( بقلم : علاء الموسوي )
يظهر على الساحة العراقية اليوم بوادر من الامل والتفاؤل لتعزيز الواقع الامني والاقتصادي في البلد،وذلك ناجم عن خطوات فاعلة وجريئة لتغيير المعادلة الرامية الى تهميش الانجاز السياسي والامني والاقتصادي مابعد سقوط الصنم، والعمل على بناء الاسس الصحيحة لدولة القانون والمؤسسات، والتي يتساوى الجميع فيها بلا معزل لفئة او قومية او دين. هذه الخطوات لم تقتصر على جانب دون اخر، وان اقتصر تنفيذها على جهة سياسية واحدة (الائتلاف العراقي الموحد)، اذ شملت الخطوات جميع الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية، ولعل عزم الحكومة والقيادة السياسية التي تدعمها هي السبب الرئيس وراء انجاح الملفات العديدة والتي توقف على انجازها طيلة خمس السنين الماضية.
الخطوة الاولى تمثلت بصولة الفرسان الامنية في البصرة ومدينة الصدر، واخرها في الموصل بعملية (ام الربيعين) وما حقتته هذه الثلاثية الامنية في ابرز محافظات ومدن العراق في اثبات قدرة الحكومة العراقية على اتخاذ القرار السياسي الجريء لمقارعة عصابات الجريمة والارهاب، من دون استثناء لجهة او مسمى معين.اما الخطوة الثانية والتي جاءت لتعزز مفهوم دولة القانون واحترام الثوابت الدستورية، هي البادرة السياسية للائتلاف العراقي الموحد في انهاء ازمة مدينة الصدر عبر السعي الجاد للوصول الى رؤية توافقية ترضي الجميع حقنا لدماء المئات من ابناء مدينة الصدر الاسيرة بيد الخارجين على القانون، ناهيك عن التوافقات السياسية الجادة لفسح المجال الى الكتل المنسحبة بالعودة الى الحكومة ومشاركتها في الانجازات العظيمة المتحققة على ارض الواقع.
ولاكمال الصورة البهية والمفعمة بالامل للنهوض بالواقع الاقتصادي، يأتي المؤتمر الثاني في القاهرة للأعمال والاستثمار في العراق خطوة ناجعة لرسم العلاقات الحميمية والصادقة لمشاركة الاشقاء العرب في اعادة بناء العراق بعد ما خلفته حروب الطاغية صدام واذنابه من الصداميين والقاعدة من الخراب والدمار للبنى التحتية للخدمات والمنشآت الحيوية الاخرى. وما يميز مؤتمر القاهرة عن غيرها من المؤتمرات والندوات هي ما حمله هذا المؤتمر الفاعل من رسائل ايجابية داعمة للقضية العراقية من قبل المحيط العربي، ومن هذه الرسائل:
1ـ الاجماع العربي على البدء بالاستثمار واشراك القطاع العربي الصناعي في اعادة بناء العراق، بعد التحسن الامني، والتفعيل السياسي البناء على ارضه من خلال سن القوانين والتشريعات الداعمة لذلك، وهذا من خلال المشاركة الواسعة من جميع الدول العربية في المؤتمر.
2ـ الاعتراف الضمني بنجاح قادة العراق المخلصين في تجاوز الصعوبات والمحن التي واجهها العراق وشعبه، واثبات ان المعادلة السابقة لدى النظام البائد لا وجود له على ارض العراق،فالبناء والاعمار وتعزيز العلاقات الدولية والعربية والاقليمية هو المبدأ المنبثق من قضيته.
3ـ قدرة العراق حكومة وشعبا على كسر الحاجز المتولد لدى الاخوة العرب من الريبة في ارسال سفرائها ورجال اعمالها الى العراق.
وعليه فان السعي لاكمال هذه الخطوات الفاعلة من قبل الكتل والاحزاب التي ما زالت مرتابة في عودتها الى الحكومة لخدمة الشعب، هو السبيل الوحيد لانجاح مسلسل الاعمار والبناء وفرض القانون وبناء دولة المؤسسات. (فرحلة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة).
https://telegram.me/buratha