على أكثر من موقع الكتروني يريدون معرفة رأيه في أحداث مدينة البصرة و الثورة وفي الأسبوع الثاني تحديدا و عبروا عن حيرتهم لتناقض البيانات المنسوبة إليه . و لئن قيل إن ما ينشر في المواقع الالكترونية ليس حجة وافية و لا يعتد به فيكفينا ما نسمعه و نراه من واقع الشراذم المقتدائية كلما وقعوا في مطب من صنع أيديهم فإذا بهم يتلفتون يمينا و يسارا بحثا عن السيد القائد الموجود في قلوبهم و لكن يبدو أنهم عموا عن رؤيته في أفئدتهم أو لأنه غير موجود أصلا حيث تقول السيدة لقاء .. السؤال الآخر : كيف هي العلاقة اليوم بين التيار الصدري ورئيس الوزراء "نوري المالكي" ؟ و كان من جواب السيدة لقاء ما يلي : لقد ذكر السيد "الصدر" في أحد بياناته بأن السياسة لا قلب لها، ومن الممكن أن يكون الضد اليوم حليفاً للغد ، والسياسة هي فنّ المتغيّرات ، ونحن كتيار عقائدي لا نتقيد بثوابت جامدة، بل لدينا حدود شرعية، وبالنسبة لنا الدين لا ينفصل عن السياسة، والعلاقة مع السيّد نوري المالكي ستحكمها الظروف. هو الآن رئيس للوزراء للسنتين القادمتين، لكن مستقبلاً قد يكون مُجرد عضو في حزبه "حزب الدعوة"، ومن المؤكّد أن لدينا تكتيكاً وإستراتيجية في أعمالنا السياسية للمرحلة الحالية أدّت به لأن يجعل من نفسه عدواً للتيار الصدري

و يلفت النظر في جواب النائبة آل ياسين قولها بكونهم تيار عقائدي و لكن تردفه مباشرة بأنهم لا يتقيدون بثوابت جامدة .. و هي جملة ملغزة تحتاج إلى دكتور في فك شفرات الدكاترة العظام على منوال لقاء آل ياسين . و أحببت فقط أن أعقب على بعض الجواب السابق بأن السيد نوري المالكي بعد اعتلائه كرسي رئاسة الوزراء لن يرجح المنطق أن يكون بعدها عضوا عاديا في حزبه و لا أقل من أن يحظى في الوزارة القادمة بحقيبة من العيار الثقيل . على أنني أقرأ في قولها ما يومئ إلى ما هو رغبة أكثر من كونه توقعا سياسيا ماهرا . و حين تتبدى الرغبة الصدرية في أن يكون المالكي عضوا عاديا في حزب الدعوة ففيها ما يقرع جرس إنذار مبكر للسيد المالكي بعد انتهاء مدة وزارته و الصدريون و مليشياتهم هم أهل أهزوجة الثأر و الـ " مْطَالَب " ..

سؤال ثالث : هل تعتقدون أن تغيير مواقف التيار المتكررة (خصوصاً في ما يتعلق بخروج الاحتلال) قد أثّرت على سُمعة التيار، وساهمت في انتقاده)؟ و الجواب للنائبة هو : كما تعلم ، نحن دخلنا العملية السياسية ظناً منا أننا نستطيع المساعدة في إخراج المحتل وتأثيراته على الوطن والمواطن ، وقد تمكّنا من استصدار قرار في البرلمان العراقي يُطالب بجدولة انسحاب قوات الاحتلال، وقّعت عليه غالبية القوى .

بالطبع لم يكن جوابها واضحا بل و لا يتعلق إلا بهامش قضية السؤال ، و لكن ما هي هذه الأسطوانة المشروخة التي يديم ترديدها الصدريون ؟ إذ أن جميع القوى السياسية التي دخلت في العملية السياسية كانت تهدف إلى غاية واحدة وهي خروج المحتل و قد آمنت هذه القوى بخيار المقاومة السلمية السياسية فإذا كان الصدريون مقتنعين بهذه المقاومة فليس ثمة ما يفضلون به الآخرين بل هم ليسوا أكثر من شركاء في قناعة المقاومة السلمية حسب و لا تميز لهم على غيرهم . و هم كذلك ليسوا أصحاب امتياز حصري في الوطنية فالعراق مليء بأبنائه و أغلبيتهم الساحقة وطنيون لا مزايدة على وطنيتهم . أما إذا كان دخول الصدر و أتباعه الحلبة السياسية لا عن قناعة راسخة بها فهو محض من النفاق و الخداع لأتباعهم أولا و للرأي العام ثانيا . و إذا كان تعبير النائبة لقاء بالظن مقصودا و تعي معناه تماما فلماذا لا يبادر الصدريون إلى خيار آخر بعد يأسهم من إخراج المحتل ؟ أو طرح مشروع بديل مقنع و منطقي ؟؟ ( يتبع )

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي
2008-05-27
اريد اسال لقاء يااحتلال الي تحجين عليه مو قتل الناس الابرياء هو القصد لعصابة ابو المق وتفجير البيوت وتهجير اناس واخذ الاتوات من الفقراء ولج ياخروج المحتل مو الشاهد على احداث كربلاء المقدسة خير دليل اسل الله ان يحشرج مع ابو المق وعصابة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك