المقالات

هل سنعود ؟

2404 19:14:00 2008-05-25

سنوات مرت على وقوفنا على تلك المدرجات في احلى لحظات حياتنا وهو يوم تخرجنا ، التقطنا الصور مبتسمين املا بغد يحقق احلامنا الصغيرة في دوائر الدولة التي توزعنا عليها بغير اختيار وليبدأ الفراق التدريجي الذي قاومناه (بخميسات) اتفقنا فيها ان نجتمع عند ذات المدرج في كل اسبوع ، مجموعة من الصديقات الاتي جمعتهن سنين دراسة بين معاناة وقلق وفرحة النجاح .

كنا في كل خميس نجتمع وان لم يكتمل العدد في كل مرة غير اننا نعيد ايام الماضي ونتكلم بامر المستقبل العملي الذي تزامن فتح بابه مع سقوط النظام البائد ، كانت في كل خميس حكاية لاحدانا عن ما تعاني وتكتشف وتتعلم وتتطور في مجال عملها لتستفاد الاخريات من تجربتها ، غير ان تفاقم الاوضاع حال الى الغاء موعدنا والاكتفاء بالهاتف الذي سرعان ما خلا بنا هو الاخر ليبقى الانترنيت صديقا جديدا لنا يجمعنا في منزله ان سهلت الكهرباء الامر .

تفرقنا ببساطة فزميلة هاجرت الى بلاد بعيدة واخرى ذهبت بايفاد الى بلد اخر واخرى سافرت الى بلد لتعمل واخرى لا زالت تقاوم وتعمل في بغداد واخرى في المنزل و...، عندما كنت اتصل بأحداهن او العكس فاننا نفرح كثيرا لاستذكار حلما مشتركا لنا بان نعمل جميعنا في مكان واحد نصنع فيه المعجزات !!

لا اعلم لماذا الان اتذكر كل هذا رغم كون الاتصال بيننا يضعف حد اننا نضع رمز الاشغال على (ماسنجراتنا ) رغم اننا لسنا مشغولين بل اننا نريد ان نهرب ممن يذكرنا باحلامنا ، يبدو ان اليأس الذي طرق ابوابنا ذات يوم نتيجة ظروف صعبة قد ابرم اتفاقات مع ذواتنا بأن يستعمرها ويُبقيها خاملة وهي تكرر ذات الكلام من ان اذا استقر الوضع فاننا ســ وســـ وســـ !!

ربما خطرن ببالي عندما بدات احس بتلك النسمة التي تحاول ان تداعب وجهي والتي اتسائل ان كانت حقيقة ام خيال انها نسمة الامل الذي يهب علينا هذه الايام ونحن نرى وعودا كثيرا ما تذمرنا من تأخيرها باتت حقيقة فالحكومة قد صدقت وعدها وهي اليوم تحرر كل المناطق من اي شر استوطن بها وان كان الامر متأخرا بعض الشيء حتى دفعت الشباب ثمنه من دمها واستقرارها وربما طالت المدة حتى وجد المُهجر في وضعه اللامستقر مستقراً له وصار امر الرجوع هو اللا استقرار !! حقيقة انها معادلة صعبة جدا فالاعتياد ليس بالامر الهين وطبعا نتكلم عن من اختلفت اوضاعهم خلال هذه السنوات ومعاناتهم بغض النظر عن من سبقوهم لسنوات طوال في الغربة والعزلة فشأن اولئك صعب جدا لكني اليوم أسال نفسي هل سنعود ؟ !! هل سنجتمع قرب المدرجات ؟

اني اخشى ان اسألهن لاني لا اتمكن من سؤال نفسي لئلا اشعر بالتقاعص هل ستعود من ارسلتها الحكومة الجديدة على حسابها الى دولة راقية لتكتسب المعرفة ام انها ستهرب من هناك وتطلب لجوءا الى اي مكان كما فعل الكثيرون والعجيب باني كلما كلمتها وكنت مستاءة من الوضع اخبرها بانها مجنونة ان عادت !!! لا اعلم ان كان تناقض أو ياس لكن الذي اعلمه انه من المستحيل ان يكون بالغدرالنجاة ورغم هذا اوصيها به عندما اتذكر منظرها وهي تتقافز بين الانفجارات فليغفر الله لنا ذنوبا نقترفها في ساعات غضب وياس .

أم هل ستعود من صرفت كل ما تملك لتصل هناك الى بلد الثلوج ومن سيضمن لها منزلا ومعيشة في بلدها ؟ ام هل ستعود من جلست في المنزل وتركت عملها لشدة ما عانته هناك من ذا يقنع مستاءة بالرجوع ؟ أم هل ستعود من سكنت محافظة اخرى واستقرت ؟ أم هل ستعود من عملت في بلد متطور هل ستقوى على تحمل الفرق الكبير ام ان التعود سيغلب؟!! وهل انتي يا بغداد مستعدة للتغير ؟!!!! ام انك تتخفين بين قرارت زميلاتك لتزيحي عن صدرك عبىء المسؤولية !!.

من سينتصر التعود ام العودة هل سنعود الى انفسنا الى دورنا الى اعمالنا الى بغدادنا الى عراقنا ؟ ربما من حقنا ان لا نثق بنسمة الامل تلك ولكن لابد من مباركتها والدعاء لها بان يقوى عودها وتصبح رياح قوية تصد عن وطننا الشر وحينها لابد لنا من التضحية بالتعود والعودة الى احضان ماضينا الذي مهما عشنا بطرق متطورة وامكنة جديدة سيبقى هو الالذ .

سأبقي رمز الاشغال لاني لا استطيع امتطاء ظهر الامل خوفا من صدمات كثيرا ما كبت بي على وجه الارض على حين غرة وكذا لا استطيع بث اليأس الذي ياكل صاحبه قبل غيره والذي بات يغادر الى حيث لا عودة خاصة ونحن نرى التقدم الواضح في اداء الحكومة مع كل العثرات التي سببها اعضاء من الحكومة طويلا ما قلبوا للعبة عندما يغضبوا كما الاطفال الى ان جاء اليوم الذي اجبرهم الاخيار ان يرتبوا اللعبة بأدب وبقوة القانون وها نحن نقطف ثمار شهية من طبق الصبر وياليت نرى اليوم الذي تتغربل به الحكومة لتتخلص من الكومة الملتصقة باسمها ولا تعمل شيء غير ارجاع ما تقدم ،هذه الكومة من الحكومة لابد ان تغادر ساحة الامل والسلام .

لن اسائل احد عن العودة بل اتمنى ان اكون اول من تعود الى تلك المنصة منتظرة وصول احد العائدين الخالعين ثوب تعود الرفاهية في غير بلدهم أو من تعود اليأس ممن هو غريب في داره ، اشعر بقوة باننا سنجتمع ثانية هناك ونرتمي في احضان بعض قائلات الحمد لله على السلامة ، سلامة رجوعنا الى نقطة البداية !! وسنقرأ الفاتحة على زملائنا الذين ذُبحوا وخُطفوا والذين لابد لنا من تحمل دورهم بجانب دورنا وان لم نعد ايتها المنصة فاعملي ان ضميرك ضمير الجماد حي اكثر من ضمائرنا .

نحبك ياعراق ، نحبك يا علي ، نحبك يا حسين ، نحبك ونريد ان تنبض قلوبنا فالنابضة قلوبهم قليلون فالايمان والحب لا يقبل الا بعمل ، اسال الله ان يوفقنا لعمل كل ما شانه رفعة المذهب المقدس .

اعان الله الغريب البعيد والقريب وسدد الله خطى كل من يتبع الدستور والقانون فهم ابطال قتلوا غربة انفسهم وها هم يشقون لنا طريق العودة الى الضمير .

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-05-25
يا اختي العزيزة نحن سوف نبقى ونموت في الغربة حالنا حال الغرباء والا من المستفيد ببقاء العقول العراقية في المهجر بنتي زارت فيتنام مع جدها وتعجبت على النهضة العمرانية هنالك ولم تزور العراق الى حد الان وكل مرة نقول سوف تفرج وصار اكثر من 30 سنة ذهبنا الى الانتخابات واخذنا جموع من الناس معنا معنا ونقلناهم ايضا على حسابناء واللة لم نحصد من هذا العمل اي شي بيتنا في العراق سرق اهلنا الى ايران هجروا والذي لم يهجروة صدام اللعين هجروا قبل 3 سنوات ايضا من مناطق بغداد ولوا ارجع على الاقل زيارة ماعندي مكان
Iraqi
2008-05-25
مامضى لن يعوديابغداد وخصوصامراحل بناءالانسان لنفسه في ربيع العمرلن تتكروذكرياتهاتبقى مؤلمه لمن يمتلك الصدق في هذه الحياة لان الحياة ببساطة هي مجموعة محطات ومراحل متتاليه في كل واحدة منهااصدقاءجددلايعوضون الذين سبقوهم ولكن الاهم من ذلك ان يرسم الانسان لنفسه طريقاصحيحايسلكه ومنهجاقويمايتبعه وعزيمة وارادة لاتنثني ليجدنفسه وطموحة واماله وليخدم وطنه وشعبه ولايستسلم للواقع المريرالذي صنعته قوانين الارض الجائرةوليس من صنع السماءوخصوصابلدنا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك