المقالات

صولة الاسود في العمارة

1428 02:43:00 2008-05-18

( بقلم : صفاء اسكندر )

بدات ملامح الامن والاستقرار تتضح على الوضع العراقي الحالي بعدما بانت عزيمة الحكومة على ملاحقة العناصر الخارجة عن القانون وقمع اي محاولة للتمرد والعبث بالامن ، وبدأ الشارع العراقي يتلمس بوادر نجاح هذه الخطة التي انتظرها طويلا ، وعودة الحياة الطبيعية الى المدن التي شهدت اضطرابات وقلق واحداث عنف وموجات اغتيال وتصفية وخوف اكبر مؤشر على تحقيق الغايات الاساسية لتلك الخطة ،

وباتت البصرة الآن محطة أمن وسلام بعد ان عاثت بها الميليشيات والعصابات المسلحة والمجاميع الارهابية والاجرامية كثيرا ، حيث ان الوضع العام كان ينذر بوجود خطر يحيط بك من كل جانب والذي يمر بهذه المدينة يرى علامات الريبة والترقب وهاجس الانتظار بتفجر الوضع في اي لحظة فضلا عن انتشار عمليات التهريب والاحتيال والتزوير بشكل كبير حتى باتت الموانئ والحدود اكبر موطن للرشوة والفساد الاداري اذ كانت تسيطر عليها عصابات تدعي انتماءها الى احزاب وجماعات مسلحة اتخذت من بعض العناوين شعارا لعملها الاجرامي كونها تسرح وتمرح بما يحلو لها دون خوف من سلطة او حكومة وكونها تمتلك رصيدا كبيرا من اعضاء البرلمان والمشاركين مع الحكومة في صنع القرار والذين يؤثرون على الرأي داخل قبة البرلمان لأن عملية المصالح والمنافع والاستفادة من الاماكن الحدودية والمواقع التي تدر ذهبا كالنفط وغيرة عملية مشتركة بين الطرفين ، حتى ان الوضع بشكل العام في البصرة كان اكثر من سيء وكان قرار الحكومة بالذهاب الى هذه المحافظة وتصفيتها من العناصر المجرمة والمسيطرة عليها والتي فرضت على المواطنين الاتاوات بالقوة عمل ممتاز وجبار وجيد، وكان قرار الحكومة شجاعا وحليما وفي توقيت كانت تحتاجه تلك المدينة ضمن خطة واضحة لتطهير كافة محافظات القطر من هذه العصابات او غيرها ، وتزامن مع الجهود الدبلوماسية وقنوات الحوار والاتصال مع دول الجوار الاقليمي لمنع مساندة هذه المجاميع بالشكل المعلن وعدم التدخل بالشان الداخلي في الجانب الضمني من الحديث والحوار الذي رأى الكثيرون ان له اهمية كبيرة في هذا الوقت بعد ان اشتعلت ارض العراق وهدمت بناه التحتية بمساعدة هذه المجاميع ودعم اقليمي لمصالح دولية وغايات نفذتها هذه العصابات ، وهذا الموضوع بالذات اصرت الحكومة على انهائه والعمل على تقويضه وتهشيم جميع اركانه الاساسية وتجفيف منابع الدعم الدولي حتى ان وصل الامر الى اعلان المقاطعة والتصريح بشكل علني في الاعلام ، واثمرت تلك الجهود في القضاء على رموز الشر وطلاب القتل وانتصار صوت العدل والحرية والديمقراطية على صوت الرصاص والدم .

ودخلت القوات الى البصرة وسحقت راس التمرد واعلنت سيطرتها على المدينة والتف حولها العشائر والاهالي مرحبين بهذه الخطوة الشجاعة وهذا القرار الجريء وهبوا لمساندتها والعمل على اكمال مابدأت به ، وكان لها ما ارادت وعاد الهدوء والامن والاستقرار الى شوارعها وقام المرء بالتجوال دون خوف وذاق المواطن البصري حلاوة الحرية بعد انقشاع تلك الغمامة السوداء المرعبة ، وانفكت قيود سيطرة المجاميع الارهابية وساهم في تأسيس قاعدة جديدة وطريقة جديدة للتعامل مع اي عصابة او اي جهة تحمل السلاح وحصر السلاح بيد الدولة فكان ان ازدهرت وعادت الى حياتها الطبيعية كما في السابق واصبحت وبحق ثغر العراق الباسم .

وكذلك باشرت الحكومة باعادة التجربة في بغداد وحصدت ثمار هذه العملية من خضوع وقبول المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون بشروط الحكومة وتسليم اسلحتها واعطاء الضمانات والتعهدات بعدم تكرار هذه الحالة مجددا واللجوء الى الحل السلمي حين تتشابك الامور حول مواقف ونقاط معينة او اختلاف في وجهات النظر ، وهربت مجاميع مسلحة الى مدن العراق كافة وكان نصيب مدينة العمارة منها كثيرا كونها المعقل الثاني في الجنوب بعد محافظة البصرة ، وهي قد شهدت اعمال عنف وتخريب في فترات سابقة لا سيما بعد تضييق الخناق على تلك الجماعات في المحافظات المجاورة كالناصرية والكوت وفرض سيطرة الحكومة عليها وزوال ذلك الغول المخيف وقطع انيابه ومخالبه ، فكانت هذه المناطق من المناطق الآمنة والهادئة والتي ينتظر ان تبدأ بها حملات الاعمار بعد زوال السبب الرئيس في تعطيل البناء والاعمار .

وهذه المجاميع المسلحة التي غادرت بغداد هاربة تحاول ان تبدأ من العمارة بداية ثانية كون الحاضنة الام موجود هناك مع تواطئ بعض المسؤولين معها وكونها منطقة حدودية وانضمام بعض الاحزاب المهمشة او التي يشك في انتمائها الوطني اليها ورعايتها ومحاولة تأهيلها ثانية حتى تعود من جديد وتنشط تحت هذا العنوان او عنوان آخر .ان خطر تلك المجاميع لم ينتهي عند هذا الحد بل هناك نية جديدة لآعادة التشكيل والتقاط الانفاس حتى تتم المحاولة ثانية ويبدأ مشوار الموت ثانية وتبدأ عربة الجثث تحمل زبائنها الى المقابر .

هنا نطالب بصولة اخرى جرئية وقوية الى مدينة العمارة وتنظيفها من بقايا تلك الزمر الضالة والعناصر الخارجة عن الدين والعقيدة والوطنية ، الجميع بحاجة الى تلك الخطوة وهم ينتظرون اصدار الامر بها حتى يعم السلام الحقيقي ويشعر الفرد العراقي انه وصل الى مرحلة الانعتاق من هيمنة منطق القوة والعنف وتعود دورة الحياة من جديد ويبدأ العراق الى اخذ مكانتة الحقيقية كبلد سلم وأمن وازدهار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
alhaj abdulah
2008-05-21
الا دليلا على الفشل في عمل منظومة الامن في المحافظه . 5.أن التوزيع المناطقي لابناء الجيش والشرطه سبب ولاءا عشائريا مناطقيا غير مقبول من الناحيه العسكريه حيث يتعذر على مقاتل في ظل الاوضاع الحاليه أنيقوم بعمل عسكري ضد أقباء له أو أصدقاء أو أبناء عشيرته ،مما يتطلب أعادة توزيع القطعات العسكريه توزيعا عادلا يبتعد كل البعد عن التوزيعات المذكوره أنفا لضبابية العدو وعدم تحقيق هويته الانيه بدقه . 6. ضعف الوازع الديني وتعمد السياسه الامريكيه بأسقاط هيبة القيادات الدينيه نمما ادى الى عدم أطاعة الفتاوى ال
alhaj abdulah
2008-05-21
ضد الامريكان في ساحة المواجهه أضافة الى رغبة الامريكان بأحداث تفوق للعصابات على القوات الحكوميه حتى تبقى هذه القوات بحاجة الى القوات الامريكيه . 4. أن أغلب عناصر الاستخبارات والامن هم من الذين عملوا في مواقع قياديه في الاجهزه الصداميه المقبوره أو من الاكراد الذين قل ولائهم للعراق الموحد بفعل السياسات الاجراميه للحكومات منذ 1958 ، فتراهم يكتبون فشل العمليات حتى قبل وقوعها في حين أن العمل الاستخباري هو أساس العمليات العسكريه ن وما تصريحات السيد وزير الدفاع بمفاجأتهم بقوة العصابات في البصره يتبع
alhaj abdulah
2008-05-21
وطلاب أكاديمية الشرطه أن العراق وطنهم وعليهم يقع واجب الدفاع عنه ضد الاعداء والوطن فوق الجميع عند ساعة الخطر . 2. يركز الاعداء سابقا وحاليا أن الذي يموت فحكم الاعدام سيكون أهون على عائلته ليقين الجميع بعدم وجود رعاية لعوائلهم بعد الاستشهاد مما يتطلب أصدار تشريع ملزم ومشدد بأنجاز حقوق الشهداء خلال مدة لاتتجاوز ال60 يوما من تاريخ الاستشهاد 3. تسليح الجيش حاليا ردئ جدا أبتداء من السلاح الشخصي وحتى الاسلحه الثقيله والسبب أن السياسه الامريكيه ضد التسليح الجيد للجيش خوفا من أستخدام السلاح يتبه
alhaj abdulah
2008-05-21
والسبب الواضح هو أن القيادات الوسطى من الضباط هم من أقل الناس ولاءا للحكومه وللجيش ،أن العقيده الحاليه التي يتربى عليها الجيش لاتمت الى البلد بأدنى صله بل أن المتدربين لايحترموا أو يخلصوا للسلاح الذي يدافعون فيه عن أنفسهم فترى الجندي وضابط الصف يترك سلاحه لآدنى مواجهه مع الاشقياء من الوهابيين والصداميين والخارجين على القانون أذن فموضوع الولاء موضوع حاسم في القتال ضد الاعداء ، فما هوالسبيل لتعزيز ولاء أبنائنا المقاتلين : 1. يجب على جميع القيادات أن تدرب الجندي وطالب الكليات العسكريه يتبع
alhaj abdulah
2008-05-21
سلام الله عليكم أيها الاخوه الاعزاء ،اود أن يكون كلامنا كلاما وديا أخويا ينبع من قلب يحب كل العراقيين بمختلف مللهم ونحلهم ، نحن نبارك الجهود الخيره لقائد الائتلاف والسيد رئيس الوزراء وكل الخييرين من أبناء أئتلافنا البطل ، ولدينا ملاحظات نأمل من ذوي الشأن أن يوصلوها الى كل من يعنيه الامر : 1. كل العسكريين الذين أطلعوا على تفاصيل الخطه التي نفذت في البصره أشروا بما لايقبل الشك أن هناك قصورا ومهادنة في تنفيذ أوامر القائد العام وخاصة من القطعات المنفذهاللواجب ومرد هذا الى أن تلك القطعات يتبع
الرماحي
2008-05-18
لقد وعد السيد المالكي وتوعّد كل المخالفين وكل الخارجين عن القانون الذين لايعرفون إلاّ العصا الغليظة لأنّهم جهلة جهلة جهلة كما وصفهم سيّدهم وسوف يأتي الوقت المناسب للقضاء على هؤلاء الأشرار والجهلاء والسارقين والمنتفعين والعملاء وإذا كان الوقت قد تأخر بعض الشيء فالسيد القائد العام للقوات المسلحة غير ناس وغير متهاون عن كل الفجرة والخارجين عن القانون في كل هذا البلد الذي يرفض البعثيين القدماء والجدد المتلبّسين باللباس المموّه للحقائق
ابو حسين الصبيحاوي
2008-05-18
اناشد كل الخيرين في هذا الوطن ان يخلصوا ابناء ميسان الطيبين من زمر الظلم والطغيان التي تصول وتجول في المدينة وبتواطا قائد الشرطة العميل الذي تسنم هذا المنصب من قبل بعض اعضاء مجلس المحافظة الذين يقودون هذة العصابات التي تقتل الابرياء وفي صباح اليوم واثناء توجهي الى الدوام رايت عبارة خطة على احد الجدران تقول الذي يتكلم عن جيش المهدي سنرسلة الى جهنم فانا من خلال هذا المنبر الشريف اناشد كل شريف في مجلس النواب وكل مسؤول في الحكومة بان لاينسوا ابناء ميسان لانهم ذاقو اشد انواع الظلم على ايدي هذة العصاب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك