المقالات

جهاز المخابرات.. اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة

2269 14:56:00 2008-05-15

( بقلم : محمد التميمي )

قبل اربعة اعوام اثار جهاز المخابرات العراقي زوبعة وضجة كبيرة عرفت في حينها بقضية "مبنى الحاكمية"، في اشارة الى مقر مخابرات النظام السابق في منطقة الحاكمية ببغداد، الذي اتخذته حركة حزب الله-العراق مقرا لها بعد حصولها على الموافقات الاصولية والقانونية من الجهات الحكومية المعنية مثلما يشير الى ذلك الناطق الرسمي بأسمها في بيان صدر مؤخرا.

وفي ذلك الحين قام جهاز المخابرات وبالتعاون والتنسيق مع وزارة الداخلية التي كان يتولى مسؤوليتها فلاح حسن النقيب في حكومة الدكتور اياد علاوي، بأقتحام مقر الحركة، او "مبنى الحاكمية"، استنادا الى معلومات توفرت لديه، تفيد بأن هناك اناسا في المقر يعلمون لصالح جهات مخابراتية خارجية، ووجود وثائق مزورة، وسيارات تحمل لوحات ارقام غير حقيقية، واستخدام المقر لاعمال من شأنها تهديد الامن الوطني العراقي.

وقد اسفرت عملية الاقتحام الليلي التي حدثت في وقت كانت التحضيرات جارية لاختيار اعضاء المؤتمر الوطني العام الاول(البرلمان)، عن اعتقال شخصيات سياسية وعشائرية معروفة بتأريخها وموقعها، كانت اما لها دور في التحضيرات، او تم اختيارها لعضوية المؤتمر.وبعد اسابيع، وربما اشهر من التحقيقات تبين عدم صحة ادعاءات جهاز المخابرات، واطلق سراح الاشخاص الذين تم اعتقالهم، وتم تقديم اعتذار رسمي للبعض منهم من قبل جهات رسمية ومسؤولة. وعند هذا الحد انتهت القصة، ويفترض ان يكون قد انتهى كل شيء واغلق الملف، والتزم جهاز المخابرات الصمت ولم يعقب ولم يوضح ولم يتطرق الى الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، الا بعد مرور اربعة اعوام، حيث طلع الناطق الرسمي بأسم الجهاز على الملاء ويعيد طرح ماتم طرحه سابقا من ادعاءات.

لماذا الان وبعد اربعة اعوام يعيد جهاز المخابرات فتح ملف تم اغلاقه، بعدما تبين عدم صحة الادلة والشواهد المعروضة من قبله؟.ولماذا لم نسمع من جهاز المخابرات الوطني العراقي منذ تأسيسه حتى الان انه اصدر بيانا حول قضية ما او جماعة ما، او حدث معين، سيما وان الساحة العراقية كانت لعدة اعوام حافلة بمختلف الاعمال والممارسات الارهابية التي ادت الى سفك دماء الكثير من العراقيين وازهاق ارواحهم، والتي كانت توجب ان تكون هناك مواقف وطنية واضحة حيالها من قبل كل الشرفاء والخيرين والحريصين على العراق والعراقيين؟.وخلال تلك الاعوام الحافلة بالماسي والكوارث والويلات، كشفت الوقائع عن جهات وشخصيات سياسية عراقية ضالعة في دعم ومساندة الارهاب الى اقصى الحدود، حتى انها حولت مقراتها الى اوكار لايواء الجماعات الارهابية المسلحة من بقايا نظام البعث الصدامي، والقادمين من وراء الحدود، والى ورش لتفخيخ السيارات، ومخازن لتكديس وجمع الاعتدة والمتفجرات، وفعلت نفس الشيء مع اماكن العبادة، التي يفترض انها بيوت الله التي تنشر وتروج للسلام والوئام والمحبة والتاخي، وتنشر قيم التسامح وترسخ مبدأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلت من منابرها السياسية والدينية ادوات للتحريض على القتل والتهجير وقلب وتزييف الحقائق، لانعرف أين كان جهاز المخابرات الوطني من كل ذلك ولم يكلف نفسه اصدار بيان يوضح فيه موقفه، او الاضطلاع بدوره الوطني المفترض في المحافظة على امن الوطن وابنائه والمساهمة في محاربة الارهاب والجماعات الارهابية ومن يدعمها ويساندها؟.

والم يكن الاولى بقيادة جهاز المخابرات ان تتجه الى تنقية جهازها من العناصر البعثية التي كانت ادوات لقتل وتغييب وتعذيب مئات، بل الاف، بل ربما ملايين العراقيين الابرياء، حينما كانت تمسك بمفاصل النظام القمعية، المتمثلة بالامن والمخابرات والاستخبارات، والعناوين الاخرى المماثلة في ادوارها ومهامها ووظائفها، قبل ان تتبنى منهج تشويه صورة وتأريخ سمعة هذا الطرف او ذاك، مساهمة منها في تنفيذ اجندات الاخرين؟.ومثلما يقال "اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة".. ولعل هذا القول ينطبق على جهاز المخابرات الوطني العراقي اكثر من غيره..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2008-06-08
بسم الله الرحمن الرحيم اول مرة خلي رئيس جهاز المخابرات السيد الشهواني يطرد رجال المخابرات السابقة من الجهاز وبعدين خلي يحجي نطلب من السيد نوري المالكي المحترم ان يتتدخل ويخرج كل بعثي من جهاز المخابرات اما شبعنا من تعذيبهم والان السيد الشهواني يعيدهم للعمل اذن لمذا اسقطو صدام؟؟؟؟؟؟؟
الحسني
2008-05-16
لانعلم مالسبب في استهداف وطنيوا العراق الحقيقيين ومن اصحاب الشعارات والانتهازيين تحديد فهل قدم احد ما قدمته حركة حزب الله في العراق طيلة المواجهة مع النظام الديكتاتوري حيث دفعت 1030من خيرة مجاهديها وقادتها على مذبح تحرير العراق واهلة وبعد سقوط النظام دفعت اكثر من 10من ابنائها في الانتخابات الاولى والثانية وعلى يد الارهاب والخارجين على لالشي الالانهم قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلماذا هذا الحقد وهذه التهم الباطلة من المخابرات العراقية الاسم فقط ومن وائل الذي لم يكن لطيف وغيرهم من الانتهازيين
ابو هاني الشمري
2008-05-16
لا اعلم لماذا هذا الحقد الاعمى على الجاره ايران..فكل مسؤول يخرج على الفضائيات اذا لم يبدأ بذم ايران فهو صفوي وغير عراقي. وكل المصائب التي يمر بها العراق يعلقونها على شماعة ايران. قولوا لنا بربكم لو ان العراق آوى جماعة الاخوان المسلمين او اي جهة معادية لاية حكومة عربيه فما
رائد مهدي
2008-05-16
ليش هوة احنة عدنة جهاز مخابرات ؟؟؟
المهندس علي الربيعي
2008-05-15
تحية طيبه اطالب باعادة هيكله جهاز المخابرات العامه والنظر في مسؤوليه فلا يختلف اثاء بانه قسم من العناصر المندسة به هيه من كوادر الصدامية واطلب من السيد نوري المالكي على الاشراف على قادة الجهاز بما باعتباره من اهم الاجهزه الدولة وطرد االمفسدين والحاقدين على الرموز الوطنيه....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك