المقالات

في الذكري الرابعة لاستشهاد عز الدين سليم تساؤلات أمام الرئاسات الثلاث

2590 02:23:00 2008-05-23

الشهيد السعيد عز الدين سليم ( ابو ياسين )

قد لانختلف اذا قلنا ان كل الشعوب تعتز بمفكريها وروادها الاصلاحيين، وانها تفتخر بما قدمه هؤلاء من جهود من اجل اوطانهم عندما تكون الشعوب بحاجة الي اصلاحيين يقدمون ما لديهم من فكر ومعرفة، ويزداد هذا الاعتزاز اذا ما قدم الانسان حياته في سبيل تلك الافكار والاوطان. فنري كثيرا من الشعوب قد أسسوا مراكز دراسات تهتم بنشر تراث ذلك القائد او المفكر، او قد يضعوا له نصبا او رمزا ليكون شاخصا للاجيال حتي يستنار بفكره وتضحيته. اما في عراقنا الجديد فإن ما نقدمه لاجيالنا الواعدة عبارة عن متاجرة بهذه الشخصية او تلك، ونري بين الحين والآخر يخرج هذا التنظيم او ذاك لاقامة حفل تكريم لاحدي الشخصيات، ولكن ما يلفت الانتباه ان كل تكريم انما يتم من قبل الحزب الذي يتبني افكار تلك الشخصية او يدعي انه يتبناها، اوانه يتخذه متجرا ليبيع افكاره فيه، او يتذكره عندما يحتاجه في حملة انتخابية، او من اجل جمع اكثر عدد ممكن ممن يري ان في تلك الشخصية مميزات قد لاتوجد الا فيه او في من يتبني خطه وفكره. ولكن ما يلفت الانتباه هو محاولة بعضهم وخصوصا من هم في السلطة ومن المتنفذين في عراقنا الجديد تغييب شخصية وطنية قدمت كثيراً للعراق حتي آخر لحظة في حياتها. عز الدين سليم ذلك القائد المفكر والصحفي والكاتب والمؤرخ والسياسي ورئيس العراق الشهيد، سؤال اريد طرحه للملايين... ما السبب في محاولة تغييب هذا القائد؟

فاذا اردنا ان نخاطب المفكرين فهل لانهم اصبحوا بين مقتول وهارب، او الصحفيين بين مهدد وخائف او السياسيين بين قاصد لذلك او غير مهتم. فعز الدين سليم كان وخلال اكثر من اربعة عقود رائد الفكر الاصيل وصحفيا من الطراز الاول ورئيس تحرير لأكثر من أربع جرائد معارضة ابان النظام البائد وكاتبا في اكثر من عشر دوريات ومجلات واعلاميا عرف بين أقرانه بأنه صاحب الافكار المتجددة وكاتبا له العشرات من الكتب والتي اغني بها المكتبات الاسلامية والفكرية والاجتماعية ومحاضرا ومؤرخا وأخيرا وليس آخرا سياسيا تدرج حتي اصبح رئيسا للعراق الجديد حتي اعطي روحه وهو في هذا المنصب. فهنا اريد ان أتساءل هل من المعقول ان شخصية بهذا القدر من الاهمية تترك ولا تذكر في حياتنا اليومية ومواقعنا وقنواتنا ومؤسساتنا الثقافية او ان هناك اشياء اخري قد غابت عنا.

خسارة كبيرةفأنا ادعو كل الكتاب والصحفيين وأصحاب الرأي والمفكرين للاطلاع علي هذه الشخصية الوطنية الكبيرة عز الدين سليم حتي تعطي حقها وخصوصا انه لم يبق الا أيام علي مرور الذكري السنوية الرابعة لاستشهاده. واقول ايضا ان استشهاد المفكر الشهيد عزالدين سليم في هذه المرحلة الحساسة من تأريخ وطننا العزيز يعتبر خسارة كبيرة للعراق وللعالمين العربي والاسلامي لما يمتاز به شهيد الوطن من عطاء للحركة الفكرية والاجتماعية والسياسية خلال عقود مضت من تاريخنا المعاصر. واذا اردنا ان نتحدث عن خارطة الاحداث الفكرية والسياسية خلال فترة الستينيات من القرن المنصرم حتي استشهاده، نري لشهيدنا الرمز مواقف وآراء بقيت شاخصة حتي بعد استشهاده، اضافة الي رؤيته السياسية والتي شهد له بها كل من عرفه، وافكاره وآراءه الفكرية منها والاجتماعية.

وقد كانت افكاره اكثر وضوحا خلال فترة ما بعد سقوط النظام والي يومنا هذا بسبب الخلافات السياسية والفكرية الموجودة خاصة هذه الايام والتي كان شهيدنا بعيدا عنها دائما بل كان دائما يدعو الي لم الصف لهدف اسمي. فإن لشهيدنا السعيد أفكاراً بعيدة المدي تستوعب المرحلة والتي نمر بها من خلال طرحه افكار الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والقومية، اذ كانت علاقته مع كل التيارات والشخصيات والتي عرفته ايام المعارضة وحتي ما بعد سقوط النظام، وعطاءه الثر للحركة الوطنية وتوجهاته العراقية خير دليل علي معرفته بكل ما يجري في العراق، وما مواقف أغلب السياسيين ورجال الفكر والمعرفة حين استشهاده الا النزر اليسير من علاقته المتميزة والتي حاول من خلالها لم جميع مكونات الشعب العراقي في عملية البناء، وما اطروحاته التي طرحها بهذا الشأن الا طريقا من اجل ذلك البناء من خلال طرح حكومة الانسان، وبناء الانسان، ومشروع اللامركزية في الحكم وغيرها من المشاريع البناءة لاجل عراق جديد يحترم فيه المواطن والمواطنة ويتحقق فيه طموح ابن الرافدين بعيدا عن الأنا والذاتية والحزبية والطائفية. ولكن ان محاولة طمس هذه الشخصية الوطنية والتي سعت الي بناء عراق حر وكأنه لم يكن في يوم ما رئيسا للعراق فكأننا نقول لمن قتله عاشت تلك الايادي والا لماذا هذا التغييب. فنحن ندعو اليوم الي عدم قتله مرة اخري بتغييب افكاره وذكراه وخصوصا مع قرب الذكري الرابعة لاستشهاده. فسلام عليك يا عزالدين سليم وعلي كل المخلصين لك ولفكرك وعلي كل الصادقين بعملهم في عراقنا الجديد وعلي كل شهداء العراق. وأقول لقد بدأ القلب يعتصر، والمواجع تأخذني كلما اقتربت ذكراك سيدي يا أبا ياسين، اما في ذكراك الرابعة فإن للالم والمواجع طعما أكثر إيلاما علي القلب، لا لفقدك لأن الطريق الذي اخترته وتمنيته طيلة جهادك حصلت عليه بالجهادين الاصغر والاكبر، فقد جاهدت جهاد النفس فكنت مصداقا للصدق والاخلاص، لم تأخذك المطامع ولا الكراسي ولم تبعدك عن الطريق الذي اخترته لنفسك، وجاهدت الجهاد الاصغر حتي اعطيت نفسك رخيصة في سماء الصمود والتحدي من اجل الاسلام والوطن، وبذلك كشفت عن صدق نيتك وعقيدتك وانك كنت تتحرك باتجاه بناء نفسك وروحك حتي لقاء ربك عنك راضيا، تركت الدنيا وزخرفها ولم تتبع الاهواء ولم تبع دينك. سيدي يا عزالدين سليم: لقد كنت بحق عزا للدين، عزا بفكرك النير بكتاباتك التي بلغت المائة او يزيد بمحاضراتك الدينية والثقافية والفقهية والاخلاقية والتي بلغت المئات، عزا للدين والعراق بأفكارك المتجددة والتي كنت تطرحها بين الحين والآخر من الفيدرالية عام 1993 ــ وقتها من ينادي بها الان يعتبرها تقسيما ــ الي حكومة الانسان، الي البيت الشيعي، وبناء الانسان، وبناء روح المواطنة وغيرها. سليما بفكرك وخطك، لم تأخذك الاطماع ولم تجعل من السياسة والحزب اداة للتحكم بمصالح الناس ولا سلاحا للحرب علي الآخر، بل هي وسيلة لخدمة الوطن والشعب والدين، ولم تقدم نفسك ولا عائلتك ولا المنتمين لخطك علي غيرهم من ابناء جلدتك بل كنت تري الناس سواء.... مقتديا بذلك بأمير المؤمنين علي عليه السلام. سيدي يا أبا ياسين: اما اليوم فإننا نري كثيرا ممن ادعوا ما انت عليه من فكر اصيل، قد اخذوا التحزب والتسلط والكرسي هدفا لملء جيوبهم وحساباتهم وبناء القصور علي حساب الناس، واصبحوا لا يميزون بين حق ولا باطل الا ما يمليه عليهم شياطينهم، واصبح الدين وسيلة لاكتساب المصالح الدنيوية والمناصب. فسلام عليك يا أبا ياسين وعلي فكرك النير وعلي جميع الشهداء السعداء معك في جنات الخلد وعلي شهداء العراق جميعاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فرج الله العبادي
2008-05-26
تحية قلبية الى كل الاحبة الذين اطلعوا على الموضوع او علقوا عليه والله ان عزالدين سليم يستحق منا كل احترام وتبجيل فسلام عليه وعلى فكره وعلى كل محبيه
عمار العمار
2008-05-25
بارك الله بك اخي كاتب المقال ورحم الله الشهيد عز الدين سليم عاش كبير ومات كبير
نزار حاتم
2008-05-25
وجع يستنهض براكينه في النفس حين تحل ذكراك يا ابا ياسين ، أيها السمير للفكر والتواضع والفقير ، أيها الساهر على كرم وطيبة الجنوب العراقي ، ايها المجلل بحب الله و الناس والوطن . نشعر باليتم بعدك كلما تذكرنا سجاياك المضيئة في جلساتنا معك في طهران . ستظل حاضرا في قلوب من عرفوك وعاشروك لأن قلبك كان يتسع للجميع ، فسلاما عليك في عليين مع رفيقك في الدرب والشهادة أخينا أبي محمد العامري .
علي السّراي
2008-05-24
((ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)) هنيئا لكم ولقد فزتم والله فوزرا عظيما نسال الله الذي من عليك بوسام الشهادة الحمراء ان يمن علينا بها ويوشحنا ردائها لنفوز معكم ملتحقين بقوافل شهداء طريق الحرية والفداء الذي خطه لنا قائدنا ابي الاحرار الامام الحسين عليه السلام وصرخته المزمجرة الهادرة التي كانت وما زالت وستبقى ابد الدهر هيهات منا الذلة
احمد الكاظمي
2008-05-24
لمن لايعرف هذا الاسد العراقي البطل فانه قد الف كتابا فاز بجائزة احسن كتاب عن مولاتنا الطاهرة الزهراء عليها السلام وقد كان اسمه الحقيقي مكتوبا على الكتاب وهو عبد الزهراء عثمان....رحمه الله وجعله نجما متلالا في سماء العراق العظيمة المليئة بالنجوم المضحية التي تنور عراقنا العظيم وتحميه من شرور الاعداء الجبناء من العوران الجربان العربان....عاش العراق وعشت يا عبد الزهراء عثمان او عزالدين سليم في قلوبنا وتاريخنا
مازن الاسدي
2008-05-23
عند الله نحتسبك يا ابا ياسين شهيدا مضمخ الجراح ، لقد وفدت الى بارئك صافي الوجه ابيض الصفحة بعدما اديت رسالتك على اكمل وجه وباحسن صورة ، نم قرير عين يا والدنا ، نم قرير عين يا قائدنا ، نم قرير عين فأعدائك اليوم مشتتين متفرقين متخاصمين ، نم قرير عين فموعدك معهم يوم الجزاء يوم لا مفر مع عدل ربك ، سينصفك الله منهم جميعا ، ممن حاربوك وانت حيٌ ترزق او ممن امتد بعداءه حتى بعد استشهادك فغاضه انت تجاور حبيبك الامام الصدر الاول (قد) حتى امتدت يداه لتفرق بين الاحبة وهم رقود .في جنان الخلد نلقاك بأذن الله
منى
2008-05-23
مع اني لم اعرفك يوما ولم اعرف لاي حزب تنتمي الا انه وحق الايام الفاطمية كلما يأتي اسمك لايكون مني الا الترحم عليك والدعاء لك بان تكون مع الشهداء والصديقين فاستشهادك كان خسارة للعراق لانه خسر من ابنائه الطيبين الشرفاء جنان الخلد لكم والخزي والعار للمجرمين الذين اغتالوك
رياض عباس
2008-05-23
والله لقد خسرنا شخصيه وطنيه اسلاميه عظيمه.كان شخصا متواضع الى ابعد الحدود وعالم و مفكر من الطراز الاول واذكره في الثمانينيات في السيده زينب(ع) وحواره و صلاته و التزامه الرائع و طبعه الهادئ ونور وجهه والله ما ادري ماقول عن شخصيته.غير اننا كعراقيين خسرنا نجم من نجوم العراق الكبار النادرين وما احوجنا اليه و افكاره السديده التي دفع ثمنها حياته الشريفه كما دفعها السيد الحكيم رضوان الله عليهم
محمد حمزة عباس
2008-05-23
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله مولى المؤمنين والصلاة على المبعوث رحمة للعالمين ابي القاسم محمد واله الطاهرين. السلام عليك ياابا ياسين شهيدا صابرا محتسبا وفيا مؤمنا صادقا مخلصا علما وكفى لك فخرا التحاقك بقوافل الاباء والنور يامن تغذت روحك المرهفة من مداد امامنا الصدر قده فكنت امتدادا وغصنا طبت وطابت ذكراك التي لا ولن ننساها ابدا فما زلت فينا وطنا شامخا وقلبا حسينيا نابضا اما الذين تسيدوا وامتهنوا السياسة وظيفة وباعوا الشهداء الابطال بالثمن الاوكس فلهم الخزي كله وانت الحي فينا وهم الميتون......
علي الجبوري
2008-05-23
ان القلوب اوعيه والله جل شأنه يملئها بالمحبه ويجعلها تميل الى بعضها ب حسن نيت صاحبها وان لاتلتقي او قد تكون في اماكن مختلفه ولهذا فأن الشهيد ابو ياسين دخل قلوب ملايين العراقيين وهم لايلتقون به ولايسمعون بأسمه ولكن خلد في عقولهم وأنفسهم ولهذا ترى كل العراقيين ينادوا ويقولوا ويترحموا عليه رحم الله ابا ياسين يوم ولد ويوم هاجر ويوم جاهد ويوم عاد الى العراق وهويعيش حالة الايثار انه ابي الضيم ويم استشهد ويوم يبعثوا حيا لك منا الف سلام وانت خالد في قلوبنا ورحم الله من قرء الفاتحه مهداة لأبي ياسين سلام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك