بقلم : سامي جواد كاظم
بات من المعروف عالميا ان العلاقات بين البلدان ليست بالضرورة علنية ودبلوماسية معروفة فهنالك الكثير من البلدان تربط بعضها البعض علاقات وطيدة من غير تمثيل دبلوماسي بل يرافقه هجوم اعلامي احداهما على الاخرى ومع مر الزمن تتضح الفضائح فاذا يصبح رئيس الدولة الفلانية التقى سرا عدة مرات مع عدوه المعروف علنا .الشارع الاسلامي اليوم يغلي بالمؤامرات والهجوم الاعلامي الشرس المشوه للحقيقة الاسلامية وادوات هذا الهجوم هي اجندة اسلامية بحتة .
لا يوجد فكر كان ويكون وسيكون اخدش النسيج الاسلامي مثل الفكر الوهابي ، والذي هو اداة طوعية بيد اسياده الذين خططوا له هذا الدور المضطلع به الان وبسببه اشعل منطقة الشرق الاوسط وبانت يصمات اصابعه مع كل حدث وازمة تحدث بالمنطقة خاصة والعالم الاسلامي عامة .ولو اردنا الحفاظ على النسيج الاسلامي والوحدة الاسلامية فما علينا الا قطع واستئصال العلاقات السعودية الاسرائيلية ؟ الحاذق في السياسة سوف لا ينصدم بهذا الحل ولكن القليلي اطلاع قد ينذهلون او يستبعدون ذلك .
اقول كما تقدم في المقال ان العلاقة ليست بالضرورة ان تكون دبلوماسية معروفة للعالم فهنالك العلاقات الخفية وهنالك الوسطاء ( العرابون ) لهذه العلاقات ولو تتبعنا الدولة الاسلامية منذ وفاة رسول الله (ص) الى يومنا هذا نجد ان الغالبية العظمى من الحكام الذين حكموا البلدان الاسلامية كانت لهم علاقة باليهود والنصارى الخبثاء منهم تحديدا فالخليفة الثاني كان مستشاريه من اليهود بل حتى سمح لهم تفسير القران على ضوء القصص اليهودية وبالتالي احدث فجوة بين التيار المحافظ على الدين الاسلامي من الدخلاء وبين من تبنى فكرة عمر في استقطاب الاحبار اليهود .
اليوم لدينا الوهابية والتي هي نسخة طبق الاصل من اولئك الحكام والخلفاء ، فعندما تسمع ان الوليد بن طلال لديه علاقات تجارية واستثمارية مع الدولة العبرية فان هذا لم ياتي من فراغ بل من علاقات تتجدد بمرور الزمن والمعلن عنه اقل بكثير عن المخفي . وفي حرب لبنان الاخيرة مع اسرائيل ظهر ان للسعودية دور في تسخين الحرب من خلال دفع اسرائيل على الاقدام عليها أي ان لها اتصالات في هذا المنحى . هذا التستر لم ولن يدم طويلا فبين الفينة والاخرى تفضح اسرائيل احدى حقبات الاتصالات مع الحكام السعوديين وبوساطة امريكية .
الكلام الاستنتاجي هذا لابد من توثيقه ودعمه بالحقائق والدلائل سواء كانت نقلية ام عقلية فمثلا الكل يذكر المبادرة السعودية للنزاع العربي الاسرائيلي فهل يعقل ان هذه المبادرة جاءت بشكل انفرادي من السعودية دون الاتصال بالجانب الاسرائيلي ؟ هذا امر غير ممكن ،فقد رددت وسائل الإعلام نبأ اللقاء الذي جمع بين عادل الجبير ـ سفير السعودية في واشنطن ـ ونائب وزير الدفاع الإسرائيلي ، افرايم سنيه، ضمن لقاءات ثلاثية منفصلة (سعودية وأمريكية وإسرائيلية) حول ـ مبادرة السلام ـ مع إسرائيل التي طرحتها المملكة، وبينما سارعت الرياض إلى نفي الخبر رسمياً، قائلة إن تلك التقارير : (لا أساس لها من الصحة)،الا ان الخبث الاسرائيلي اكد ذلك من خلال صحفه الرسمية ( صحيفة يديعوت أحرونوت) بالقول : أن رواق (ديفيد وولش) ـ رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية ـ جمع الرجلين وتبادلا الحديث معاً، وحسب الصحيفة : توجه سنيه إلى الجبير ـ الذي يعد من أشد المقربين لدوائر صنع القرار بالمملكة ، وصافحه قائلاً : (أنا سعيد بلقائك وجهاً لوجه.. ماذا يحدث من المشاكل في منطقتنا؟). وأجاب الجبير : (آمل أن نصعد في الأسابيع المقبلة إلى مسار إيجابي) .
وهذه اللقاءات لم تكن الاولى ولا الاخيرة فان هنالك كثير من التودد الوهابي الصهيوني الذي جمعهم الهدف ( هدم الاسلام ) وكانت باكورة اللقاءات السعودية الاسرائيلية وعلى مستوى عال جدا هو لقاء اولمرت ـ بندر بن سلطان داينموالقاعدة في العاصمة الاردنية ،جاء هذا على لسان دانيال آيالون، السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن : فإنه اللقاء السعودي ـ الإسرائيلي الأعلى مستوى، حسب علمه .
وكان عادل الجبير السفير السعودي في امريكا هو المحرك لهذه العلاقات وذلك لما يتمتع به من قدرة في العلاقات العامة وحول هذا الدور قالت صحيفة (جيروسيلم بوست): إن الجبير ظل ـ منذ بداية التسعينات ـ على اتصال وتنسيق مع الجماعات اليهودية بما فيها منظمة اللوبي اليهودي الأمريكي (إيباك) وسبق أن التقى بـ (يوسسي بيلين) حينما كان وزيراً في حكومة العمل الإسرائيلية .
اما مجلة (نيويوركر) في 5/3/2007م، تقريراً لسيمور هيرش، تحت عنوان (إعادة التوجيه) أماط فيه الصحافي الشهير اللثام عن خفايا الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة الأشد التهاباً في العالم، حيث يقول : إن التحول في السياسة دفع السعودية و(إسرائيل) إلى ما يشبه (العناق الاستراتيجي الجديد)، لا سيما أن كلا البلدين ينظران إلى إيران على أنها تهديد وجودي. وقد دخلوا (السعوديون والإسرائيليون) في محادثات مباشرة . وكان لبندر اتصالاته القديمة مع الإسرائيليين، وفي ذلك يقدّم الكاتب الأمريكي nospmiS mailliW ـ كاتب سيرة حياة بندر بن سلطان ـ تلميحات إلى الطريقة التي أسس بها بندر روابطه مع الإسرائيليين .
وهنالك فلم يؤكد العلاقات الوهابية الاسرائيلية على الرابط التالي http://www.youtube.com/watch?v=6MGc_...related&search
فلو كان هم الوهابية عز الاسلام والمسلمين فماذا تعني العلاقات الطيبة مع اسرائيل التي تعلن دائما وتكرارا تهجمها على الاسلام . فلو اريد الخير للاسلام وكسر شوكة المعاديين للدين الاسلامي لابد من استئصال العلاقات السعودية الامريكية الاسرائيلية
https://telegram.me/buratha