المقالات

العراق بين فئتين

1143 13:54:00 2008-05-21

( بقلم : علاء الموسوي )

يبدو ان الشأن العراقي لايعاني فقط من آفة البطالة المستشرية بين صفوف مجتمعه، بل ان هذه الافة الخطيرة انبثقت وتوسعت من الخانة السياسية ( المعطلة) والذين لا نسمع عنهم الا في مقاهي الفضائيات، واقبية الكواليس (الحمراء)، حين تشتد الحملة الضروس على مكافحة افة البطالة في صفوف العاملين داخل مجلس النواب والحكومة. الحديث السياسي الدائر اليوم هو عن الكيفية التي يتم فيها دعوة (المعطلون والعاطلون) المنسحبين من الحكومة وفسح المجال لهم من جديد في خضم العفو السياسي المنبثق من الشراكة السياسية في حكم العراق الجديد.

بالامس كانت الدعوات تطلق جزافا ومن كل حدب وصوب تجاه عمالة الاخرين وطائفية الحكومة بذرائع لاتمت للحقيقة وللنزاهة الوطنية بادنى صلة، وعندما تكشف الحقائق وتظهر النيات السليمة والمطرزة بالنجاحات الكبيرة والمتحققة على ارض الواقع، تلجم تلك الافواه المغرضة، وتلتجأ النفوس المريضة الى خلق الاعاذير والمبررات غير المنطقية لحفظ ماء الوجه الذي لم يبق به لحم ولا وجل بنظر الشعب العراقي الذي لا تنطلي عليه الاعيب اولئك الفئة العاطلة عن خدمة الشعب وبناء البلد. احيانا اتصور ان مصالح الشعب وآماله ببناء عراق جديد خال من الاستبداد والدكتاتورية والطائفية، ضرب من الخيال مع وجود وزراء ونواب (بالاسم فقط)، ناهيك عن دعواتهم وصراخهم الممل بتقاسم السلطة والتوازن في النفوذ الطائفي في قطعات الجيش والشرطة!.وما يدفعني الى هذا التصور الغريب، هو ما يحدث على الساحة السياسية من متناقضات لاتنسجم والمواثيق والوعود التي ابرمتها القوى السياسية المؤتلفة بعد عملية التغيير، اذ كانت من ابرز تلك المواثيق هي:

1ـ الشراكة الحقيقية في الحكومة والعملية السياسية.2ـ الوفاء بنصرة المظلومين والمضطهدين من ضحايا النظام الصدامي البائد.3ـ محاربة العنف والدعوة الى فرض القانون وبناء دولة المؤسسات.4ـ احترام دول الجوار، والعمل على بناء قنوات دبلوماسية هادفة لفتح افاق التعاون السياسي والاقتصادي، بعد ما عمل على ردمها نظام البعث الصدامي.5ـ بناء جو سياسي تآلفي والابتعاد عن الخصومة السياسية التي تعارض مبدأ الديمقراطية التوافقية للتجربة العراقية الحديثة.

ما تفرزه الاحداث اليومية لمسيرة الحكومة، والقراءة السياسية البناءة من قبل رجالات العراق الجديد، كشفت وبصورة لاتقبل المهادنة او الشك، ان هناك فئتين لا ثالث لهما من السياسيين في العراق، فئة نذرت نفسها لبناء العراق وتحقيق امال الشعب وطموحاته، بقدر ما تستطيع وتخدمها الظروف الموضوعية في ذلك ، غير آبهة بما يصاحبها من هفوات واخطاء، (فغبار العمل ولا زعفران البطالة). وفئة عاطلة عن العمل السياسي والخدمي للناس، تختار غير العراق مقرا لها، وغير خدمة الشعب والدفاع عن مكتسباته، وتحقيق اماله وطموحاته طريقا تلتمس منه الوصول الى الحكم، وبما ان الحرية والارادة اهم سلاح يملكه الشعب في العراق الجديد، فلن يكون هناك وجود يذكر للفئة الثانية في الحكومة والعملية السياسية برمتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك