( بقلم : علي جاسم )
تشهد المشاريع الخدمية والعمرانية في أول خطوة لها وضع حجر الأساس لهذا المشروع أو ذاك لتعلن الوزارة أو المؤسسة المعنية عن البدء بتنفيذ المشروع ثم تستكمل بعد ذلك عملية البناء وبالخطوات المعدة والمدروسة مسبقا ، غير ان الذي تمت ملاحظته في بعض المحافظات ان المشروع الذي تفرح الاهالي عند رؤية الاستعدادات والتحضيرات لقيامه وإنشائه انه سيقتصر على حجر الأساس فقط وكأن المشروع قد أنتهى بذلك وهو ليس أكثر من مجرد حجر يضعه المسؤول الفلاني أمام وسائل الإعلام ليبقى بعد ذلك حجرا وسط العراء دون تنفيذ الخطوة الأخرى الأكبر والاهم وهي عملية البناء .
أحد هذه المشاريع هو مشروع لإنشاء (مستشفى) بسعة 400 سرير وسط مدينة الحلة و مشاريع أخرى لم يكتب لها التنفيذ منذ أكثر من عام وفي محافظة بابل فقط منها إنشاء مجمع سكني في ناحية أبي غرق ومشروع إنشاء نصب تذكاري لشهداء الانتفاضة الشعبانية عام 1991 ، أما الأسباب التي تقف وراء هذا التلكؤ في تنفيذها فيعود الى عدة أسباب أهمها عدم الجدية في متابعة آليات التنفيذ ووضع دراسات مناسبة لها أو استشراء الفساد الإداري والمالي في وزاراتنا ومؤسساتنا الخدمية والمتعهدين المسؤولين عن التنفيذ في حين ان أسبابا اخرى قد تكون هي المانعة لها وكما حدث في مشروع المستشفى موضوع الحديث حينما تم وضع حجر الأساس قبل استملاك الأرض وتقديم المشروع حتى وان كان على حساب الاستملاك مع انه قد تم تخصيص 20 دونما للمشروع فيما رفضت وزارة الصحة تسديد مبلغ قطعة الأرض واعتبرته مبلغا ضخما وبعد كثرة النقاشات والمداولات اتخذ مجلس المحافظة قرارا بشراء الأرض بمبلغ 2500 دينارا للمتر الواحد من أجل التسريع باستملاك الأرض.
نتمنى ان نشهد حملات اعمار حقيقية ونرى مشاريع منجزة حديثة ومتطورة تقدم خدماتها للمواطنين بشكل مناسب للحاجة الفعلية لها وان تكون هناك متابعات ميدانية لتنفيذ المشاريع وان لا يقتصر شكل المشاريع على وضع حجر أساس فقط كي لا يصبح العراق ساح لأحجار الأساس وينسى أبناؤه المشاريع الحقيقية .
https://telegram.me/buratha