( بقلم : سلام عاشور )
أثارت تصريحات الشيخ صلاح العبيدي لاحدى الفضائيات العراقية استغراب المراقبين السياسين.. اذ قال الناطق الرسمي بأسم التيار الصدري: ((ان جميع المراجع الدينية لا توافق على حل جيش المهدي, وحتى السيستاني لا يوافق)) وقال: ((ان قرارات مقتدى الصدر لا تصدر الا بعد مراجعة المراجع واخذ رأيهم)) وقال ((ان المرجعية الدينية لا تقبل بأقصاء التيار الصدري من العملية السياسية)) وقال ((ان مكتب السيستاني رفض حتى الفكرة التي تركزعليها الاطراف الحكومية وهي نزع السلاح لان ذلك يعني ان الموازنات الحالية مسألة غير مقبولة بسبب وجود ميليشات لاطراف اخرى تحمل السلاح)) واضاف العبيدي: ((ان هناك بعض المقربين من مكتب السيستاني يقولون ان جيش المهدي هو عصا توازن في ما يجرى الان في العراق حتى لو كان هناك بعض التصرفات التي تتحفظ عليها المرجعية)) وزعم العبيدي ان المرجع الاعلى السيد السيستاني قال لرئيس الوزراء في اول زيارة له بعد تأليفه الحكومة: ((ان جيش المهدي ورقتكم الرابحة سياسيا فلا تخسروا هذه الورقة)) واختتم العبيدي تصريحاته بالقول: ((ان مقتدى الصدر يواصل دروسه الحوزوية بشكل متقطع, وغير دائم ويحاول ان يكرس جهده لهذا لهذا الامر, لذلك شكل لجنة من فضلاء الحوزة سميت بأسم الادارة المركزية لادارة الشأن العام للتخفيف عنه في الامور التفصيلية)).
ذكرت في البداية ان تصريحات الشيخ صلاح العبيدي قد اثارت استغراب المراقبين السياسين ومبعث هذا الاستغراب هو ان الاقوال التي نسبها الشيخ العبيدي الى المراجع العظام وعلى رأسهم السيد السيستاني لم يسمع بها احد غير الشيخ العبيدي, مع ان معظم العراقيين وجميع المعنين بالسياسة يتابعون بيانات وتصريحات واقوال المراجع العظام دقيقة بدقيقة وان الفضائيات والقنوات المحلية لا تترك شاردة أو واردة تخص المراجع الا وتعرضها على الشاشات أو تذيعها من الاذاعات , أو تدخلها ضمن تحديثات المواقع الاخبارية على شبكة الانترنيت..اضف الى ذلك فان لكل مرجع من المراجع العظام موقعا خاصا به, ولا شك ان هذا الموقع اولى من الشيخ العبيدي في نشر ما صرح به المرجع, فلماذا خلت المواقع من ذكر لما يقول به عضو الادارة المركزية للتيار الصدري ؟! وبالتأكيد لو كان ايا مما نسبه الشيخ العبيدي الى المراجع العظام كان حقيقيا لما تأخرت المواقع الخاصة بهم عن عرضها على شبكة الانترنيت .
ولعل ما يثير السخرية في كل ما قاله الشيخ العبيدي وزعمه من حرص المراجع العظام على جيش المهدي واعتباره(ضرورة قصوى) وما الى ذلك من تلفيقات, هو ان المرجعية في النجف الاشرف كانت تؤكد على امر واحد وهو وجوب ان يكون السلاح بيد الدولة, وعلى الجميع ان يتركوا تنفيذ القوانين للاجهزة الحكومية المختصة من دون تدخل يعرقل عملها.. فأين هذا من تلك الافتراءات التي نضحها ذهن الشيخ المتوقد؟!
انا شخصيا اثار انتباهي ما قاله الشيخ العبيدي من ان السيد مقتدى قد((انتدب لجنة من فضلاء الحوزة)) سميت ((الادارة المركزية لادارة الشأن العام)) لتخفيف الامور التفصيلية عن سماحته! فأي فضلاء اختارهم سماحته ومن أي حوزة استولدهم .. انا لله وانا اليه راجعون, اللهم لا تسلط علينا سفهاءنا.
https://telegram.me/buratha