بقلم : سامي جواد كاظم
ان ما يقلق الغرب هو تنامي عدد الذين يعتنقون الاسلام واستطيع ان اقول من غير محفزات اسلامية للاعتناق بل ان الله عز وجل خالق الخلق هو الكفيل بهذا الامر من خلال الاعجاز الالهي المرفق بكتابه المرسل على يد سيد الكون الحبيب المصطفى محمد (ص) مضافا الى الشخصيات الاسلامية ذات الخلق والعلم العالي الذي اثر فيمن اثر من الذين اعتنقوا الاسلام .
وقصة بطريرك ارومية هي احدى القصص الرائعة التي فحواها حكاية الانتقال لهذا البطريرك من المسيحية الى الاسلام ، ولاشك انك عزيزي القاريء على لهفة وشغف لمعرفة قصة البطريرك واليك القصة مختصرة :يقول البطريرك الذي اصبح اسمه محمد صادق انه كان مولعا بالدراسة العلمية للمسيحية حتى استقر به الحال لان يكون من الطلبة المقربين للمطران الكبير رئيس مذهب الكاثوليك في الفاتيكان وكان هذا المطران ذا منزلة مرموقة وشهرة واسعة بين المسيحين وروؤساء الدول .
في احد الايام مرض المطران فارسل محمد صادق ليعتذر من الطلبة ان اليوم لا درس فيه ، يقول محمد صادق عندما جئت للطلبة كي ابلغهم وجدتهم يتناقشون وبصوت عالي مع العصبية حول معنى كلمة ( فارقليطا ) باللغة السريانية وقد ذكرها يوحنا في انجيله صاحب الجيل الرابع في باب (14 ،15 ، 16 ) ان النبي عيسى (ع) قال ياتي من بعدي فارقليطا .
يقول محمد عدت الى المطران وابلغته حال الطلبة وما هم عليه من نقاش فسالني الاستاذ وما رايك انت فقلت اختار التفسير الفلاني قال :انك معذور فان كل هذه الاراء مغلوطة فقلت له اذن ما تفسيرها فامتنع عن ذلك الا انني اصررت على معرفة المعنى فطلب مني تعهد ان لا ابوح بالمعنى لا الان ولا بعد موته وان لا اذكر اسمه ان قلت المعنى بعد موته يقول محمد فاقسمت له اشد القسم وعندها قال لي ان فارقليطا معناها احمد او محمد .
هذا الاسم هز البطريرك محمد من الاعماق ودفعه هذا لسؤال المطران عن عدم اشهار اسلامه اذا كان يعلم هذا العلم فقال لي خذ هذا المفتاح واذهب الى الغرفة التي منعتك من ان تدخلها فتجد رقعتين فاتني بها فامتثلت لذلك وجئته بالكتابين فكانا بخط يوناني وسرياني كتبت قبل ظهور الاسلام فوجدت لفظة فارقليطا فيهما ثم قال المطران ( وهذا هو المهم يا عزيزي القاريء حيث لي تعقيب عليه ) ـ قال ( اعلم ان العلماء والمفسرين والمترجمين المسيحين قبل ظهور النبي محمد لم يختلفوا في ان هذه اللفظة تعني محمد او احمد ولكن بعد ظهوره قام هؤلاء القساوسة والمترجمين بتحريف هذا المعنى من اجل مناصب ومكاسب دنيوية )
ثم قال المطران ان كل الاديان التي ظهرت قبل الاسلام اصبحت منسوخة وان الطريق المؤدي الى الله اصبح من خلال محمد فقال له محمد صادق اذن لماذا لم تعلن اسلامك فقال انا في بطني مسلم ولكن الظاهر مسيحي والسبب (هنا اؤكد على التمعن في ذكر السبب بعدم اعلان اسلامه ) يقول السبب ( انا اصبحت لي مكانة مرموقة بين المسيحين وانا اعيش في بحبوحة من الترف والرياسة فاذا ما اعلنت اسلامي فان الملوك سيقتلوني واذا هربت الى البلاد الاسلامية فانهم سيهنئوني فقط ويتركوني للمجاعة حتى انهم عاجزين عن حمايتي كما وانهم سيقولون لي انك انقذت نفسك في اسلامك ولا منة لك علينا فكلمة هنيئا لك لا تطعمني خبزا وبالتالي ساصبح الشيخ العجوز بين المسلمين اذوق الفقر والمذلة) .
وعندها قرر البطريرك محمد صادق الرحيل الى بلاد الاسلام بعد ما شجعه على ذلك المطران وطلب منه بعض المال لغرض السفر وكان له ما اراد فالتحق بمدينة الامام الرضا (ع) والتقى العالم الميرزا حسن المجتهد واعلن اسلامه امامه ومن ثم اغتسل وكرر الشهادتين والتقى في طهران بالشاه ناصر الدين قاجار فلقبه بـ ( فخر الاسلام ) وطلب منه تاليف كتاب حول ذلك وبالفعل الف كتاب بعنوان ( خلاصة الكلام في افتخار الاسلام )وهو من ضمن مؤلفات رائعة غيرها .
مسالتان مهمتان من هذه القصة الاولى مسالة حب الرياسة والعيش الرغيد فهذا يذكرني بمناظرة للامام الصادق (ع) مع ابي حنيفة وبعد ان اقر بالعجز ابا حنيفة تعهد للامام الصادق (ع) انه سوف لايفتي مستقبلا فقال له الامام (ع) ان حب الرياسة لايمكنك من تنفيذ وعدك ، وبالفعل لم يلتزم بعهده اذن مسالة حب الرياسة مسالة مرضية لا يمكن للنفس ان تصارعها فنجدها تنقاد لمتطلباتها من ظلم وقمع وترف حتى تدوم .
الامر الثاني هو ذكر المطران ان المسلمين اذا ماجاءهم احد يعلن اسلامه فانهم يهنئونه مجاملة ومن ثم يقولون له انك انقذت نفسك من جهنم ويتركونه في فقر وهذا الامر نفسه الذي استحدثه عمر وابو بكر عندما الغى المنح المالية التي اقرها رسول الله (ص) الى المؤلفة قلوبهم حيث ادعى عمر ان الاسلام في عز ولا حاجة له بالمؤلفة قلوبهم وهذه الخطوة ادت الى انقلاب بعض المسيحين المستسلمين الى المسيحية ثانية وهو الامر نفسه الذي خشاه المطران ولو دققنا في مسالة سد العوز المادي للانسان وتاكيد رسول الله عليه لوجدنا الكثير من الاحاديث والقصص التي تؤكد على ذلك ولنا في قصة سلمان المحمدي عليه السلام خير دليل فما ان اعلن سلمان اسلامه حتى قام رسول الله بجمع المال المطلوب لتحرير سلمان من رق اليهودي المملوك له وكما منحه مبلغ من المال كي يعينه على العمل والعيش اين هذا التصرف من تصرف البقية المحسوبين على الاسلام ؟!!!
واما قضية تحريف التاريخ فانها مهنة امتهنا اليهود اصلا في تحريف توراتهم ومن ثم انتقلت الى المسيحية لتحرف انجيلهم واخيرا اتفقوا مع ضعاف النفوس من المسلمين في تحريف القران فعجزوا عن ذلك بسبب القدرة الالهية التي سخرت من عباده من هم اهل لحفظ القران فلجأوا الى تحريف بعض الاحاديث الشريفة وكان لهم ما ارادوا ، ولكن تبقى الحقائق لا تتاثر بطنين الذباب .
واخيرا فان في الانجيل المنسوب الى يوحنا باب 7/16 حيث يقول ( مادمت غير ذاهبا فان فارقليطا لا ياتي ) أي ان طالما النبي عيسى (ع) موجود لم يظهر ( فارقليطا ) والمقصود به محمد (ص)
https://telegram.me/buratha