حازم أحمد فضالة ||
انتُخِبَ (د. عبد اللطيف محمد جمال رشيد) رئيسًا لجمهورية العراق، وكُلِّفَ النائب (محمد شياع السوداني) رئيسًا للوزراء؛ على وفق المادة (76-أولًا) من الدستور.
نرى أنَّ مَهَمَّة السيد محمد شياع السوداني (رئيس الوزراء)؛ مَهَمَّةً دقيقة، في ظروف محلية ودولية معقدة، لكنه يمتلك عامل الإرادة والإصرار على النجاح، كذلك يتمتع بأدوات النجاح مثل:
1- الدعم المحلي والدولي لاستقرار العراق.
2- توفر مصادر الطاقة العراقية.
3- البرنامج الحكومي ممكن التطبيق.
ننطلق في مقالنا من العنوان (يوميات عائلة سجين)، لإيصال معاناة العائلة العراقية للسيد السوداني؛ لأنه أكثر من يفهم هذه المعاناة، فهي كثيرًا ما لامست تاريخه الناصع، وسيرته النزيهة البيضاء بحكم عمله، وهنا نشير إلى مسألتين: (العفو العام المشروط، واقع السجون وإداراتها):
1- العفو العام المشروط
هذا كان أحد بنود الاتفاق بين المؤتلفين في (ائتلاف إدارة الدولة)؛ إذ نصَّ البند على إصدار العفو العام المشروط، أي استثناء جرائم الإرهاب (القتل)… وهذا جيد، للأسباب الآتية:
أولًا: يوجد في السجون مئات المظلومين، ومثلهم من لم يُحاكَموا حتى الآن (لم يُعرَضوا على قاضٍ)؛ مع مرور بضع سنين عليهم في طوامير السجون على ذمة التحقيق!
ثانيًا: بعضهم لا علاقة له بالإرهاب (القتل)، بل هي قضايا (خطف) كُيِّفت على مادة الإرهاب في القانون، وهنا لا نتكلم عن (الخاطف الفعلي المتورط قصدًا)، بل نتكلم عمَّن يسمى (مشارك)! لأنَّ هذا العنوان (مشارك) عنوان فضفاض، يشمل كل من (اقتربت منه) عملية الخطف وليس هو الذي (اقترب منها)! أي: دون علمه ودون قصد منه، كأن مرَّ من جانب منزل المخطوف، أو عجلة الخطف كانت قريبة من منزله… إلخ إنها تفاصيل كثيرة، لكن بحسب متابعتنا؛ فإنَّ هذه الحالات وما يشبهها مئات، كلها مظلومة، قابعة في السجون بعيدة عن أُسَرِها!
2- واقع السجون وإداراتها (سجن التاجي نموذجًا)
ترجو هذه العائلات، من السيد محمد شياع السوداني (رئيس الوزراء المحترم)، أن يرسل بلجنة عاجلة، يثق بها، إلى (سجن التاجي) في بغداد، لتعمل الآتي:
أولًا: إجراء (تحقيق صِحفي) مع بعض السجناء في مقابلة معهم، للاستماع إلى حديثهم عن واقع السجن، وتوثيق المقابلة.
ثانيًا: لماذا السجن (جملونات مسقفة بالألمنيوم)! وهو في الشتاء يتحول إلى ثلاجة كبيرة، وفي الصيف يتحول إلى الأفران؟!
ثالثًا: لماذا طعام السجناء لا تأكله حتى الحيوانات، وأحيانًا يجدون الفئران والجرذان، مطبوخة في القدور؛ التي لا يعلمون ما هو نوع الطعام بها أساسًا؟!
رابعًا: لماذا يختفي (نصف المبلغ) الذي تحضره العائلة لابنها السجين؛ بعد أن يتسلمه من إدارة السجن، والابتزاز لا ينقطع؟!
خامسًا: لماذا تُباع البطانية في السجن بمبلغ (250) ألف دينار، وعلى هذه الطريقة الأشياء الأُخَر كلها في الشتاء والصيف؟!
سادسًا: إجراء (تحقيق صِحفي) مع عائلات المسجونين (النساء والأطفال)، وسؤالهم كم تبعد (الحمَّامات) الخاصة بزائري السجين، 1 كم؟ 2 كم؟ 4 كم؟ ويذهبون إليها سيرًا ويعودون؟ نعم إنها تبعد بضعة كيلومترات سيرًا!!
سابعًا: لماذا على العائلات الانتظار خمس ساعات، أو عشر ساعات في ساحة السجن البائسة العفنة؛ للقاء ابنها السجين مدة (10) دقائق لا أكثر؟!
ثامنًا: لماذا ساحات الانتظار للسجن قذرة، تطفح بمياه الصرف الصحي؟!
الخاتمة:
إنَّ البدء من هذه المساحات الصعبة، المغلقة المظلمة، مكسورة الحريات، التي أرهقت العائلة العراقية؛ هي بداية ترضي الله سبحانه وتعالى، قبل البدء من الفضاءات المفتوحة التي تضج بالحريات، وهذا ما تنتظره العائلات المحرومة من أولادها، وكذلك ما ينتظره كل سجين مظلوم؛ أن ينظر رئيس الوزراء المحترم إلى هذا الملف الإنساني المثقل بالظلم، والهموم، والحرمان، والدمع.
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha