( بقلم : ناهدة التميمي )
عجيب ما يحدث لهذا البلد العراق فهو يعوم على الكنوز ولكن ضحياه كل اهله .. فالتخريب الجاري عليه شيء رهيب ولايكاد يصدق وشمل كل مناحي الحياة الاقتصادية والعلمية والبنية التحتية والتعليم والصحة وكل شيء .. ولكن هذا التخريب الرهيب وبمساعدة دول العربان والمقاومة اللقيطة التي ذبحت الناس والابرياء تنفيذا لاجندات خارجية مشبوهة لم تكتف بذلك .. بل راحت تخرب الحياة الاجتماعية في العراق .. وكان الهدف واضح وهو اشاعة التفكك الاسري في هذا المجتمع المحافظ ذو الطابع العشائري والمبني سابقا على القيم ومكارم الاخلاق ..
لقد كانت المراءة العراقية وما زالت اولى ضحايا هذا التخريب المتعمد للبنية الاجتماعية العراقية وابتدأ ذلك قطعا منذ زمن صدام حين عمد الى زج الرجال والشبان في معارك طاحنة لانعرف اسبابها واهدافها الا لافقار العراق وتخريب اقتصاده واغراقه في الديون وتفكيك مجتمعه,, اما الباقون من الرجال فقد شنت عليهم حملات اعتقالات واودعوا السجون وغيبوا او قطعت السنتهم وآذانهم وانوفهم في محاولة واضحة لاجهاض الروح العراقية وتخنيعها .. في هذه المعارك قتل اغلب الرجال والشبان واغلبهم من الطبقات المسحوقة والفقيرة مما ترك النساء يعانين من الامرين اولهما فقدان المعيل وثانيهما ,وبسبب عدم وجود الرعاية الاجتماعية, تامين سبل العيش لها ولاطفالها وهو ليس بالشيء السهل في بلد مضطرب مثل العراق وفيه مخاطر كثيرة على كل شيء يسعى للحياة من اعداء الانسانية والحياة .
لقد اجبرت المراة في زمن صدام على ان تشاهد اعدام زوجها او فلذة كبدها وعليها ان لاتبكي او تعبر عن آلامها بل يستحسن ان تشيد بالقائد الطرطورة وتتمنى له طول العمر وهي تشاهد الرصاص يمزق جسد وقلب احبتها .. ثم كان عليها بعد ذلك ان لاتقيم العزاء وان تكابد من اجل كسب لقمة العيش لها ولاطفالها او اسرتها ثم عليها ان تجري وتقف ساعات طويلة من الانتظار في طوابير للحصول على طبقة بيض او قليل من الرز وكابدت وعانت من ازمات حياتية كثيرة لم تجربها اي امرأة في العالم .. فقد جربت كل الازمات التي يمكن ان تخطر على بال بشر من ازمة الطحين والرز والسمن والغاز والنفط واللحوم وحتى الماء وما الى ذلك وعليها ان تجري وتهدر الوقت الثمين لتامين هذه المتطلبات .. وهذا ما دفع البعض منهن لافتراش ارصفة الاردن لبيع اشياء تافهة ويتعرضن للاهانة والازدراء من بلد يعيش اصلا على خيرات هؤلاء المسحوقين ونفطه...
اما المرأة الفيلية المسكينة فمعانتها تحتاج لموسوعات من السرد ابتداءا من اخذ الولد والزوج واجراء التجارب الكيمياوية عليهم وابادتهم جماعيا في صحراء السماوة دون ذنب يذكر, الى سرقة اموالهم ومصادرة شقاء حياتهم الى تشريدهم في مخيمات البؤس في ايران والمنافي .. ولذا فان مسيرة المرأة الفيلية معمدة بالالم والدم ومازلت تعاني ولم يرفع احد عنها هذه المعاناة ولايتذكروها الا وقت الانتخابات ...
ثم جاء التغيير وتاملت المرأة المعانية خيرا واذا بالامور تزداد سوءا فبدلا من انتشال هؤلاء النسوة من واقع البؤس والتهميش وجدنا ان معاناتها ازدادت اضعاف فاذا هي مشردة في خيام اللجوء البائسة داخل بلدها مع اطفال او اب ام ام عجزة لاتعرف كيف تعيلهم او تؤمن حياتهم ولقمة عيشهم ووجدنا ان الارامل ازداد عددهن بفضل المقاومة الشريفة التي لم تترك شابا او رجلا الا وقتلته ( تنكيلا بالامريكان ) واذا بالعنوسة ترتفع بشكل خطير وغير مسبوق مما يهدد المجتمع باختلال القيم فيه واذا بالفقر والتشرد وضياع الاطفال وانحرافهم يصل مديات قياسية بالمجتمع العراقي وسط اخبار واعلام عن ميزانية انفجارية واسعار نفط بلغت المدى, ليس لهؤلاء المحرومين منها شيء فهي رواتب للحكومة والبرلمان والميليشيات واستثمارات لاصحاب الكروش في الخارج .اما هؤلاء والخدمات فلا احد يفكر بهم ..
كما طفت على السطح مشاكل للمرأة من نوع جديد منها قتل النساء العاملات او الفقيرات بحجج دخيلة وغريبة عن المجتمع مثل ضرورة التحجب والنقاب الوهابي الذي لم نعرفة من قبل فحتى القرآن الكريم يقول بما معناه ( واضربن بخماركن على جيوبكن ) اي تغطية الصدر فقط ولم يشترط تغطية الوجه او الرأس ولكن المسالة لادين ولاهم يحزنون,, وانما تخريب واتعاب للناس واشغالهم بقضايا جانبية تتعب المجتمع كما نرى اغلب الطالبات في الجامعات وقد تحجبن خوفا من العقاب وربما ليس رغبة صادقة في الحجاب .. اما العنوسة فاسبابها معروفة وهي قتل الكثير من الرجال والشبان على يد مقاومة حارث العار وابو تبارك الشريفة, والمقابر الجماعية الجديدة والقديمة شاهد على ذلك والبطالة المستشرية بين الشبان مما جعل الزواج وتكوين اسرة شيء شبه مستحيل عليهم..
اما قصص النساء المعانيات فقد لاتكفيها مجلدات من السرد في عراق الميزانية الانفجارية . فقد اخبرت عن امراة شلت عندما قتل زوجها الشاب على يد مقاومة ابو تبارك , ولانها كانت نفساء ولم تتحمل الصدمة فقد اصيبت بالشلل مع ثلاثة اطفال صغار لاتستطيع رعايتهم فاخذ الناس ممن في قلوبهم رحمة يساعدونها في الطبخ وتحميم الصغار والعناية بها وهي غير قادرة على عمل اي شيئ في بيتها واحيانا لاياتيها احد فيبقى الصغار جياع ودون رعاية .. اليس المفروض ان ترعى الدولة مثلها وتخصص لها من يخدمها ويعتني بصغارها كما هو الحال في الدول الانسانية .. وامراة اخرى زوجها خريج ولم يحصل على عمل ويسكنون الايجار ولديهم طفلة مريضة لايستطيعون اخذها للطبيب لانهم لايقوون على المصاريف والام تتمزق لرويتها تموت بين يديها ولاتستطيع انقاذها مما جعلها تفقد القدرة على التركيز على اي عمل اخر .... ناهيك عن الارامل والمشردات والبائسات ممن اضطرتهن الحياة لاعالة اطفالهن وهن غير قادرات ..
هنا اقول للحكومة اليس من الاولى ان تكون حصة من ميزانيتكم الانفجارية لهؤلاء النسوة اسوة بكل الدول المحترمة التي لاتمتلك ثروة كثروة العراق ام اننا سنتحول الى افريقيا ثانية تعوم على بحور من الذهب والماس واهلها تقتلهم المجاعات .. اليس المفروض ان يكون في كل شارع ومنطقة طبيب منزل يعالج مرضى ذلك الحي مجانا ويعرف حالاتهم المرضية, والصعبة منها يحولها للمستشفى اسوة بكل الدول التي تحترم بشرها اليس المفروض ان تكون هنالك اعانة اجتماعية للنسوة المهجرات وذوات الاطفال والايتام والعاجزات عن العمل والعانسات ممن لايعملن لانهن الاولى بخيرات بلادهن .. ام ان ميزانيتكم الانفجارية للفرهوديين والحرامية..!!ناهدة التميمي
https://telegram.me/buratha