المقالات

الانشقاق بين القيادة الصدرية و جيش المهدي و البداية المحتملة لمرحلة جديدة قادمة

1450 19:04:00 2008-05-14

( بقلم : عواد عباس الموسوي )

بوسع المرء إن كان لديه وقت فراغ أن يتصفح مواقع الانترنت أو يطالع كتب التاريخ السياسي ليقف على حقيقة تعيد نفسها باستمرار في تجارب الأمم و الدول قديما و حاضرا . تتمثل تلك الحقيقة في أن الأجنحة العسكرية للأحزاب أو المجموعات العرقية أو الدينية و غيرها تشهد انشقاقات كبيرة تنتهي بانفصال جناحها المسلح عن جناحها السياسي ليعاد ترتيب خريطتها الداخلية بشكل مغاير ينسجم و طبيعة الظروف التي تقود برغبة أو بشكل قهري إلى واقع جديد و مختلف . و تتزايد فرص حدوث ذلك و ظهور هوة واسعة بين الجناحين كلما كان الذراع المسلح غير منضبط و منسجم مع نفسه و متوفر على مجاميع و عصابات تسعى إلى تحقيق أهداف و غايات شخصية أو لفئة محدودة .

يبدو أن الصدريين على مشارف هذه المرحلة حيث تتفاقم الانشقاقات و تتباين الآراء بين قادتهم السياسيين و قادتهم المسلحين . و أصبح مثل هذا الأمر أكثر جلاء و وضوحا بعد توقيع الاتفاق الأخير بين قياديين بارزين من أتباع مقتدى الصدر من جهة و أعضاء في الائتلاف العراقي و الذي أعقبه تمرد مليشيات جيش المهدي و عدم إطاعة الأوامر الصادرة لها خاصة من مقتدى الصدر نفسه الذي عبر عن مباركته للاتفاق و دعا أن يكون منطلقا رئيسا يحكم العلاقة بين الطرفين مستقبلا . و يروج الآن في مدينة الصدر بين أتباع المليشيات قناعة سلبية تجاه الوجوه البارزة التي ظهرت جالسة إلى جانب أعضاء الائتلاف في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن البنود الأربعة عشر و تم فيه توضيح بعض النقاط للإعلاميين و الرد على أسئلتهم و لا سيما صلاح العبيدي الذي يتعرض إلى حملة سباب و شتيمة و تم تشبيهه من قبل هؤلاء بالخونة و عملاء المحتل كما هو وصف تلك المليشيات للحكومة العراقية المنتخبة من قبل غالبية الشعب . لقد تم رفض الاتفاق من قبل جيش المهدي و أبرز قياداته الميدانية بما يمثل أكثر السوابق إحراجا للهيئة السياسية الصدرية و اللجنة التي كلفت شخصيا من قبل مقتدى الصدر بالتوقيع على اتفاق ينهي الأعمال المسلحة و يطلق يد الحكومة و أجهزتها في ملاحقة العصابات المجرمة و مصادرة أسلحتها الخفيفة كون الصدريين يقرون بأنهم لا يملكون أسلحة ثقيلة ما يعني أن من يمتلك تلك الأسلحة و يعثر عليها في حوزته ليس منهم بناء على ما ألزموا أنفسهم به .

إن هذه المؤشرات تبشر بالخير و لا شك فالصدريين مرحب بهم تماما في حالة توخيهم للعمل السياسي و لا احد بوسعه مصادرة حقهم الذي يكفله الدستور العراقي كأي مكون سياسي آخر . و من شأن ثبات القادة السياسيين لأتباع مقتدى الصدر أن يسهل فرز العناصر المسلحة التي تصر على ممارساتها الإجرامية و عزلها و توحيد الجهود لتخليص الشعب العراقي لا سيما في مدينة الصدر من شرورها . و سيؤدي إلى مكاسب للصدريين أنفسهم قبل غيرهم بما يجعل منهم قوة سياسية و اجتماعية تسهم في بناء العراق على عكس ما يقومون به منذ مدة طويلة من دور معرقل بل و مخرب لكل شيء سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا . بالطبع من الصعب التكهن بمجريات الأحداث و بسط يد التفاؤل لكون القيادات الصدرية غير ثابتة على قرار و دأبت على التخبط و الارتجالية حرصا على التستر على واقع التشظي و الاختلافات بين مراكز قرارها السياسي و المليشياوي .

 لهذا يبقى المواطنون ينتظرون ما ستتمخض عنه الأيام القادمة للوقوف على حقيقة ما يمكن أن يتجه إليه المركب الصدري و أين يرسو لا سيما أنه يغط الآن في صمت يمكن القول إنه " صمت الصدمة و الذهول " من عصيان لم يكن متوقعا في درجته و سعته من قبل جيش المهدي الذي رفض إلقاء السلاح و دخول القوات الأمنية لممارسة عملها في مدينة الصدر تعبيرا عن رفض واضح للاتفاق الذي وقعت عليه لجنة تضم اقرب المقربين لمقتدى الصدر و من هم محل ثقته من أمثال الشيخ محمد رضا النعماني و صلاح العبيدي و السيد فاضل الشرع و نصار الربيعي و وليد الكريماوي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد
2008-05-15
ليس غريبا على هذا التيار الانشقاق وعدم اطاعة الاوامر وقتل الابرياء وتنظيم المحاكم الاشرعية والادهى من ذلك ما يحدث تحت عنوان مقاومة المحتل وتحت اسم جيش الامام المهدي قاتلهم الله سبحانه وتعالى وتبرا الامام عجل الله فرجه الشريف منهم وعاقبتهم الى سوء وبئس المصير انهم من ادخلوا الاحتلال الى مدنا المقدسة ولم يكتفوا بذلك لابل هدموها واحرقوها وانهم من طالوا امد الاحتلال واعطوه الذرائع الواحدة تلو الاخرى وسمحوا له بالبقاء .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك