القنوات الخليجية كافية للتطبيع..!

   نعيم الهاشمي الخفاجي ||   عندما انطلق البث الفضائي العربي في منتصف التسعينات من القرن الماضي، عمدت قنوات دول الرجعية العربية الفضائية على العمل على استضافة ساسة ومحللون إسرائيليون بشكل يومي ومستمر لتهيئة الأرضية لقبول المواطنين  العرب في آراء اسرائيل، لذلك وجود قنوات الجزيرة والعربية وبقية القنوات الفضائية العربية الخليجية انتفت حاجة تفكير إسرائيل بإنشاء تلفزيون باللغة العربية موجّهة للعالم العربي، بظل وجود القنوات الفضائية الخليجية ووجود فيالق اعلامية من الصحفيين العرب ومن كلا الجنسين يكتبون في الصحف الخليجية لكسب حفنة من الريالات والدولارات، وخاصة من الكتاب والكاتبات من التيار اليساري والقومي العربي اللاهثين وراء كسب المال، هؤلاء يكتبون مقالات وبطرق ملتوية لخلط الأوراق، سابقا كانوا ليل نهار يهاجمون دول الرجعية العربية، وبعد انهيار المعسكر السوفياتي تحول الكثير من هؤلاء المرتزقة لعبيد لدى الإعلام الخليجي لتشويه سمعة كل القوى الرافضة للتطبيع المجاني وياليت تطبيع مقابل سلام عادل يضمن حق الدولتين. القنوات الفضائية الخليجية وفيالقهم الإعلامية التي تكتب بصحفهم استطاعوا بشكل كبيرأن يؤثروا على وعي الجمهور في الشرق الأوسط وفي كل مكان يتكلمون فيه العربية بقبول التطبيع المجاني ومعادات كل دولة وفئة وتيار وأشخاص يرفضون التطبيع المجاني، انا لست فلسطينيا ولايمكن لي ان أكون متطفل لكي اتكلم نيابة عن الشعب الفلسطيني الذي لديه حكومة وبرلمان واحزاب وقوى رافضة للتطبيع المجاني، معركةالجهاد الإسلامي الأخيرة والتي   استمرت  ثلاثة أيام ولو تم إعطاء عرفات حل الدولتين لما وقعت معركة الجهاد أو معارك حماس، المعركة الأخيرة لم تكن متكافئة بظل وجود حصار عربي ضد قطاع غزة اكيد صمت حماس أمام الإعلام لايعني أنهم لم يساعدوا حركة الجهاد، الواقع على الأرض في قطاع غزة أن هناك تعاون مابين حماس والجهاد وفصائل منظمات الحكومة الفلسطينية، هناك من الإعلام الخليجي الوهابي يقول لماذا المقاومة اللبنانية لم تتدخل، لبنان يضم مكونات متعددة هناك فئات مسيحية مارونية ومسلمة سنية ليل نهار تشتم في المقاومة اللبنانية الشيعية بسبب دعمها لمقاومة الجهاد وحماس، بل هذه الفئات الماسونية والسنية اللبنانية المؤيدة للتطبيع المجاني مع بني صهيون مستعدين لتهديد الأمن الداخلي اللبناني في اشعال حرب أهلية بسبب مواقف المقاومة اللبنانية بدعم القوى الفلسطينية الرافضة للتطبيع المجاني، اكيد القوى اللبنانية المقاومة تصدر بيانات تنديد وهذه البيانات تكون تحذيرية تجعل الحكومة الإسرائيلية تفضل خيار وقف التصعيد وإيقاف القصف الجوي والمدفعي، على قطاع غزة، الحقيقة نحن شعوب الشرق الأوسط ابتلينا بوجود الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بظل وجود تطبيع مجاني بدون اي مقابل من دول الرجعية العربية من الخليج إلى الشام إلى شمال افريقيا، ذكر الصحافي المصري  هيكل، في كتاباته في تسعينيات وبداية الألفية الجديدة حوارات مابين أنور السادات في اجتماعاته مع رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن في كامب ديفيد عام 1978، كان السادات ورغم اختياره طريق السلام والتطببع كان يواجه تشدد من بيغن،  وكان الرئيس المصري دائماً يكرر مصطلح   الأرض مقابل السلام، وذكر هيكل  أن السادات  راهن بكل ما لديه لزيارة القدس فاتحاً الطريق لسلام عربي  إسرائيلي، وكان السادات يكرر مقولة إعادة  الأرض مقابل السلام ونقل هيكل، قصة من حوارات المفاوضات، أن السادات  في إحدى الجلسات المفاوضات بحضور الرئيس الأميركي جيمي كارتر وعند تكرار السادات مقولته الأرض مقابل السلام ، انتفض بيغن وضرب بيده على الطاولة قائلاً،  هناك سوء فهم لديك مستر سادات ولدى الكثيرين من العرب، إنكم تفهمون مبدأ الأرض مقابل السلام بأنه على إسرائيل أن تعيد الأرض والعرب يعطون السلام، عليكم أن تعلموا أن إسرائيل لا تستعطي السلام منكم، ويجب أن تدركوا أنها هي من تعطيه ولقاء ذلك تأخذ الأرض. عندها نهض السادات وقال للرئيس الأميركي إنه أمام حائط مسدود، وانسحب بعدها من الاجتماع وانقطع الحوار لمدة ثلاثة أيام ليستكمل لاحقاً بضغط من الرئيس كارتر، وتوصل الطرفان إلى اتفاقية كامب ديفيد الشهيرة التي انسحبت بموجبها إسرائيل من سيناء.  الانسحاب من سيناء منع مصر نشر قوات مسلحة كافية ولازالت سيناء ليومنا هذا أرض خصبة لوجود جماعات تكفيرية وهابية تفتك بالجنود والمواطنين المصريين، هرولت دول الخليج وغالبية الدول العربية للتطبيع المجاني، في إدارة ترامب، أمر ترامب حكام الخليج في الاعلان بشكل علني عن وجود علاقات علنية ما بين دول الخليج واسرائيل، السعودية أمرت البحرين والإمارات وقطر للإعلان الرسمي عن وجود علاقات دبلوماسية، وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي السعودية وزارت وفود سعودية إسرائيل، قبل عدة ايام طلبت البحرين والإمارات والسعودية عدم بث اجتماعات اجتماعات برام الإبراهيمية بشكل علني لأنها تسبب احراج لهم أمام شعوبهم الخليجية، مواقف الساسة المفاوضين الإسرائيليين باقية ثابتة بالتعامل مع ساسة العرب المطبعين الذين يعتقدون بوجود سلام دائم تعطي الفلسطينيين دولتهم، رغم استبشار الإعلام الخليجي بزعامة ورئاسة ترامب بالسلام لكن اضطروا بالاخير تجنب عقد اجتماعات ومنها اجتماعات برام بشكل علني وطلبت دول الخليج أن تكون الاجتماعات مع إسرائيل تحت الطاولة لكي تحفظون ماء وجوههم.   في الحقيقة غالبية الدول العربية مع التطبيع المجاني ولم يبقى سوى الفئات المقاومة في لبنان وسوريا واليمن ويتعرضون إلى ابشع صور التشويه من قبل الإعلام العربي المطبع، ويحاول الإعلام الخليجي تصوير أن الفئات الرافضة للتطبيع بأنهم يملكون كل وسائل القوة إلى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وهذا كلام ساذج، القوى المقاومة بظل وجود غالبية الدول العربية المطبعة لايمكن لهم من تحقيق ذلك ابدا، وإنما غايتهم يدركون  أنهم يرفضون التطبيع المجاني، خطابات القوى المقاومة هي رفض التطبيع المجاني والانبطاح، على الدول المطبعة وفيالقهم الإعلامية أن هم لا غيرهم  ينهون الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال حل الدولتين ولا يوجهون انتقاداتهم وحملاتهم التشويهية  ضد القوى الرافضة للتطبيع المجاني، على الدول المطبعة أن هي التي تقوم بتحرير القدس الشرقية وإيجاد دولة فلسطينية للشعب الفلسطيني على أراضي عام ١٩٦٧ عندها تنتهي الحاجة إلى القوى المقاومة في تحرير الأراضي الفلسطينية، نختم مالنا بضحكة طويلة ههههههههههه وصدق قول الإمام علي بن ابي طالب ع شر البلية مايضحك.   نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي  كاتب وصحفي عراقي مستقل. 19/8/2022