( بقلم : الشيخ جبار الخزاعي الحكيكي )
نشرت جريدة المشرق الغراء في عدد 1235 الصادر في 11 / 5 / 2005 تعليق على خطبة سماحة امام جمعة النجف المفكر الاسلامي السيد صدر الدين القبانجي (دام ظله ) واعتبر الكاتب ان كلام السيد لعله كلام عابر وسماحته لايقول كلام عابر ولاسيما في صلاة الجمعة بل كلاما دقيقا فسماحة السيد اضافة الى كونه من اساتذة الحوزة العلمية في النجف الاشرف فهو كاتب رائع في الفلسفة والسياسة وتتلمذ في مسيرته الجهادية الطويلة على اثنين من اعمدة الجهاد السياسي الاسلامي السياسي في العراق وهما الشهيدين السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد باقر الحكيم ( قدس الله سرهما )
ونود الاشارة الى ان الاسلاميين بشقيهم السني والشيعي خاض تجربة مع دعاة القومية العربية والمنظرين السياسيين لها ففي مصر خاض الاسلاميين صراع مرير مع جمال عبد الناصر الذي يعد رائد القومية العربية منذ محاولة اغتياله في منشية البكري في الاسكندرية وبقي الصراع مستمر وفي ستينات القرن الماضي اعدم المفكر الاسلامي السيد قطب وهو من رواد النهضة الاسلامية والذي تدخل الامام الحكيم في محاولة لانقاذ حياته دون جدوى.
وفي العراق وفي ظل راية البعثيين الذين يعتبرون انهم رواد النهضة القومية بعد عبد الناصر حيث ذبحو الالاف من الشباب المؤمن بحجة المعارضة لنهجهم القومي وبدؤا بشن حملة شعواء على الاسلاميين منها محاولة اعتقال السيد مهدي الحكيم الذي غادر العراق سرا والتضييق على السيد محسن الحكيم واعدام مجموعة من شهداء الحركة الاسلامية الذين اطلق عليهم قبضة الهدى ومن بينهم شقيق السيد القبانجي وخاله اعدموا سنة 1974 وكذلك اعتقال السيد صدر الدين والحكم عليه بالاعدام ثم الافراج عنه ثم اعتقال السيد محمد باقر الحكيم ثم توالت الجرائم الكبرى باعدام محمد باقر الصدر والسيد عبد الصاحب الحكيم والعشرات من اسرة ال الحكيم وال بحر العلوم وغيرهم ومن ابناء الشعب العراقي
اما في الجانب السني فتم اعدام الشهيد عبد العزيز البدري وغيره من الاسلاميين من الاخوة الكرام اهل السنة كل هذا تحت راية القومية ودعاتها ونحب ان نطلعك على رأي سماحة (السيد صدر الدين القبانجي في كتابه الموسوم مدخل الى علم السياسة تجديد من وجهة نظر اسلامية) ان تصعيد الشعور القومي وتعميقه سيعمل من ناحية اخرى او يقارنه العمل على اذابة الشعور الديني الذي يرى ان دائرة الاتباط بين الناس اكبر من القومية وفوقها ويضع الايمان كأساس لحدود الامة حيث لايمكن تعميق الافكار والمشاعر القومية في الوقت الذي نمارس تعميق للفكار والمشاعر الدينية فالافكار مختلفة ومشاعر متضاربة بين النزعة القومية والدينية ونصل الى نتيجة مفادها بث الافكار القومية يدعو لزوما الى تذويب او تخفيف او اهمال الشعور والفكر الديني ويقول سماحته هذا ما لاحظناه في كل اتجاهات القومية وخصوصا في العالم العربي ويضيف سماحته ان الحفاظ على النزعة القومية والنزعة الدينية هو اشبه بحاله ادخال الدائرة الكبيرة في الدائرة الصغيرة لان دائرة الدين اوسع من دائرة القومية ومن الامور المهمة في النظرية الاسلامية السيادة تكون الى الامة المسلمة جميعا التي تشترك فيها كل القوميات اما النظرية القومية السياسية تفترض الاعتراف بحق الاستقلال لكل قومية وهو يضعف وحدة الامة الاسلامية التي يجب ان تكون واحدة وفي الختام نحن جزء من الامة العربية والاسلامية ونعتز بعروبتنا وانتمائنا الى العراق العزيز الذي قدمنا دماءا عزيزة وتضحيات غالية من اجله اما التجربة العراقية فهي ليست اسلامية خالصة بل هي اقصى اليمين الى اقصى اليسار اما تصرفات بعض المحسوبين على الاسلاميين فيصفها سماحة السيد بأنها لبوس الحق في لبوس الباطل ندعو الله لكم التوفيق وغفر الله ذنوب القلم ما تقدم وما تأخر واحذروا يوم يخط بالقلم
https://telegram.me/buratha