( بقلم : ميثم المبرقع )
عمليات ام الربيعين في الموصل التي جاءت بعد عمليات صولة الفرسان في البصرة اثبتت حقائق خطيرة ومفارقات كبيرة نشير اليها بشكل اجمالي:
اولاً- عمليات البصرة اريد لها ان تجري بطريقة أهدأ مما حصل في عمليات الموصل فقد كان رئيس الوزراء نوري المالكي قد حدد اهدافاً تقدر بالمئتين هدف ولم يتوقع مواجهة كبيرة تستحضر فيها كل الامكانات العسكرية والصواريخ وقذائف الهاون وقطع الطرق ومواجهة القوات الامنية ببشاعة واستهداف موكب وزير الداخلية ومقر اقامته بالبصرة والصواريخ وكذلك استهداف مقر العمليات الذي أشرف عليه رئيس الوزراء نوري المالكي واستشهاد احد مقربيه الشهيد ابو ليث الكاظمي.
ثانياً- تصور بل توهم الصدريون بان صولة الفرسان تستهدفهم وضعتهم في مقدمة المواجهين لصولة الفرسان والقتال نيابة عن كل عصابات الخطف والتهريب والاغتيال وهو ما عقد من هذه العمليات وفسح المجال للمجرمين المطلوبين من الهروب الى خارج العراق.
ثالثاً- الصدريون هم سبب كل الضحايا الذين سقطوا في البصرة من المواطنين والقوات العراقية وجيش المهدي لانهم اختاروا المكان الخطأ والموقف الخطأ والمواجهة الخطأ وحاولوا ارباك واجهاض صولة الفرسان لولا حزم وشجاعة المالكي وتصميمه على المواجهة التي اضطر اليها بغير رغبته.
رابعاً- المواجهة في البصرة كشفت عن حماقة وغباء بعض اصحاب القرار في التيار الصدري ولو كان الصدريون على مستوى من الوعي والنباهة لوقفوا مع المالكي وتعاونوا معه وفسحوا المجال امام القوات العراقية لفرض القانون وحتى على فرض اعتقال بعض عناصرهم في صولة الفرسان يمكنهم ان يطلقوا سراحهم بالتنسيق مع المالكي نفسه وربما لو صنعوا ذلك لفوتوا الفرصة على قوى سياسية كبيرة كانت تعتقد ان التيار الصدري هو سبب الازمات في البصرة ولاثبتوا للمالكي خطأ هذه التصورات ولاصطفوا معه ولنجحوا في تحقيق اهداف ومكاسب للصدريين في البصرة ولكن حماقتهم ضيعت كل شىء واربكت الاوضاع في البصرة.
خامساً- الصدريون يعيشون عقدة البطل والافضل وقد وضعتهم هذه الاوهام العقدية في موقع اساءوا لسمعتهم وتأريخهم القريب وضيعوا كل مواقفهم الشجاعة بعد تفجير مرقد الامامين العسكريين بوقفتهم في مواجهة الجماعات التي كانت وراء هذا التفجير.
سادسا- الموصل بكل مكوناته السياسية والدينية والمذهبية والقومية استطاعت الاستفادة من خطأ البصرة وحماقة الصدريين فوقفوا وقفة ذكية لدعم خطة فرض القانون وعمليات الربيعين وحولوا المواجهات العسكرية الى مفاوضات لتقديم الخدمات والامتيازات لاهالي الموصل وزرعوا الثقة والامل بدلاً من العبوات الناسفة والالغام.
سابعاً- استطاع الموصليون جماهيراً وقادة ونواب من استثمار ام الربيعين لصالح الموصل واهلها واستطاعوا تطويع المئات من الضباط والجنود ممن لم يجدوا مجالاً لقبولهم في الجيش في مرحلة ما قبل ام الربيعين.
ثامناً: ذكاء اهالي الموصل جنب الناس والمدينة اشباح الحرب والمواجهات العسكرية وتحولت العمليات العسكرية الى محطة لتقديم الخدمات والاعمار وقد منح دولة رئيس الوزراء نوري المالكي مبلغاً تمهيدياً قدره مائة مليون دولار للاعمار والخدمات.
تاسعاً: لم يقف اهل الموصل في مواجهة الحكومة ولم تطلق رصاصة واحدة ولم تنفجر عبوة او مفخخة وجميع المعتقلين من اهالي الموصل سيتم اطلاق سراحهم اما بعد التحقيق لبرائتهم او استصدار عفو عام من الحكومة بسبب موقف اهالي الموصل النبيل.
عاشراً: موقف قيادات السنة والنواب وممثلي اهل الموصل كانوا بمستوى عال من المسؤولية والحذاقة والانضباط فقد ايدوا ام الربيعين ووقفوا مع المالكي بينما النواب الصدريين وبعض المرعوبين من وجهاء عشائر التسعين الذين اهلهم صدام فقد وقفوا بانفعال وهستيريا ضد خطة فرض القانون في البصرة وهو ما يكشف بكل اسف عن الفارق بين وعي وذكاء الاخوة السياسيين السنة وحماقة وغباء الاخوة الصدريين.
https://telegram.me/buratha