البيئة البسيطة تجعل من الغبي مفكر..!

 نعيم الهاشمي الخفاجي ||    بعيدا عن الـ أنا والتي بسببها إبليس رفض السجود إلى آدم وتسبب لنا بكوارث استعمال أسلحة الدمار الشامل والتي نحن ضحاياها، عندما ننتقد البيئة البسيطة الغاية ليست زرع روح اليأس والإحباط بين نفوس الناس، بقدر اننا ننتقد لأجل تنبيه الناس وأصحاب القرار لا أكثر، وجود الانترنت والبث الفضائي فتح الآفاق لجميع بني البشر في التعبير عن آرائهم، عندما نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر نقرأ آلاف التغريدات لناس منهم ساسة وعلماء ومتخصصين  في كل مجالات العلوم السياسية والثقافية والعلمية......الخ. تجد صاحب شهادة بروفسور في مجال الطب بمختلف انواعه البشري والحيواني او في مجال الهندسة والاقتصاد لكنه جاهل في معالجة الأمور السياسية وخاصة في بلد يعاني من صراعات قومية ومذهبية متسترة خلف شعارات الوحدة الوطنية الزائفة والكاذبة. المجتمعات الجاهلة لاتنتج طبقات سياسية واعية تجيد فن إيجاد حلول للصراعات وإنما تنتج جماعات تجيد فن إلقاء الخطب الرنانة وتأسيس جماعات مسلحة .....الخ، لذلك ‏من عيوب المجتمعات الساذجة تستعمل وسائل الاتصالات الحديثة من وسائل الإعلام الفضائي والإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي في جعل أصحاب الآراء السطحية والساذجة في انهم قادة ومفكرين وفلاسفة، بل تجد حشود في اسم القومية والدين والمذهب تبرز أصنام جاهلة هم سبب البلاء في أنهم حماة الدين والعقيدة، في مواقع التواصل الاجتماعي تجد حشود تساند أشخاص سذج بسبب تعصب ديني وقومي ومذهبي وتبرز  آراء أشخاص جعلوا بعضهم اصنام ومفكرين وفلاسفة ويعطوهم مكانة تفوق أهمية العلماء والخبراء والمدققين الحقيقين ، حتى أصبحت صفة عالم او خبير  تُطلق على أي شخص دون تمحيص.. إن أهم صفة للعالِم والخبير والمثقف هي التفكير النقدي، واعني النقد البناء وليس النقد الهدام،  هناك حقيقة لدينا فيالق اعلامية لا يميزون بين الصديق والعدو، لدينا أشخاص أساتذة في العلوم السياسية ماهم سوى بهائم  يحللون بطرق عبودية يعشقون الذل يثرثرون ليل نهار، إذا دخلت بحوار مع هؤلاء الأصنام المتهرئة يتهرب من الاجابة واذا شعر بأنك صاحب ثقافة تتعارض مع أفكاره المتهرئة يقوم بحظرك لتفادي تأثر بعض أنصاره المعلقين بك، شعوبنا العربية مُقلدين إلى ناس امعات وجهلة، يوميا انا شخصيا استمتع بقراءة مايكتبه هؤلاء الجهلة الذين يتقدم أسمائهم حرف الدال او البرفسور، رحم الله عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي عندما الف كتاب مهزلة العقل البشري، من المؤسف ان الامعات المطبلين المُتعصبين تم تقديمهم بأنهم علماء ومفكرين .... الخ. ‏قبل انتشار البث الفضائي ظهور مواقع التواصل الاجتماعي كان مجال الثقافة السياسية محصور ضمن عدد قليل من القنوات الإعلامية والكتاب المعروفين عددهم قليل لذلك كان  الظهور الإعلامي محصورا في الغالب إلى اعداد قليلة   لذا كان من السهل تمييز الكتاب والمثقفين بسهولة، الناس قرأت ماكتبه علي الوردي ومحمد حسنين هيكل وميزتهم عن كتاب مرتزقة البعث بوقتها، أما الآن بمجرد دعم مالي أو أيدلوجي من أي جماعة وخاصة إذا دخلت مليارات الخليج من دول البداوة الوهابية  يحصل الامعات  على ملايين المتابعين وتصبح كلمة الإمعة والجاهل والغبي  تساوي كلمة متخصص وعالم حقيقي في مجاله، قرأت مقال لشخص لبناني يكنى في الأمين ....الخ كتب مقال بالصحف السعودية عن فصاحة كلمة ملك السعودية في مؤتمر قمة الحلب الأخيرة التي عقدت قبل ايام في الرياض. انا لست ضد مشاركة جميع الناس في الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف بل  اعتبر منصة تويتر وكل مواقع التواصل مكان تعلم  ونقاش لي ولغيري  رغم العيوب للاستفادة منها في تنمية معلوماتي، غالبية الشعوب العربية نتاج بيئة مجتمعية وثقافية بسيطة  التعليم والمعرفة ولم تسمح السلطات في إيجاد حوارات جدلية لنقد الموروث المعرفي والثقافي والسياسي البسيط لنشر الوعي والمعرفة، لذلك نموذج البساطة هو  الاغلب للشعوب، لذلك  توعية الشعوب العربية ليست سهلة ابدا بل مهمة شاقة ومتعبة. حتى الدول الديمقراطية أيضا يتم المساواة بين رأي الأحمق والارعن ومابين رأي المعتدل لكن الدول الديمقراطية توجد لديها دساتير ومؤسسات تحمي الواقع الديمقراطي وحقوق المواطنين ومحاسبة الحمقى من الساسة المتطرفين، ‌‎لذلك هذه الديمقراطية  كان يرفضها سقراط وأفلاطون،  الديمقراطية الحقيقة تحتاج للمجتمع الواعي والمثقف والذي يحترم  رأي الأكفاء والمبدعين وتضع شروطا لاختيارهم وفرزهم وفقا لمعايير علمية، وجود بيئة متعلمة وواعية يساعد في دعم ونشوء حركة التطور العلمي والمعرفي في المجتمعات الديمقراطية، اليوم هناك سيطرة الرأسمالية الجشعة التي ترفع شعارات الديمقراطية وتدعم أنظمة عربية ديكتاتورية لسرقة ثروات الشعوب العربية .....الخ نعرج على قضية اقتحام البرلمان العراقي من قبل أنصار التيار الصدري، تمت العملية بسلالة، لم تكن المرة الأولى التي يتم دخول الخضراء والدخول إلى مبنى البرلمان العراقي من قبل أنصار السيد مقتدى الصدر، بالاخير يتم انسحابهم بشكل وآخر، بصفتي ككاتب مستقل غير منتمي لحزب إسلامي شيعي عراقي لماذا لم يقم الثوار في إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة ثورية تقضي على المحاصصة ويصبح قائد الانقلاب من الجماهير الثائرة هو السيد الرئيس حفظه الله ورعاه، لدينا قادة فرق عسكرية من ابناء الجنوب يفترض الانتفاض ووضع حد للتدخلات الإقليمية والدولية، الذي يدخل الخضراء عليه إسقاط النظام الفاسد وإنهاء المحاصصة ليس بالتمني وإنما بالأفعال، الحقوق تؤخذ ولاتعطى، لو البعثيين دخلوا الخضراء هل تعتقدون لم يقوموا في إلقاء القبض على الساسة واعدامهم فورا، يفترض بمن يحرك الشارع ويقتحم مقرات الحكومة إسقاط النظام الفاسد وإذا كان لايستطيع القيام بتلك المهمة عليه أن يصمت ويقبل بالوضع الحالي المعتاد عليه، يوميا الشوارع مقطوعة ودوائر الدولة معطلة، لمصلحة من، أصبحنا سخرية لفلول البعث بسبب هذه التصرفات، الذي يملك القوة والعدة عليه إسقاط هذا النظام المحاصصاتي وإذا لم يستطع عليه بالسكوت او دعم النظام الحالي وتقويته والكف عن إدخال البلد في صراعات تخدم مصالح الدول الاستعمارية، بيىتنا جاهلة وبسيطة تنتج لنا ساسة وطبقات ثقافية لاتميز بين الصديق والعدو. نختم مقالنا بتغريدة في تويتر لمواطن عراقي مقهور ومقموع يقول، ‏من تحرر من العبودية بأي سبب من الأسباب الطبيعية وغير الطبيعية، وفتحت له أبواب الحرية.  فإن عاد وأغلق الأبواب بيده واشتاق لسوط جلاده،من خلال الصراع مع أخيه، فصراعه هذا بعد تحرره هو اختيار ورغبة بالعبودية.   نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي  كاتب وصحفي عراقي مستقل. 31/7/2022