(استجابة الى مطلب الاخ ابو حسنين النجفي وهو من المتابعين المتواصلين لموقع براثا حول اعداد مقال على اثر المقال السابق تكون فيه اجابة لسؤاله والذي كان (كيف نستطيع حل عقدة حب الذات في النفوس ونجعلها خالصة لله تعالى وهل نستطيع حل مشكلة التسلط ونجعل محلها حب الاخرين ومساعدتهم على الخلاص من محنهم من منطلق الاية الكريمة- ويؤثرون على انفسهم ولوكانت بهم خصاصة ) .
وحيث اننا لا نملك الا ان نكون خدام لخدمة اهل البيت سأحاول ان اتحاور مع سؤالكم اخي الفاضل تاركة امر ثغرات سهونا وجهلنا لقرائنا الاعزاء لملئها من روافد افكارهم وصولا الى نتيجة ننشدها جميعا يكون فيها العمل سابق للكلام هذا وتقبلوا خالص تحياتي .)
ان تسائلك اخي الفاضل هو سؤال يتردد في اعماق ذوات من لا يزالون يحتفظون ببعض انسانيتهم التي تامرت عليها مغريات الدنيا لتستذئب ما تمكنت منه حتى صارت الانسانية كلمة تداول اكثر منها احساس وعمل، ولحل هذه العقدة من سلسلة العقد النفسية التي تستوطن ابداننا بنسب متفاوتة لابد لها من طبيب متخصص وربما علاجها فلسفي اكثر من كونه مادي.
وحقيقة لم اجد جوابا شافيا لحضرتكم غير قول احد الاطباء الاربعة عشر المتخصصين بحل كل عقد الحياة بجمل قصيرة وكلمات يسيرة وكيف لا، وهم من خلقهم الله حجة على الناس ، انه الامام الرضا عليه السلام حيث انه يوضح عشر خصال لايتم عقل المرء المسلم الا بها وهي :الخير منه مأمول والشر منه مأمون ، يستكثر قليل الخير من غيره .ويستقل كثير الخير من نفسه لايسام من طلب الحوائج اليه .و لايمل من طلب العلم طول دهره . الفقر في الله احب اليه من الغنى .والذل في الله احب اليه من العز في عدوه.والخمول اشهر اليه من الشهرة ، ثم قال ع العاشرة ما العاشرة . قيل له وما هي ، قال ع لايرى احدا الا قال : هو خير مني وأتقى . انما الناس رجلان : رجل خير منه و أتقى ورجل شر منه وادنى ،فأذا لقي شر منه وأدنى قال : لعل خير هذا باطن وهو خير له وخيري ظاهر وهو شر لي . وأذا رأىالذي هو خير منه واتقى تواضع له ليلحق به فأذا فعل ذلك فقد علا مجده وطاب خيره وحسن ذكره وساد اهل زمانه . ( عن كتاب تحف العقول )
وها هي العاشرة ايها الاخ الفاضل تحل هذه العقدة عقدة حب الذات التي قيدت ذواتنا التي طالما احب ان اصفها بالاسيرة والمستسلمة عن البحث عن اطباء لها اما لانها لا تشخص المرض ولا تشعر به والعياذ بالله او لان هذه الدنيا تتلاعب بها كما كرة بعيدا عن الهدف المنشود .
ولنشر هذا العلاج لابد ان تكون قاعدته ذات هاربة من كل العقد تساعد غيرها وهنا اذكر فيلماً اجنبيا يجسد ما نناقشه وقد جُسدت هذه الذات المخلصة في طفل شكل نظرية شرحها في غرفة الصف وهي انه سيقوم بمساعدة 3 اشخاص يجدهم بحاجة لها بشرط ان يسال كل منهم ان يساعدوا ثلاثة اخرين بحاجة للمساعدة وبهذا يكون تسعة اشخاص قد انتفعوا ومن ثم التسعة يسألون السبعة والعشرون الذين ساعدوهم وهكذا وكانت فكرة الفلم وطريقة عرضه تفيض ايمانا بالقيم النبيلة التي يحوم حولها الاجانب بينما نحن نملكها في ديننا السمح وسنة نبينا (ص ) لكنها قيد التحفظ .
ومن ضمن المحاضرات الدينية التي تبث على شاشة الانوار للسيد الشيرازي رعاه الله كانت هناك محاضرة بخصوص التربية في ظروف الحياة الصعبة فتسائل السيد كم واحد منا نحن المفتخرون بالانتماء للمذهب الشيعي يحفظ لكل امام قولا واحدا فقط !! وهنا قد ذٌهلت من ذوات الملايين الذين يحبون ويذرفون الدموع في حب العترة ونحن منهم ان شاء الله غير انهم عاجزون عن الالمام ولو باليسير من علمهم ، اشعر باننا كمن يحمي من يحبهم بظهره ويقابل بوجهه لكمات الاعداء والغادرين ولان كم الكدمات شديدة والضربات في كل اتجاه فلم يتسنى لنا الالتفات الى من نحب ونتأمل كل ما يحملون من روائع تهدينا الى جنان الخلد وليس من باب ايجاد عذر لمقصر انما لتثبيت حقيقية ان القلوب محبة وان قصرت .
حل العقدة ليست بالمستحيلة بل ربما معقد من شدة يسره!! فان استطاعت نسائنا انتقاء شيء ثمين ولنقل بسيط كبداية من مقتنياتها تهديه لانسانة تشتهي استحصاله وعاجزة لفقرها فانها قد هزت ارضية الانانية وبتكرار هكذا اعمال ستتفطر هذه الارضية حتى تتهالك وان كانت اول لحظات العطاء ندم !! لكن سرعان ما يكتسب الانسان بعض الشجاعة للمواصلة . ولم لا وقدوتنا قد اهدت ثوب عرسها لغيرها وهل قامت امراءة غيرها على وجه البسيطة بهذا العمل ؟!! رغم بساطته وصعوبته بذات الوقت فهو بسيط في التنفيذ وصعب في اتخاذ القرار غير ان ذات الزهراء عليها السلام ذات تهيم في حب الله وهي على يقين من ان هذا الفعل يقربها من خالقها فتستهله .
ولو اننا في لحظة شجار مع احدهم وهو يشتم ويهين في هذه اللحظة ان استذكرنا الامام الحسن عليه السلام وهو يقول لمن ينبهه ان هناك من يشتمه بانه متوهم وانه ربما يقصد اخر !!! ماهذا الحلم وتلك الاخلاق التي نهيم في شخوصها الذين نواليهم، والامر اقرب الينا من ان يجسد فقط بالائمة افلم يكن لدينا اناس من الماضي يضعون صناديق خاصة يضعون فيها نصف ارباحهم !! وعندما تسأل يخبرونك بانهم يتقاسمون الارباح مع الحسين ع .
صندوق للصدقة يوضع في المنزل بداية جيدة لقتل ال انا والايمان بان لكل نعمة زكاة تجعلنا معطائين فعلمنا ليس حكرا لنا لابد من ان نساعد به الاخرين ونشكرهم لانهم سبب اعطاء زكاة العلم وكذا الصحة والاموال و...........
القرار لحظي فقط نضع علبة قرب الباب وضع فيها النقود كل صباح كصدقة تزيدها باستمرار أو نحفظ قول لامام كل يوم او نبتسم بوجه مسلم وننكرر عبارة هو افضل منا وسوف ستتفجر لدينا افكار جديدة لهدم ال انا الفانية التي لم نختارها وليس لنا ان نمتلكها فليست الا امانة نسال عنها يوم الحساب .
وفي الختام اسال الله ان يعيننا على شر انفسنا قال تعالى ( فاما من اتقى ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي الماوى) اساله ان يعطينا القوة لننهيها ونزجرها وليس لنا الا ان يسند بعضنا الاخر وصولا لنتيجة تقربنا ممن نذرف الدموع في حبهم ونطمع في جوارهم في الاخرة هذا واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد واله الغر الميامين .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha