( بقلم : علاء الموسوي )
يبدو ان الشأن العراقي لايعاني فقط من آفة البطالة المستشرية بين صفوف مجتمعه، بل ان هذه الافة الخطيرة انبثقت وتوسعت من الخانة السياسية ( المعطلة) والذين لا نسمع عنهم الا في مقاهي الفضائيات، واقبية الكواليس (الحمراء)، حين تشتد الحملة الضروس على مكافحة افة البطالة في صفوف العاملين داخل مجلس النواب والحكومة. الحديث السياسي الدائر اليوم هو عن الكيفية التي يتم فيها دعوة (المعطلون والعاطلون) المنسحبين من الحكومة وفسح المجال لهم من جديد في خضم العفو السياسي المنبثق من الشراكة السياسية في حكم العراق الجديد.
بالامس كانت الدعوات تطلق جزافا ومن كل حدب وصوب تجاه عمالة الاخرين وطائفية الحكومة بذرائع لاتمت للحقيقة وللنزاهة الوطنية بادنى صلة، وعندما تكشف الحقائق وتظهر النيات السليمة والمطرزة بالنجاحات الكبيرة والمتحققة على ارض الواقع، تلجم تلك الافواه المغرضة، وتلتجأ النفوس المريضة الى خلق الاعاذير والمبررات غير المنطقية لحفظ ماء الوجه الذي لم يبق به لحم ولا وجل بنظر الشعب العراقي الذي لا تنطلي عليه الاعيب اولئك الفئة العاطلة عن خدمة الشعب وبناء البلد. احيانا اتصور ان مصالح الشعب وآماله ببناء عراق جديد خال من الاستبداد والدكتاتورية والطائفية، ضرب من الخيال مع وجود وزراء ونواب (بالاسم فقط)، ناهيك عن دعواتهم وصراخهم الممل بتقاسم السلطة والتوازن في النفوذ الطائفي في قطعات الجيش والشرطة!.وما يدفعني الى هذا التصور الغريب، هو ما يحدث على الساحة السياسية من متناقضات لاتنسجم والمواثيق والوعود التي ابرمتها القوى السياسية المؤتلفة بعد عملية التغيير، اذ كانت من ابرز تلك المواثيق هي:
1ـ الشراكة الحقيقية في الحكومة والعملية السياسية.2ـ الوفاء بنصرة المظلومين والمضطهدين من ضحايا النظام الصدامي البائد.3ـ محاربة العنف والدعوة الى فرض القانون وبناء دولة المؤسسات.4ـ احترام دول الجوار، والعمل على بناء قنوات دبلوماسية هادفة لفتح افاق التعاون السياسي والاقتصادي، بعد ما عمل على ردمها نظام البعث الصدامي.5ـ بناء جو سياسي تآلفي والابتعاد عن الخصومة السياسية التي تعارض مبدأ الديمقراطية التوافقية للتجربة العراقية الحديثة.
ما تفرزه الاحداث اليومية لمسيرة الحكومة، والقراءة السياسية البناءة من قبل رجالات العراق الجديد، كشفت وبصورة لاتقبل المهادنة او الشك، ان هناك فئتين لا ثالث لهما من السياسيين في العراق، فئة نذرت نفسها لبناء العراق وتحقيق امال الشعب وطموحاته، بقدر ما تستطيع وتخدمها الظروف الموضوعية في ذلك ، غير آبهة بما يصاحبها من هفوات واخطاء، (فغبار العمل ولا زعفران البطالة). وفئة عاطلة عن العمل السياسي والخدمي للناس، تختار غير العراق مقرا لها، وغير خدمة الشعب والدفاع عن مكتسباته، وتحقيق اماله وطموحاته طريقا تلتمس منه الوصول الى الحكم، وبما ان الحرية والارادة اهم سلاح يملكه الشعب في العراق الجديد، فلن يكون هناك وجود يذكر للفئة الثانية في الحكومة والعملية السياسية برمتها.
https://telegram.me/buratha