( بقلم : كريم النوري )
اطلعت عبر موقع مقالات الاغر على رسالة الاخ داوود سعيد للسيد عمار الحكيم وانا إذ أقدر له حريته في التعبير عن آرائه وافكاره وتصوراته تمنيت ان يكون موضوعياً ولو بقدر ادنى لكي يحافظ على هذه الحرية بعيداً عن التشهير والتسقيط والضغينة. سررت كثيراً بعنوان رسالته الى السيد عمار وظننت انها بادرة خيرة لايصال العتب او الغضب احياناً لقادة العراق الجديد وبالوسائل المهذبة والمؤدبة بعيداً عن الانفعال والسجال.
ساق الاخ سعيد تساؤلات واستفسارات استنكارية محملاً السيد عمار الحكيم مشاكل العراق الجديد (الفقر والايتام والارامل والشهداء والسجناء والكهرباء والماء والمهجرين والكوليرا وارتفاع الغاز والدواء) حتى يخيل للقارىء بان الاخ داوود سعيد يعيش فوق القمر ولا يعرف عن العراق شيئاً بل يتصور بان السيد عمار الحكيم هو وزير الكهرباء والمهجرين والنقل والصحة وحقوق الانسان والنفط والداخلية ونسى او تناسى بان السيد عمار الحكيم لم يمتلك أي موقع رسمي وحكومي سواء كان تنفيذياً او تشريعياً.
يوجه الاخ سعيد نصيحة للسيد عمار الحكيم توقعت ان تكون نصيحة خالصة وصادقة فيطالبه بالتوقف عن القاء خطب التوجيه والوعي ويكرس اهتماماته بالعمل في وزارات خدمية ويغادر دوره التبليغي والتوجيهي والتثقيفي وسط الامة. الاخ داوود سعيد يطالب السيد عمار الحكيم بان يكون فقيراً محتاجاً حتى يواسي الناس وانا اوذّ ان اذكر الاخ سعيد بان الفقر حالة مأساوية كاد ان يكون كفراً بحسب قول الامام علي بن ابي طالب(ع) فلا نتمناه للسيد عمار ولا للاخ داوود سعيد ولا لغيره. ونعترف ان السيد عمار الحكيم ليس فقيراً او محتاجاً ونتمنى ان لا يكون محتاجاً وفقيراً الا الى الله سبحانه وتعالى الغني عن العالمين واذا وفقه الله بسطة في اليد وسلطة في اللسان والتأثير والوعي فهذا من استحقاقاته التي نتمناها له ولغيره. السيد عمار وان كان يؤلمه ويحزنه ظواهر الفقر والتهجير والضياع لابناء وطنه لكنه ليس مسؤولاً يا سعيد عن كل ما جرى ويجري من حالات مزرية تعيشها البلاد...
السيد عمار الحكيم واضحاً في كل ما يطرحه من افكار ومتبنيات سياسية وثقافية وعقائدية وان ما يضمره هو عين ما يظهره وما يخفيه هو حقيقة ما يبديه ولن يتصنع او يبتدع ولن يتكلف او يتزلف بل كان حاضراً بقوة في الميدان العراقي السياسي والديني والثقافي واستطاع اثبات وجوده في الواقع بلا تحشيد اعلامي او اعداد دعائي لانه لا يحتاج الى مثل هذه الاساليب التي يمارسها الاخرون.. انه ينتمي الى اسرة عريقة ضحت من اجل العراق عميدها الامام الراحل اية الله العظمى السيد محسن الحكيم زعيم الطائفة وهذا الانتماء لم يكن مؤثراً لوحده اذا لم يمتلك السيد عمار الحكيم مؤهلات وقدرات ذاتية تؤهله لكي يفرض نفسه على الواقع..
بعض الاقلام الحاقدة والمريضة والالسن الناشزة حاولت التطاول على مقام سليل المرجعية وبقية السيف السيد عمار الحكيم وليت كانت ثمة مبررات واقعية وموضوعية وراء هذه الحملة المغرضة .. ونحن لا ننزه السيد عمار الحكيم من الاخطاء ولكننا ليتنا نرصد له اخطاء حتى نذكره او نسامح من ينتقده. اما أن نفترض انه يخطأ ونحمله اخطاء حكومية هو لم يرتكبها ولم يكن له دخل بها فهذه مجانبة للحقيقة وتجاوزاً على اخلاقيات النقد وتطاولاً على الوعي وانتهاكاً لحرمة الانسان.
السيد عمار الحكيم لم يظلم احداً لانه ليس في موقع رسمي تنفيذي ولم يزاحم اخر لانه ليس في سباق باتجاه المغانم والمناصب ولم يكن في موقع حكومي حتى يتحمل ما يتحمله الاخرون.. انه لبق وفكره متدفق وذكي وبداهته حاضرة وملم بكل زوايا الحدث تنساب منه الاراء المتبصرة بتلقائية بعيداً عن التكلف والتصنع يناقش الفكرة ويلامس كل مساحاتها وثغراتها واذا اكتشف هزالتها فانه لا يغفل ايجابياتها ان كان ثمة ايجابيات تستحق النقاش..عندما يتحدث يعي ما يقول وعندما يقول يعني ما يريد وطالما احاط بسامعيه جو من الهيبة والوقار والاصغاء حتى يمسك بتلابيب الحاضرين وهو ما يدعونا جميعاً الى الفخر والاعتزاز لكوننا عراقيين اولاً واخراً ونباهي العالم العربي والاسلامي بشخصياتنا السياسية ورموزنا الفكرية.
هذه الاسرة الكريمة من آل الحكيم لم تأخذ من العراق شيئاً بل اعطت كل شىء للعراق وكل ما اكتنزته من ارض العراق هو مقابر لشهدائها لا تسع الامتار وحتى ولدها البار الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم لم يمتلك من العراق شبراً لقبره فقد دفن في المنفى بعد ان طالته مخابرات الطاغية صدام المقبور وهو في العاصمة السودانية الخرطوم. وشهيد المحراب تطاير جسده للسماء في عليين بعمل ارهابي جبان استهدف وحدة العراق واستقراره.لا ندري .. اسباب الحقد الدفين من بعض مرضى النفوس على هذه الاسرة الكريمة وليتنا اطلعنا على نقاط الخلل ومكامن الشلل في ثنايا الشبهات التي يثيرها الحاقدون والمرجفون والمفترون ولم نسمع منهم ولا نقرأ لهم الا لغة السباب والشتيمة والاتهامات الباطلة وهي تكشف طبائع اصحابها من الافاكين .
اعتقد ان السيد عمار الحكيم يصغي لمن يبدي بنصيحة خالصة او من يهديه عيوبه تيمناً بقول المعصوم" رحم الله امرأ اهدى اليّ عيوبي" وهو لا يكابر او يتنكر لمن كتب مقالاً ناصحاً يترفع عن منطق الاتهامات الرخيصة ومستنقع السباب الهابط. فماهي ضريبة التصدي والدفاع عن العراق الجديد فهل يتراجع ويفسح المجال لاعداء العراق لكي يتحكموا او يحكموا زمام امور البلاد والعباد.. لماذا نتحسس من فتى هاشمي علوي وطني وهو يشق طريقه باتجاه ترسيخ معالم الوعي السياسي ويفتح آفاق الفكر السياسي الاصيل في العراق الجدبد؟ ما يضرّ اصحاب الاقلام المسمومة الحاقدة إن واصل السيد عمار الحكيم دوره وتكليفي الديني والوطني وما ينفع هذه الاقلام الموتورة ان صمت ونأى بنفسه عن تحمل ضريبة التصدي بل وماذا تفقد بحضوره وماذا تجد بغيابه..اننا على يقين ان السيد عمار الحكيم سينتصر لمن يشعر بانه مظلوم او له حق عنده وسيكون للمظلوم عوناً وللظالم خصماً واننا لم نجد احدا كذلك فيما يكتبونه ويتقولونه ..
ويشهد الله انا لست هنا في سياق الدفاع عن السيد عمار الحكيم فهو لا يحتاج لمن يدافع عنه امام المفترين والمغرضين بل لم اقرأ او اسمع ما يستحق ان يكون كلاماً مجدياً لكل يتابع او يلاحق.. كلمات وافتراءات تفوح منها رائحة الحقد الدفين لا تزيدنا الا احتراماً بهذا الشاب المؤمن الرسالي وقد نعذر من يجهله والانسان عدو ما جهل ولكن ان يردد ما يقوله الاخرون من كلمات لا تعكس الا اخلاق وطباع قائليها..
ونود الاشارة العابرة الى قضية نتمنى ان يدركها الاخ داوود سعيد وامثاله بان السيد عمار من اسرة علمية مجاهدة ومضحية لو شاء ان يكون في موقع بعيداً الاستهدافات والاغتيالات وهو قادر على تحشيد الاضواء عليه لما يمتلكه من مزايا وسجايا قد لا تتوفر عادة في غيره ولكنه أبى الا ان يكون حاضراً في قلب الازمات والتحديات ونقول ختاماً للاخ سعيد "رحم الله امرءاً قال خيراً او سكت"
https://telegram.me/buratha