المقالات

لا تنه عن خلق و تأتي مثله .. سلاح الشعب لا يحمل بوجه الشعب

1280 14:26:00 2008-05-25

( بقلم : د. خزعل فارس الجابري )

جميل أن نردد عبارات إنسانية و أخلاقية و مهذبة ملؤها التواد و التسامح و إشاعة روح الحب و الألفة و الدعوة إلى الخير و الإصلاح و ما فيه خير البلاد و العباد كما يقال . و لكن كم هو قبيح أن يردد المرء تلك العبارات الجميلة و يطلق الدعوات الخلابة و يجتهد في رفع الشعارات النبيلة ، لكن في ذات الوقت يكون أول من يخالفها و يضرب بها عرض الحائط ذلك الذي رددها و رفعها و دعا لها .. فيسلك مسلك الشر وهو يدعو بلسان ذرب إلى الخير و السلام و يجترح كل ما هو مربك و مصدر للكراهية و هو يطلق عبارات طنانة رنانة في الحب و الوطنية و المحبة . إنها مفارقة لا يحتملها الكثيرون فلا يرون في ذلك سوى ضرب من النفاق و الخداع و تسلقٍ للمصالح بطريقة مخاتلة و مراوغة .

لم يلفت انتباهي ما صرح به أحد مشايخ التيار الصدري لوسائل الإعلام وهو يدعو من مدينة الثورة القوات الأمنية ألا ترفع سلاح الشعب بوجه الشعب ، على رغم جمال هذه العبارة لأن تصريحات كهذه أدمنها الصدريون و لم تعد تثير انتباه أحد لكثرتها و عدم تطبيقها على الأرض من قبل الصدريين و مليشياتهم أولا و قبل غيرهم . و مع هذه الحقيقة يصر شيوخ و نواب الصدريين على ترديد ذلك من فترة لأخرى . إن سلاح الشعب لا يرفع بوجه الشعب جملة مكتنزة بالدلالات العالية فسلاح الجيش ليس أداة فتك بالمواطنين كما كان الحال في أيام طغمة البعث بل هو في سبيل حمايتهم و الدفاع عنهم و لا يمكن أن نفهم معنى آخر إذ ليس من المعقول أن يكون القصد هو أن ملكية سلاح الدولة للشعب فهذه حوسمة في وضح الخبل و العته ، و ليس كذلك أن يكون كل فرد شريك في إصدار قرار استخدام السلاح العائد للحكومة فهو ضرب من الجنون و شيء مبتكر من الفوضى . إذن فتعبير سلاح الشعب يعني أنه سلاح يستخدم لصالحه وهذا ما قامت و تقوم به الحكومة .

غير أن الصدريين و مليشياتهم لا يرون مثل هذا الواقع و يختلقون لأنفسهم واقعا و حقيقة أخرى حيث ينطلقون من كونهم على حق مطلق يجب أن يدور كل ما في هذا العالم من حولهم قضايا و مفاهيم و وجودات في فضائهم و يسبح ضمن إطار ما يفهمونه و يقدرونه . فعلى الجيش و القوى الأمنية أن تغض الطرف عن عناصر جيش المهدي لكونه على حق و يقاتل في سبيل قضية مبدئية لم يطلعونا على كنهها و معناها سوى رفع شعار المقاومة وهم داخل الحكومة أو خارجها و مع العملية السياسية و لا يجهرون بمناوئتها أو رفضها بل و لا حتى التحفظ عليها لكي يتسنى لنا فهم حركتهم و أهدافهم و غاياتهم .

إن ضرب و اعتقال العناصر المجرمة و تخليص الناس من شرورهم لا يمكن أن يوضع في خانة استخدام سلاح الشعب ضد الشعب كما يريد أن يقوله ذلك المتشيخ .. و إلا أصبح كل جيش أو قوة أمنية في أي بلد من بلدان العالم قديما و حديثا يعمل ضد شعبه و يرفع السلاح بوجهه و هذا ما لم يقل به أحد . بل إن السلاح حين يوجه إلى المجرمين و القتلة فهو يمارس وظيفته المنطقية و بلا شك فلا نكاد نعثر على جهة في العالم تحاول مزاحمة كيان الدولة و تريد أن تتحكم بمصائر الناس إلا وترى نفسها هي الشعب و هي الوطن و هي الدولة الشرعية و كل عمل يمسها أو يمس عناصرها يمس الشعب و الدولة و الوطن كما كان نظام الدكتاتور صدام المقبور فماذا يقول العاقل وهو يرى مليشيات جيش المهدي وقد عاثت و تعيث في الأرض فسادا و قتلا و تكميما و مصادرة لأراء المواطنين ... !

خزعل الجابري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك