( بقلم : سلام عاشور )
افادت مصادر مطلعة في مدينة الصدر بأن القادة الميدانيين لجيش المهدي قد هربوا من المدينة على وجبتين, الاولى قبل حوالي العشرين يوما من وقف اطلاق النار, وقبل ان تحاصر المدينة من جهاتها الاربع, بعد ان ايقنت قيادة جيش المهدي انهم ان تأخروا ولم يهربوا من المدينة فأن نجاتهم غير مضمونة فأما ان يقتلوا في القصف الذي يستهدف(ملاذاتهم) على وفق معلومات استخبارية دقيقة, او ان يعتقلوا من قبل القوات الحكومية والامريكية في حال تقدمها في داخل المناطق التي تتواجد فيها هذه القيادات على وفق معلومات استخباراتية بحيث صار معظم تلك القيادات لا تعرف من يشي بها.. حتى انه وفي مداهمة لبيت من البيوت في احد القطاعات كان الجنود العراقيون والامريكيون قد طلبوا من احدى النساء خلع عباءتها وحجابها وحين اعترض صاحب البيت معتبرا ذلك اعتداءا على الاعراض اجابه ضابط عراقي ضاحكا: ((خل ينزع عبد العباس ملابس النساء.. والا فعلنا ذلك بأيدينا))..
واخبرنا الكثير من اهالي مدينة الصدر ان الوجبة الاولى من الهاربين كانوا من فئة (أ) , وقد توجهوا بعد خروجهم من المدينة الى العمارة مباشرة وانقسموا هناك الى ثلاثة اقسام, الاول تسللوا الى ايران عبر الحدود بحماية ورعاية شرطة العمارة وبتوجيه من محافظها, والثاني استقر عند اقاربه في المدينة , اما القسم الثالث فقد توجهوا الى الاهوار القريبة والحدودية منها على وجه الخصوص, حيث وفر له جيش المهدي المسكن والمأكل هناك. اما الوجبة الثانية والتي يطلق عليها اهل مدينة الصدر تصنيف (ب) فأنهم قد هربوا بعد قرار وقف اطلاق النار, وتم ذلك بصورة مريبة ولا احد يستطيع ان يفسر ذلك , هل هو من ضمن الصفقة التي ظلت مصادر التيار الصدري تتحدث عنها أم ان عملية الهروب كانت مرتبة من قبل عبر مخارج لا تعرفها القوات الامنية الحكومية . ويقدر المراقبون الامنيون وابناء مدينة الصدر بأن اكثر من الف فرد قد هرب , ومعظم هؤلاء مطلوبين للجهات الامنية .. يذكر بأن بعض سياسي التيار الصدري قد خرجوا من المدينة بعيد ساعات من اعلان الاتفاق الذي ابرم بين وفد الائتلاف العراقي الموحد والتيار الصدري لوقف القتال .. وتقول مصادر عليمة بأن تأخير تنفيذ وقف اطلاق النار من قبل جيش المهدي كان مرتبطا الى حد كبير بأخلاء قياداته الميدانية الى خارج المدينة.. وان السلطات الامنية الحكومية كانت قد حامت شكوكها حول ذلك وألحت على قياداتها بضرورة فرض وقف اطلاق النار بالقوة اذا لزم الامر.
واذا كانت معظم القيادات العليا قد هربت , فأن القيادات الاقل اهمية قد وضعت في موقف شديد الحرج , فهي لا تملك المال لتفر من المدينة ومن ثم الى الخارج, وليست مطمئنة و بعيدة عن الاعتقال اذا ما ظلت في المدينة ولم تخرج منها, وقد اضاف الى همومها ومخاوفها ان المواطنين في مدينة الصدر بدأوا يتعاونون مع الاجهزة الامنية ويرشدونها على المطلوبين المجرمين والمشتبه بهم .. وتفيد اخر المعلومات ان مداهمة (ملاذات) المطلوبين قضائيا من صغار القادة في جيش المهدي قد بدأت بالفعل, وانه قد تم اعتقال الكثير من هؤلاء من دون اية مقاومة, بل ان بعضهم صار يسلم نفسه الى القوات العراقية خشية ان يقع بيد الجنود الامريكين, وقد استفادت القوات الامنية الحكومية من اعترافات المستسلمين لها وجرى على اساسها متابعة باقي المطلوبين .
https://telegram.me/buratha