( بقلم : ابو فاطمة العراقي )
من المتسالم عليه لدى العقلاء ان الكذب ابشع الخصال ، وقد ورد في الاثر في سؤال احدهم الى الامام الصادق ع " المؤمن هل يسرق او يزني او يكذب " فاجابه الامام ع " قد يزني المؤمن او يسرق ولكنه لايكذب " ونجد في هذا الحديث من التشديد على حرمة الكذب كونه اشد واعظم الكبائر التي نهى عنها الشارع المقدس ، لان الخوض في هذه الكبيرة وعدم التثبت في نقل الاحداث سوف يجلب الويلات على الامة وعلى الانسانية بصورة عامة ، لان طريق الكذب طريق التزلف والتحايل على الحقائق ، وعدم نقل المعلومات بصورة دقيقة ،
والمتابع الى برنامج بالعراقي الذي بثته قناة الحرة صباح 14/5/ والذي كان موضوع الحوار الدائر فيه حول الاتفاقية الاخيرة التي ابرمت بين الائتلاف العراقي الموحد وبين التيار الصدري والتي تحددت بأربعة عشر نقطة من اجل الوصول الى تسوية سلمية لحل النزاع في مدينة الصدر بالطرق السلمية ، والمتتبع لهذه الحلقة من البرنامج يرى الخبث الكبير الذي تميز به مقدم البرنامج من جعل المتحدث باسم التيار الصدري المدعو ( د. عقيل عبد حسين ) باكورة افتتاح البرنامج حيث بدأ هذا الدكتور بتلفيق الاكاذيب الكبيرة حول ما هية هذا الاتفاق زاعما على حد قوله ان البنود التي جاءت ضمن الاتفاق هي من طرح مقتدى الصدر وانه هو من دعى الى هذا الاتفاق في الوقت الذي يعلم فيه الجميع ان هذه المطالب هي مطالب الحكومة العر اقية والتي اعلنت على لسان رئيس الوزراء ، ثم يسترسل هذا الدكتور في سرد اكاذيب كبيرة واصفا الحكومة بارتكابها للعديد من المجازر في بعض المحافظات الجنوبية والوسطى ،
والعجيب والمثير في هذا الموضوع هو القابلية على الكذب الكبير التي يتمتع بها هذا الدكتور نافيا في سياق الحديث ان يكون لدى التيار الصدري مطلوبين للحكومة ، ومدعيا ان التيار الصدري وجيش مقتدى لايمتلكون اسلحة ثقيلة او متوسطة ،
ونحن هنا لسنا بصدد مناقشته حول هاتين الكذبتين لان معرفتها لا تخفى على الاخرين ، وانما نحن بصدد مناقشته متسائلين عن استهتاره بمشاعر المتابعين للبرنامج في الوقت الذي نحسده فيه على صلافته من خلال صياغته لهذه الاكاذيب واخراجها في قالب عجيب يحاول من خلاله قلب الحقائق ، وبرودة موقفه تجاه دماء الابرياء التي سالت على ايدي المجرمين من اتباع مقتدى الصدر ،
كما اننا نريد ان نسأله اذا لم يكن لدى التيار مطلوبين ولم يمتلك اسلحة ثقيلة ومتوسطة فلماذا يشمر قياديي وسياسيي التيار الصدري سواعدهم للدفاع عن الخارجين على القانون ويضعون انفسهم مواضع التهمة ، ويستجدون من هنا وهناك عددا من النواب للاعتصام في مدينة الصدر جاهدين ومحاولين اظهار انفسهم بمظهر المدافعين عن الابرياء ، في الوقت الذى لا ننسى ما قام به الدايني من جرائم ارتكبها بحق اتباع اهل البيت فهل يعقل ان يكون القاتل والمجرم مدافعا عن الابرياء
https://telegram.me/buratha