( بقلم : سلام عاشور )
بين الفينة والاخرى يطلع علينا السيد لواء سميسم بتصريحات مثيرة وعنيفة ومفاجأة وكأنها الزلزال.. وتظل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة تتداولها ولا تمل منها الا عندما يطلق الاستاذ لواء سميسم طلقته الاعلامية الجديدة لتتلقفها الفضائيات وحمواتها الاذاعات والجرائد والمجلات..واخر ما تفضل به على الاعلام العراقي والعربي والعالمي هو تصريحه الذي هزّ العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، والذي فجر فيه قنبلته بقوله: ((ان التيار الصدري ارسل رسالة واضحة للايرانين مفادها انه يختلف مع ايران في الكثير من القضايا التي تهم الشأن العراقي)) واصفا توجهات الصدريين بأنها ((توجهات عروبية))!!!!! الخ واضاف: ((وهو امر معروف للجميع والاجندة التي نحملها اجندة وطنية خالصة ولا نحتاج ان نثبت ذلك لاحد)) انتهى .
وهذا التصريح اربك اطرافا محلية وعربية الى حد ان يعتكف عمرو موسى امين الجامعة العربية ثلاثة ايام لا يقابل فيها احدا حتى زوجته ليتفرغ لدراسة فقرة واحدة من تصريح رئيس المجلس السياسي للتيار الصدري السيد لواء سميسم وكانت زوجة موسى قد اعدت له طعاما وماءا ودواءا يكفيه لثلاثة ايام كي لا تشغله بدخولها عليه عن التمعن وتمحيص ما ورد في تصريح السيد سميسم. وما يخص عمرو موسى منه فقرة((ان توجهات التيار الصدري عروبية, وهو امر معروف للجميع ولا نحتاج ان نثبت ذلك لاحد)). وقد تفاعل موسى واخذته الحماسة ليصرخ بأعلى صوته((اطلت رقابنا يا سميسم اطال الله رقبتك)).
اما على النطاق الاقليمي و العالمي فان الامين العام للامم المتحدة(بان كي مون) قد قطع اجازته الصيفية وعاد فورامن سيئول الى نيويورك ليتدارس مع مستشاريه الاثر الخطير في انتقال التيار الصدري الى (خانة العروبة) وما يشكله ذلك من تهديد للامن والاستقرار الدوليين وفقدان التوازن الردعي بين الاطراف المتنازعة في الشرق الاوسط والعالم بأكمله على الاقل في غضون الخمسين سنة المقبلة.
اما في داخل العراق فقد احدثت تلك التصريحات هزة وسحبت البساط من تحت اقدام السياسين, فالاكراد خصوصا كانو خائفين على اقليم كردستان بعد ان اعلن لواء سميسم عروبة التيار الصدري! فلا الطالباني عرف النوم منذ السبت الماضي ولا البارزاني (ذاق الزاد) منذ ذلك اليوم, كما عمت بعض شوارع بغداد مظاهرات قدرها المراقبون بأنها تجاوزت العشرة ملايين متظاهر, وكل واحد من هؤلاء المتظاهرين يحمل صورة ملونة لسماحة القائد المفدى محفورة وسط خارطة الوطن العربي .. اما المالكي ترك الموصل على عجل عائدا الى بغداد رغم الحاح ضباطه للبقاء في الموصل ليطلع على توالي الاحداث .
اما الاحزاب والحركات القومية في العراق والتي ظلت تتستر على نشاطاتها طوال السنوات الخمس الماضية فأنها قد اعادت فتح مكاتبها واستبدلت شعاراتها بشعار جديد ((ابشروا ايها العرب فالصدريون قادمون))!! اما موقف ايران بعد ان اعلن سميسم ان علاقات التيار الصدري معها لم تكن سمنا على عسل, وحسب ما وردنا من اخبار, فأن الرئيس الايراني نجاد قد اعتكف في داره وانه متضايق جدا من هذا التصريح وان اكثر ما يخشاه ان يخسر منصبه في الانتخابات المقبلة!!
https://telegram.me/buratha