المقالات

مقتدى يبحث في إيران عن مرجعية لأربعة أعوام بانتظار مرجعيته الشخصية

2204 19:57:00 2008-05-22

( بقلم : عواد عباس الموسوي )

تعددت آراء المراقبين حول الأسباب الحقيقية التي جعلت مقتدى الصدر يختار إيران للإقامة فيها منذ اختفائه و حتى اللحظة . و إذ لا يصعب فهم مغزى التضليل على مكان تواجده من قبل أعضاء في تياره فإن ما رشح مؤخرا من مصادر موثوقة قد يلقي شيئا من الوضوح على اختيار مقتدى لإيران مكانا يحرص أتباعه على عدم الإفصاح عنه . بالطبع فإن جانبا من دوافع التضليل تلك متعلقة بقضايا سياسية لما تسببه المجاهرة بوجوده في إيران من حرق لورقته العروبية التي يحاول من خلالها كسب ولاء و معاضدة إعلامية من العربان و رجالاتهم الطائفيين في الداخل .

إن من بين الأسباب التي وضعها المراقبون للشأن الصدري و العراقي عامة التي أدت بمقتدى لاختيار إيران مكانا للإقامة فيه هو توفر قدر أكبر من الحماية له خلافا لأي مكان آخر و قيل انه اختار حوزة قم لإكمال دراسته الحوزوية هناك هذا مع أن مقتدى كان متشبثا برأي والده كون حوزة النجف أعظم و أكثر روحانية لطالب العلم من حوزة قم و أن هذه الروحانية توفر قدرا من التكامل المعنوي الذي يردد مقتدى في رسائله أنه بصدد الوصول إليه ، و لا ننسى هنا أيضا أن السيد محمد صادق الصدر والد مقتدى كان قد فتح ملفا غريبا و غير معهود في المفاضلة القومية و التاريخية معا بين الحوزات الدينية و ادعى أن ثمة مساعي إيرانية لسلب حوزة النجف محوريتها و ثقلها لصالح حوزة قم و هو تقسيم و تصنيف يدخل في مستوى الثنائيات القاتلة التي أوجدها المرحوم محمد صادق و كان لها بالغ الأثر في إذكاء انقسامات اجتماعية في الصف الإسلامي الشيعي من قبيل تقسيمه المرجعية إلى صامتة و ناطقة و المراجع إلى عرب و فرس و الشيعة إلى ممهدين لظهور الإمام المهدي و أعداء للتمهيد ... الخ .

و على أية حال فمن الأسباب الأخرى هو وجود حساباته المالية هناك و مصادر تسليح مليشياته و تدريبهم و هي أمور مهمة من الضروري إدارتها و الإطلاع عليها عن كثب . غير أن ثمة من ذهب إلى أن وجود مقتدى هناك لم يكن باختياره فقد تلقى أمرا من صانع القرار الفعلي لمليشياته وسياسييه بضرورة المجيء إلى إيران و بعد ذلك تم فرض الإقامة الجبرية عليه و قد رضخ مقتدى لنوع تلك الإقامة التي تحدد حركته ضمن إطار و مساحة جغرافية معينة و يشرف على مراقبته مجموعة من عناصر الأمن الإيراني بدأ الصدر بالتعرف على العديد منهم و الذين يصطحبونه حتى داخل حلقات دراسته هناك .

 إلا أن مصادر موثوقة و قريبة من مقتدى أطلعتنا على ما يمكن اعتباره جزء رئيس من السبب الحقيقي مع عدم تضاده و منعه للأسباب الأخرى ويتلخص في أن مقتدى الصدر يخطط للحصول على تأييد واضح و علني من مرجعية معروفة توفر له غطاء شرعي لمدى زمني لا يقل عن أربعة أعوام و هي الفترة التي يخمن مقتدى أنه قادر على بلوغ رتبة الاجتهاد خلالها .

 و كان السيد كاظم الحائري خيار مقتدى الأول و بعد لقاء عابر جمعه بالسيد الحائري قبل سبعة أشهر تناهى إلى أسماع الحائري ما يخطط له مقتدى و ينطوي عليه من رغبة في تسويق تياره جماهيريا و تحسين صورته و تثبيت العديد من أتباعه على موقفهم الموالي له بعد أن داخلتهم الشكوك حول أهلية مقتدى لزعامة الصدريين بسبب تهافت خطاباته و تناقضها و تأرجح مواقفه و عدم ثباتها ، نؤكد انه بعد اطلاع و كشف هذه الحقيقة لسماحة السيد الحائري امتنع السيد عن لقاء مقتدى الصدر ، و حتى الأسبوع الماضي أعاد مقتدى محاولاته عبثا وسط إصرار السيد كاظم الحائري على رفض مقابلته .

و لهذا بدأ مقتدى في التفكير الجدي بالبحث عن مرجعية تلبي طموحاته و تحقق له الأهداف التي يسعى لأجلها و تكون طوع ما يريده و لا سيما الحصول على تأييد شرعي لمليشياته التي اسماها جيش المهدي و ترجح ذات المصادر أن تكون الوجهة الجديدة لمقتدى متمثلة بالسيد محمود الهاشمي أحد المعروفين بأنه من ابرز تلاميذ الشهيد محمد باقر الصدر وهو أقرب إلى مقتدى  . رغم أن الكثير من المراقبين و المطلعين لا يكاد يقتنع بأن ثمة مرجعا دينيا واحدا سيكون في معرض القبول بجعل نفسه سلعة تسويق و بوستر إعلامي مؤقت لأربعة أعوام حتى يعلن مقتدى أنه قد حصل على الاجتهاد و بالتالي إصدار قرار بعزل تلك المرجعية من مهامها ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حميد المالكي
2008-05-23
الى ابو مريم شنو مولى مقدس !!! ومن قال انه يرضى بهذه التسمية ففي حياته ماكان احد يقول له انت المولى المقدس والله عجيب امر الخارجين على القانون يتهمون الذي يخالفهم بالراي بعدم الفهم والتجاوز عليه بالالفاظ البذيئة ويصل الحد الى القتل وهدم بيته الله ينتقم منهم بعدين الشيعة معروفين بعدم صلاة الجمعة في وقت الدكتاتورية لانه لايوجد امان فالاف الناس الذين اعتقلتهم قوات صدام وقتلتهم كانوا يصلون الجمعة معه فهو المسؤول يوم القيامة عن ارواحهم !!!
ابو مريم
2008-05-23
السيد الموسوي لا اعترض على رأيك في قضية مقتدى الصدر لانه موضوع طويل وقابل للاخذ والرد بألاضافه انه اصبح شيء مرن منهم من يعتبره مقاومه ومنهم يعتبره ارهاب وكلا يغني على ليلاه ,اي لمصالح شخصيه وحزبيه اما قضية السيد الشهيد فقضيه اخرى ولايمكن لقلم وطني شريف ان يذكر المولى المقدس بهذا الطريقه التي لاتعبر الأ عن حقد وكراهيه مسبقه فمحمد الصدر قام بثوره عملاقه نزل بها للشارع بوجه اكبر طاغيه عجز غيره من العلماء من مجرد التفكير بها , واعتقد يأخي الكاتب انك ادرى الناس بها.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك