( بقلم : اسعد راشد )
لا يسع المرأ الا القول ان ما جرى في لبنان في الايام الاخيرة ما هو الا هزيمة نكراء اخرى للسياسة السعودية ودورها التخريبي والارهابي والطائفي في لبنان رغم كل الهجمة الاعلامية الشرسة التي يقودها مرتزقة البترودولار واصحاب النوازع الطائفية الحاقدة ضد الشيعة حيث المراقبون يحسمون ان حزب الله قد ضمن المستقبل السياسي لنفسه وان السلاح سوف يبقى بيده كضمان لامرين مهمين واساسيين :
الاول: لسلامة الاراضي اللبنانية من اي عدوان خارجي ولمواجهة كل ما يمس وجود المقاومة اللبنانية ودرأ الاخطار المحتملة نتيجة الصراع العربي الاسرائيلي وهو امر يتفق عليه كل اللبنانيين بل كل من ينصف مواقف اللبنانيين الشيعة ودورهم في حماية وحدة لبنان والسلم الاهلي .
الثاني: لحفظ التوازن السياسي والطائفي القائم في البلاد خاصة بعد ان اثبتت الاحداث ان المال السعودي يلعب دورا كبيرا في الاخلال بالتوازن القائم في لبنان ويشكل تهديدا كبيرا على السلم الاهلي ووحدة الطوائف في لبنان .
النظام السعودي هزم في لبنان شر هزيمة ودوره السياسي سوف يخبوا تماما في القادم من الايام رغم نباح الاعلام السعودي ومرتزقته واستمرارهم في العويل والبكاء والتهويل من شدة ما لحق بهم من خسائر في المعنويات وانكفاء لدورهم السياسي الا ن المراقبين يرون ان قيام الوفد الوزاري العربي برئاسة دولة قطر بزيارة لبنان ونجاحه المبدأي في جمع المعارضة والموالاة تحت سقف واحد في الدوحة وفي نزع فتيل الازمة والفتنة الطائفية التي اخذ الاعلام السعودي ينفخ فيها يشكل ضربة قوية للدور السعودي الطائفي المنحاز وعدم ثقة معظم اللبنانيين بمواقف الحكومة السعودية وطائفيتها البغيضة وقد المح اتفاق اللجنة العربية الى هذه الحقيقة في البند رقم 6 حيث فيه اشارة واضحة الى التحريض المذهبي والطائفي الذي تقوم به الاطراف التابعة للنظام السعودي ‘ يقول النص:" تلتزم القيادات السياسية بوقف لغة التخوين او التحريض السياسي والمذهبي على الفور" !
ومعلوم ان التحريض المذهبي لا تقوم به المعارضة بكل اطيافها فهو سلاح الطرف الاخر الذي يجد في هذا النوع من التحريض جسرا للوصول الى ماَرب خبيثة وقد لمس اللبنانيون وغير اللبنانيين هذا التحريض والشحن الطائفي في الاعلام السعودي وقد ازدادت حدة بعد الهزيمة الماحقة التي لحقت بتيار الزعران والحشاشين وعصابات البترودولار التابعة للغلام حريري ومن يقرأ صحف ال سعود لن يجد فيها الا الدنائة والقذارة والنباح والضرب على الوتر الطائفي بقوة لا يضاهيها شيئ سوى وقع الهزيمة التي لحقت بهم ‘ وحتى اؤلئك الذين لطالما رفعوا راية "الليبرالية" كشفت الايام انهم ليسوا الا طائفيين وطائفيين وطائفيين بامتياز لحد النخاع وعلى رأسهم ذلك المأفون المسمى "طارق الحميد" الذي لا يفتأ ينفث سمومه وحقده على المقاومة اللبنانية وعلى طائفة كريمة من المسلمين ويواصل الشحن المذهبي بحالة هستيرية تكشف عمق الهزيمة التي اصابته في الصميم ‘ اما عبد الرحمن الراشد رئيس تحرير تلك الصحيفة الصفراء فقد خرج من جلده "الليبرالي" وكشف عورته الطائفية بالكامل ولم يتمالك ما شاهده من هزائم تلحق بغلمان ال سعود في لبنان وبمشروع بندر ابن سلطان الطائفي الذي يقف خلف كل الاجندة التدميرية والارهابية والطافية في المنطقة ‘ وقد كشفت مقالاته الاخيرة زيف كل ادعاءاته حيث تبين ان الليبرالية ما هي الا مطية يراد بها الطائفية وتحقيق تلك الاجندة التي يتأبطها بندر ابن سلطان فمن يقرأ العنوان " نصر الله والعدو السني" ! لـ"المراهق" عبد الرحمن الراشد لا يستطيع الا ان يقول ان هذا الرجل مصاب بــ" لوثة" في عقله ونفسه وكل كيانه ‘ فهو مدرك انه سـ"يتهم" بالطائفية لا لانه ليس كذلك بل لتبرير ما ينشره في صحيفته الصفراء من خطاب قميئ طائفي وتحريض لاهل السنة على الشيعة يخجل حتى زملائه في ذات المهنة الاستماع له ففي مقال صريح للكاتب ناظم عودة نشر في موقع "ايلاف" يشير بوضوح الى هذه الحقيقة ويكشف زيف ادعاءات الليبراليين ويفضح طائفيتهم وخاصة اولئك المأبونين من امثال "النابلسي وخيرالله خيرالله ورهط مرتزق من الصحافيين السعوديين حيث يقول مآخذا على خطاب شاكر النابلسي الطائفي الذي قال ان ما قام به نصرالله ليس استجابة لظروف معركة سياسية انما استجابة لاخلاق شيعية متأصلة ذات جذور تاريخية تعود الى ابن العلقمي ! يرد ناظم عودة على الاخير بقوله :
((كاتب آخر، صاحب قلم أحترمه، هو شاكر النابلسي، الكاتب الليبرالي الذي يعول على تساميه على الوقوع في شرك التحليل الطائفي للتناحرات السياسية في لبنان، اختصر المشهد في قمع السنة من قبل حزب الله، مع العلم أن ما جرى لم يكن تحت يافطة طائفية عنوانها النزاع بين السنة والشيعة في لبنان، وثمة تحالفات ستراتيجية بين زعامات سنية لبنانية كبيرة مع حزب لله، وتحالفات سنية شيعية ما بين حزب الله وحركة حماس الحركة السنية الأصولية. وقد شبّه النابلسي حسن نصر الله بشارون في احتلاله لبيروت في منتصف أيلول/سبتمبر 1982 وهذا وجه شبه غريب لا يمكن استساغته في البلاغة السياسية، ما بين ما أقدم عليه نصر الله وما نتج عن فعلة شارون الدنيئة))
اما عن الكتاب السعوديين فيقول الكاتب مايلي:
((بعض الكتّاب السعوديين، ومن ينطق بلسانهم، يتحدثون عن الوضع كما لو أن وزيراً سعودياً يعبر عن وجهة نظره السياسية، مضافاً إليها البعد الطائفي... ومن المؤسف أن تتغافل الصحافة السعودية وأجهزة إعلامها عن تحليل موضوعي للصراع في لبنان والتركيز على شخص قتل مجموعة من المشيعين، فأفردت مانشيتات كبيرة على ارتكاب شخص شيعي مجزرة بحق السنة، مع العلم أن الشخص على وفق تصريحات الناطق العسكري لا علاقة له بالصراع الدائر إنما فعل ذلك انتقاماً من تيار المستقبل الذي أحرق مصدر رزقه الوحيد.))
أذن لماذا هذه الهجمة الشرسة المحمومة التي تشنها وسائل الاعلام السعودية ضد طائفة كريمة من المسلمين الشيعة في لبنان وتسعى عبر اقلام مرتزقة للتحشيد الطائفي وخلق "عدوا سني" ـ كما جاء في مقاال المدعوا عبد الرحمن ـ للشيعة يضع بعضهم في وجه ؟
الحقيقة هي ان النظام السعودي وخطاب اعلامه الطائفي يحاول استعادة بعض ما لحق به وباالقاعدة وعصاباته الارهابية المسلحة من هزائم في العراق ويسعى لتحقيق في لبنا ن ما عجز عنه في ارض الرافدين ولن يجد غير الخطاب الطائفي ولغة التحريض المذهبي وسيلة امضى لذلك الا ان القرائن كلها تشير ان السعودية هزمت في لبنان شر هزيمة وان التهديد بالقاعدة وباالظلاميين السلفيين ليس الا للتغطية على تلك الهزيمة ولتخويف من اذوقوها واذاقوا عملائها السم الزعاف في معركة بيروت التي انحسر فيها مد الظلاميين الجدد الذين اراد الحريري وتيار المستقبل ادخالهم في معادلة لبنان كسلاح طائفي لتحقيق اجندة بندر واسياده .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha