المقالات

الشعور القاتل بالخسارة سيكمل اللوحة الزرقاوية لجيش المهدي

1213 11:22:00 2008-05-16

( بقلم : فالح غزوان الحمد )

بعد دخول الاتفاق بين وفد الائتلاف و القيادة السياسية للصدريين حيز التنفيذ و الذي لم يكن برغبة أفراد جيش المهدي إنما أجبروا على الأخذ به نتيجة اليقين الذي توفر لهم بأنهم باتوا فاقدين لخطاب يشرع حماقاتهم و فقدانهم للغطاء الذي كانوا يستندون إليه إضافة إلى إنهم أدركوا إن الاستمرار بالقتال لا يصب في مصلحتهم و ينتهي بخسارتهم لا محال و هو أمر أدركته من قبلهم القيادة السياسية لما يعرف بالتيار الصدري بعد دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ تسرب إلى نفوس أفراد المليشيات شعور مرير و قاتل بالخسارة و الهزيمة بل و الذل أيضا حتى روّج بعضهم إن الاتفاق الأخير هو اتفاق صوري أرادته الحكومة للتخلص من مواجهتهم ! وهذه الحقيقة دفعت بالعديد للتساؤل عما يمكن تصوره و توقعه من ردود فعل لتدارك هذا الشعور و التغطية عليه و على حقيقة الهزيمة المنكرة التي منيت بها المليشيات ؟ بعبارة أخرى ما هي نوعية الخطوة القادمة بعد الشعور بهذا الإفلاس و ألإخفاق ؟؟

يمكن القول إن ثمة ثلاثة احتمالات لا غير في هذا الإطار وهي :أولا : الانصياع للواقع و صوت العقل و الضمير و تدارك أخطاء المراحل السابقة ، فتقوم عناصر هذه المليشيات بقبول ما تحتم بلوغه من هيمنة القانون و حكم الدولة لا غير و التخلي عن محاولات خلق كيان غير شرعي بكل المقاييس السياسية و الدينية و الأخلاقية داخل كيان الدولة و محاولة العودة إلى الصف الوطني و الانحياز لمصلحة الجماهير و الابتعاد عن التدخل بشؤون هي من اختصاص السلطات الحكومية حصرا . و بهذه العودة يمكن تلاشي الشعور بالخسارة بل قد ينقلب في حال انتفاضة العقل و المنطق إلى انتصار و شعور بأن النتائج التي قاد إليها الاتفاق و أنهى المواجهات العبثية كان خير قرار اتخذه الصدر و المسئولين في حزبه . إلا انه و للأسف يبدو هذا الاحتمال ضعيفا جدا و فرصة تحققه ضئيلة للغاية لما نعرفه عن عناصر المجاميع الخارجة عن القانون و سيكولوجية العنصر المليشياوي و خلفية أغلب أفراد جيش المهدي و طريقة تفكيرهم و عقليتهم الجامدة و غير الناضجة و التي لا يمكن تصور أنها ستحقق طفرة نوعية بهذا الحجم .

الثاني : إعادة ترتيب أنفسهم و جمع شتاتهم و القيام بخطوات عملية في سبيل التحضير لمواجهة أخرى و ذلك عن طريق :- الهروب و التخفي لأبرز القيادات و العناصر الفاعلة في المليشيا و العودة في الوقت المناسب لإشعال فتيل مواجهة أخرى .- القيام بإخفاء أكبر قدر ممكن من السلاح و الذخيرة سواء في مدينة الصدر أو إخراجها و إخفائها في مناطق أخرى - العودة إلى معسكرات التدريب خارج العراق و أخذ تدريبات إضافية والتركيز على نقاط القوة و الضعف من وحي المعارك الأخيرة مع القوات الأمنية لكي يتسنى الوقوف على الحلول و المعالجات لبعض العوائق التي عانوا منها خلال المعارك و ما اصطدموا به من قضايا أسهمت في تكبدهم لخسائر كبيرة عسى أن يجدوا لدى الجهات الخارجية الراعية لهم مفاتيح لأبواب موصدة . - محاولة إعادة هيكلة شراذمهم الخائرة و تشخيص العناصر الأكثر شراسة في القتال و همجية من غيرها و إعطائها مناصب أعلى في القيادة و التخطيط لعملياتهم القادمة .

و هذا الاحتمال ممكن و أقرب إلى التصور من الاحتمال الأول ، و لكن يصطدم بحقيقة إن إصرار القوات الأمنية الحكومية على فرض القانون و السلطة على المدينة سيؤدي إلى صعوبة عودة المجاميع المسلحة إليها و يعوق انتشارهم و استمكانهم و قدرتهم على الإمساك برقعة جغرافية مناسبة لفتح جبهة مواجهة جديدة فضلا عن إن إجراء عملية تفتيش دقيقة ستمكن الأجهزة الأمنية من وضع اليد على الأسلحة المخبأة . نعم إذا ما كانت السيطرة للقوات الأمنية مجرد سيطرة في الشكل لا المضمون فإنه يمكن أن يكون احتمالا راجحا و لكن كافة المؤشرات و المعطيات على الأرض لا تؤيد فرضية إن الحكومة ستكرر أخطاء سابقة بل هي بصدد محاولة استنساخ تجربة صولة الفرسان في مدينة البصرة التي انتهت بفرض سلطة الدولة و هيبتها على تلك المدينة .

الثالث : أن تقوم المليشيات و المجاميع الخاصة منها بعمليات اغتيال و تصفية و قنص في المدينة تتكفل بها عصابات منفصلة و بأقل عدد من العناصر بما يسهم في إخافة الناس و إرباك الشعور بالأمن و هذه الإخافة و الترويع هو ما سيكون رد فعل مناسب للشعور بالخسارة و سيسهم في تخفيف وطأة ذلك الشعور المر لا سيما و إن القيام بهذا النوع من العمليات وفي مدينة كمدينة الصدر لا يحتاج إلى أسلحة كثيرة فقد نشهد عمليات نحر و ذبح بالسكاكين أو القامات لبعض المواطنين الأبرياء .

و سيجري التركيز على كل من يخالفهم و يتبع مرجعيات سياسية أو دينية أخرى لكي تتمكن هذه الزمر من تلبية شعور التفوق و الانتصار الزائف . وهذا الاحتمال ربما يكون هو الأقوى و منسجم تماما مع طبيعة هؤلاء و طريقة تفكيرهم و أسلوبهم . و هو أمر سيكمل اللوحة الإرهابية الزرقاوية لجيش المهدي . فمن المعلوم إنه و بعد كسر ظهر القاعدة و قتل أميرها الملعون و انتفاضة أهلنا في المدن السنية على وجودها الشاذ و رفضها لهم اتبعت القاعدة أسلوبا مماثلا تجلى بقيامهم بتصفيات و عمليات اغتيال استمرت لبضعة أشهر قبل انهيارها النهائي و كل ذلك تغطية على الشعور الذي تسرب إلى نفوس أتباعها بالخسارة و الهزيمة فحاولت عبثا القيام بشيء تدعي من خلاله انتصارات و فتوحات لا واقع لها لرفع معنويات ما تبقى من عناصرها و لكن ذهبت كل تلك المحاولات أدراج الرياح و ها نحن نشهد مرحلة تلاشيها و لفظها لآخر أنفاسها النتنة في مدينة الموصل ، و أعتقد أن مليشيات الإجرام في مدينة الصدر و غيرها من المحافظات تسير على أثرها و ستنتهي إلى ذات المصير لا ريب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علوان
2008-05-16
تحليلك في محله ويعالج بالاحتمالات ما نتصوره ولكن هدف جماعه مقتدى الوصول الى قياده مجالس المحافظات ممكنه في خطتهم الجديده لانهم لم يفقدوا شيئا سوى جزء من اسلحتهم ولكن سلاح الارهاب والتخويف والذبح والسيطره على اراده الغير موجود لديهم وبالعصي في البدايه حاولوا احتلال كربلاء ولديهم الان حتى القامات والسيوف والاسلحه الخفيفه واراده الانتقام فماذا هيئت الحكومه لذلك وهم هم يصولون ويجولون ويطردون الاخرين وتبقى مدينه الصدر مخطوفه والله يستر والقوات الامريكيه هي الوحيده القادره على تقليم اضافرهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك