كنا في كل خميس نجتمع وان لم يكتمل العدد في كل مرة غير اننا نعيد ايام الماضي ونتكلم بامر المستقبل العملي الذي تزامن فتح بابه مع سقوط النظام البائد ، كانت في كل خميس حكاية لاحدانا عن ما تعاني وتكتشف وتتعلم وتتطور في مجال عملها لتستفاد الاخريات من تجربتها ، غير ان تفاقم الاوضاع حال الى الغاء موعدنا والاكتفاء بالهاتف الذي سرعان ما خلا بنا هو الاخر ليبقى الانترنيت صديقا جديدا لنا يجمعنا في منزله ان سهلت الكهرباء الامر .
تفرقنا ببساطة فزميلة هاجرت الى بلاد بعيدة واخرى ذهبت بايفاد الى بلد اخر واخرى سافرت الى بلد لتعمل واخرى لا زالت تقاوم وتعمل في بغداد واخرى في المنزل و...، عندما كنت اتصل بأحداهن او العكس فاننا نفرح كثيرا لاستذكار حلما مشتركا لنا بان نعمل جميعنا في مكان واحد نصنع فيه المعجزات !!
لا اعلم لماذا الان اتذكر كل هذا رغم كون الاتصال بيننا يضعف حد اننا نضع رمز الاشغال على (ماسنجراتنا ) رغم اننا لسنا مشغولين بل اننا نريد ان نهرب ممن يذكرنا باحلامنا ، يبدو ان اليأس الذي طرق ابوابنا ذات يوم نتيجة ظروف صعبة قد ابرم اتفاقات مع ذواتنا بأن يستعمرها ويُبقيها خاملة وهي تكرر ذات الكلام من ان اذا استقر الوضع فاننا ســ وســـ وســـ !!
ربما خطرن ببالي عندما بدات احس بتلك النسمة التي تحاول ان تداعب وجهي والتي اتسائل ان كانت حقيقة ام خيال انها نسمة الامل الذي يهب علينا هذه الايام ونحن نرى وعودا كثيرا ما تذمرنا من تأخيرها باتت حقيقة فالحكومة قد صدقت وعدها وهي اليوم تحرر كل المناطق من اي شر استوطن بها وان كان الامر متأخرا بعض الشيء حتى دفعت الشباب ثمنه من دمها واستقرارها وربما طالت المدة حتى وجد المُهجر في وضعه اللامستقر مستقراً له وصار امر الرجوع هو اللا استقرار !! حقيقة انها معادلة صعبة جدا فالاعتياد ليس بالامر الهين وطبعا نتكلم عن من اختلفت اوضاعهم خلال هذه السنوات ومعاناتهم بغض النظر عن من سبقوهم لسنوات طوال في الغربة والعزلة فشأن اولئك صعب جدا لكني اليوم أسال نفسي هل سنعود ؟ !! هل سنجتمع قرب المدرجات ؟
اني اخشى ان اسألهن لاني لا اتمكن من سؤال نفسي لئلا اشعر بالتقاعص هل ستعود من ارسلتها الحكومة الجديدة على حسابها الى دولة راقية لتكتسب المعرفة ام انها ستهرب من هناك وتطلب لجوءا الى اي مكان كما فعل الكثيرون والعجيب باني كلما كلمتها وكنت مستاءة من الوضع اخبرها بانها مجنونة ان عادت !!! لا اعلم ان كان تناقض أو ياس لكن الذي اعلمه انه من المستحيل ان يكون بالغدرالنجاة ورغم هذا اوصيها به عندما اتذكر منظرها وهي تتقافز بين الانفجارات فليغفر الله لنا ذنوبا نقترفها في ساعات غضب وياس .
أم هل ستعود من صرفت كل ما تملك لتصل هناك الى بلد الثلوج ومن سيضمن لها منزلا ومعيشة في بلدها ؟ ام هل ستعود من جلست في المنزل وتركت عملها لشدة ما عانته هناك من ذا يقنع مستاءة بالرجوع ؟ أم هل ستعود من سكنت محافظة اخرى واستقرت ؟ أم هل ستعود من عملت في بلد متطور هل ستقوى على تحمل الفرق الكبير ام ان التعود سيغلب؟!! وهل انتي يا بغداد مستعدة للتغير ؟!!!! ام انك تتخفين بين قرارت زميلاتك لتزيحي عن صدرك عبىء المسؤولية !!.
من سينتصر التعود ام العودة هل سنعود الى انفسنا الى دورنا الى اعمالنا الى بغدادنا الى عراقنا ؟ ربما من حقنا ان لا نثق بنسمة الامل تلك ولكن لابد من مباركتها والدعاء لها بان يقوى عودها وتصبح رياح قوية تصد عن وطننا الشر وحينها لابد لنا من التضحية بالتعود والعودة الى احضان ماضينا الذي مهما عشنا بطرق متطورة وامكنة جديدة سيبقى هو الالذ .
سأبقي رمز الاشغال لاني لا استطيع امتطاء ظهر الامل خوفا من صدمات كثيرا ما كبت بي على وجه الارض على حين غرة وكذا لا استطيع بث اليأس الذي ياكل صاحبه قبل غيره والذي بات يغادر الى حيث لا عودة خاصة ونحن نرى التقدم الواضح في اداء الحكومة مع كل العثرات التي سببها اعضاء من الحكومة طويلا ما قلبوا للعبة عندما يغضبوا كما الاطفال الى ان جاء اليوم الذي اجبرهم الاخيار ان يرتبوا اللعبة بأدب وبقوة القانون وها نحن نقطف ثمار شهية من طبق الصبر وياليت نرى اليوم الذي تتغربل به الحكومة لتتخلص من الكومة الملتصقة باسمها ولا تعمل شيء غير ارجاع ما تقدم ،هذه الكومة من الحكومة لابد ان تغادر ساحة الامل والسلام .
لن اسائل احد عن العودة بل اتمنى ان اكون اول من تعود الى تلك المنصة منتظرة وصول احد العائدين الخالعين ثوب تعود الرفاهية في غير بلدهم أو من تعود اليأس ممن هو غريب في داره ، اشعر بقوة باننا سنجتمع ثانية هناك ونرتمي في احضان بعض قائلات الحمد لله على السلامة ، سلامة رجوعنا الى نقطة البداية !! وسنقرأ الفاتحة على زملائنا الذين ذُبحوا وخُطفوا والذين لابد لنا من تحمل دورهم بجانب دورنا وان لم نعد ايتها المنصة فاعملي ان ضميرك ضمير الجماد حي اكثر من ضمائرنا .
نحبك ياعراق ، نحبك يا علي ، نحبك يا حسين ، نحبك ونريد ان تنبض قلوبنا فالنابضة قلوبهم قليلون فالايمان والحب لا يقبل الا بعمل ، اسال الله ان يوفقنا لعمل كل ما شانه رفعة المذهب المقدس .
اعان الله الغريب البعيد والقريب وسدد الله خطى كل من يتبع الدستور والقانون فهم ابطال قتلوا غربة انفسهم وها هم يشقون لنا طريق العودة الى الضمير .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha