( بقلم : صفاء اسكندر )
بدات ملامح الامن والاستقرار تتضح على الوضع العراقي الحالي بعدما بانت عزيمة الحكومة على ملاحقة العناصر الخارجة عن القانون وقمع اي محاولة للتمرد والعبث بالامن ، وبدأ الشارع العراقي يتلمس بوادر نجاح هذه الخطة التي انتظرها طويلا ، وعودة الحياة الطبيعية الى المدن التي شهدت اضطرابات وقلق واحداث عنف وموجات اغتيال وتصفية وخوف اكبر مؤشر على تحقيق الغايات الاساسية لتلك الخطة ،
وباتت البصرة الآن محطة أمن وسلام بعد ان عاثت بها الميليشيات والعصابات المسلحة والمجاميع الارهابية والاجرامية كثيرا ، حيث ان الوضع العام كان ينذر بوجود خطر يحيط بك من كل جانب والذي يمر بهذه المدينة يرى علامات الريبة والترقب وهاجس الانتظار بتفجر الوضع في اي لحظة فضلا عن انتشار عمليات التهريب والاحتيال والتزوير بشكل كبير حتى باتت الموانئ والحدود اكبر موطن للرشوة والفساد الاداري اذ كانت تسيطر عليها عصابات تدعي انتماءها الى احزاب وجماعات مسلحة اتخذت من بعض العناوين شعارا لعملها الاجرامي كونها تسرح وتمرح بما يحلو لها دون خوف من سلطة او حكومة وكونها تمتلك رصيدا كبيرا من اعضاء البرلمان والمشاركين مع الحكومة في صنع القرار والذين يؤثرون على الرأي داخل قبة البرلمان لأن عملية المصالح والمنافع والاستفادة من الاماكن الحدودية والمواقع التي تدر ذهبا كالنفط وغيرة عملية مشتركة بين الطرفين ، حتى ان الوضع بشكل العام في البصرة كان اكثر من سيء وكان قرار الحكومة بالذهاب الى هذه المحافظة وتصفيتها من العناصر المجرمة والمسيطرة عليها والتي فرضت على المواطنين الاتاوات بالقوة عمل ممتاز وجبار وجيد، وكان قرار الحكومة شجاعا وحليما وفي توقيت كانت تحتاجه تلك المدينة ضمن خطة واضحة لتطهير كافة محافظات القطر من هذه العصابات او غيرها ، وتزامن مع الجهود الدبلوماسية وقنوات الحوار والاتصال مع دول الجوار الاقليمي لمنع مساندة هذه المجاميع بالشكل المعلن وعدم التدخل بالشان الداخلي في الجانب الضمني من الحديث والحوار الذي رأى الكثيرون ان له اهمية كبيرة في هذا الوقت بعد ان اشتعلت ارض العراق وهدمت بناه التحتية بمساعدة هذه المجاميع ودعم اقليمي لمصالح دولية وغايات نفذتها هذه العصابات ، وهذا الموضوع بالذات اصرت الحكومة على انهائه والعمل على تقويضه وتهشيم جميع اركانه الاساسية وتجفيف منابع الدعم الدولي حتى ان وصل الامر الى اعلان المقاطعة والتصريح بشكل علني في الاعلام ، واثمرت تلك الجهود في القضاء على رموز الشر وطلاب القتل وانتصار صوت العدل والحرية والديمقراطية على صوت الرصاص والدم .
ودخلت القوات الى البصرة وسحقت راس التمرد واعلنت سيطرتها على المدينة والتف حولها العشائر والاهالي مرحبين بهذه الخطوة الشجاعة وهذا القرار الجريء وهبوا لمساندتها والعمل على اكمال مابدأت به ، وكان لها ما ارادت وعاد الهدوء والامن والاستقرار الى شوارعها وقام المرء بالتجوال دون خوف وذاق المواطن البصري حلاوة الحرية بعد انقشاع تلك الغمامة السوداء المرعبة ، وانفكت قيود سيطرة المجاميع الارهابية وساهم في تأسيس قاعدة جديدة وطريقة جديدة للتعامل مع اي عصابة او اي جهة تحمل السلاح وحصر السلاح بيد الدولة فكان ان ازدهرت وعادت الى حياتها الطبيعية كما في السابق واصبحت وبحق ثغر العراق الباسم .
وكذلك باشرت الحكومة باعادة التجربة في بغداد وحصدت ثمار هذه العملية من خضوع وقبول المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون بشروط الحكومة وتسليم اسلحتها واعطاء الضمانات والتعهدات بعدم تكرار هذه الحالة مجددا واللجوء الى الحل السلمي حين تتشابك الامور حول مواقف ونقاط معينة او اختلاف في وجهات النظر ، وهربت مجاميع مسلحة الى مدن العراق كافة وكان نصيب مدينة العمارة منها كثيرا كونها المعقل الثاني في الجنوب بعد محافظة البصرة ، وهي قد شهدت اعمال عنف وتخريب في فترات سابقة لا سيما بعد تضييق الخناق على تلك الجماعات في المحافظات المجاورة كالناصرية والكوت وفرض سيطرة الحكومة عليها وزوال ذلك الغول المخيف وقطع انيابه ومخالبه ، فكانت هذه المناطق من المناطق الآمنة والهادئة والتي ينتظر ان تبدأ بها حملات الاعمار بعد زوال السبب الرئيس في تعطيل البناء والاعمار .
وهذه المجاميع المسلحة التي غادرت بغداد هاربة تحاول ان تبدأ من العمارة بداية ثانية كون الحاضنة الام موجود هناك مع تواطئ بعض المسؤولين معها وكونها منطقة حدودية وانضمام بعض الاحزاب المهمشة او التي يشك في انتمائها الوطني اليها ورعايتها ومحاولة تأهيلها ثانية حتى تعود من جديد وتنشط تحت هذا العنوان او عنوان آخر .ان خطر تلك المجاميع لم ينتهي عند هذا الحد بل هناك نية جديدة لآعادة التشكيل والتقاط الانفاس حتى تتم المحاولة ثانية ويبدأ مشوار الموت ثانية وتبدأ عربة الجثث تحمل زبائنها الى المقابر .
هنا نطالب بصولة اخرى جرئية وقوية الى مدينة العمارة وتنظيفها من بقايا تلك الزمر الضالة والعناصر الخارجة عن الدين والعقيدة والوطنية ، الجميع بحاجة الى تلك الخطوة وهم ينتظرون اصدار الامر بها حتى يعم السلام الحقيقي ويشعر الفرد العراقي انه وصل الى مرحلة الانعتاق من هيمنة منطق القوة والعنف وتعود دورة الحياة من جديد ويبدأ العراق الى اخذ مكانتة الحقيقية كبلد سلم وأمن وازدهار .
https://telegram.me/buratha