( بقلم : سلام عاشور )
وقعت العديد من الاحداث وهي تنبيء عن وجود ازمة داخل التيار الصدري . أول الاحداث هو عدم انصياع بعض القيادات الميدانية في مدينة الصدر لاوامر قياداتهم بوقف اطلاق النار مع القوات الامنية الحكومية.. وثانيها هو مالم يكن متوقعا اذ ان مكبرات المساجد ببعض احياءمدينة الصدر اخذت تعلن بعد ساعات من توقيع الاتفاق بين ممثلي الائتلاف العراقي والتيار الصدري بأن الاتفاق غير ملزم. وثالثها هو ان موقع (شبكة العمارة المجاهدة)الالكتروني والتابع للتيار الصدري قد نشر العديد من البيانات والنداءات الموجهة الى جيش المهدي ينكر فيها القبول بالاتفاق ويلغيه نهائيا.
من جانب اخر فأن ممثلي التيار الصدري المخولين والذين التقوا وفد الائتلاف العراقي الموحد بزعامة نائب رئيس مجلس النواب الشيخ خالد العطيه, ما زالوا يصرون على ان الاتفاق لا رجعة عنه وانهم ملتزمون به.. وحين سألهم احد اعضاء وفد الائتلاف ان كانت بعض الهجمات على القوات الامنية العراقية واطلاق صواريخ لدفعتين على مناطق في بغداد من بينها المنطقة الخضراء, ان كان ذلك لا يخصهم فمن يا ترى قام به؟ فأجابه عضو التيار الصدري: هناك عناصر مندسة هدفها تخريب الاتفاق واستمرار حالة القتال.. وبما ان وفد الائتلاف لم يقتنع بهذا الرد, الا انه آثر تخطي عقبة, غير ان عضو وفد الائتلاف النائب هادي العامري كان صريحا وواضحا اذ قال لممثلي التيار الصدري ما معناه ان كنتم تتبرأون مما يحدث فيجب ان يتم سحب السلاح الثقيل والمتوسط من الجميع بلا استثناء, مما جعل ممثلي التيار الصدري ينظر احدهم بوجه الاخر!!
ومجمل ما وصلنا من معلومات موثقة ان قيادة التيار الصدري (المجلس السياسي) الذي شكله السيد مقتدى الصدر قبل ان يتفرغ للدراسة الحوزوية تعصف به نزاعات شديدة بين من اخذ هدنة من القتال لتلافي هزيمة منكرة حسب قولهم , وبين من يقول ان مستقبلنا غير مأمون مع المالكي فهو لاشك مصمم على سحب السلاح واذا تم ذلك فما جدوى الهدنة التي نرغب فيها! اما السيد مقتدى الصدر- كما قال سياسي مقرب من التيار الصدري- فانه يخضع لبرمجة بين مدة واخرى, فعندما يشتد ساعد المتطرفين ترى( السيد) يهدد ويتوعد خصومه السياسين ويعلنها حربا مفتوحة! وعندما يعلو صوت(المعتدلين) الذين يطلق عليهم قادة جيش المهدي صفة (المتخاذلين) فأن السيد مقتدى يعود الى السلم الاجتماعي ووحدة الصف وكتابة الشعر الذي لا يعرف ان كان عموديا أو حرآ !!
هناك احتقان شديد داخل قيادات الصفين الثاني والثالث الميدانين في جيش المهدي, وهؤلاء قد ابلغوا قادتهم بأنهم يعتقدون ان الحكومة والمالكي تحديدا لن يتسامح معهم في حال ظفر بهم, والظفر بهم متوقع بعد تسليم سلاح جيش المهدي.. وهؤلاء القادة الميدانين بدأوا ينظرون الى المستقبل وكأنه كابوس, فلا الحكومة تعفو عنهم, وهي مصرة على محاكمتهم, ولا ايران توفر لهم الملاذ الامن فيهربون اليها, ولا هم يملكون من الاموال كما يملك قادتهم ليذهبوا الى سورية او غيرها من البلدان.. هؤلاء القادة الميدانين يتوقع منهم القيام بعمل انتحاري, ليس بالمفهوم السائد, وانما بحماقة فقد يصطدمون مع القوات الامنية, او يباشرون باغتيال قادة معروفين في التيار الصدري انتقاما منهم لانهم ورطوهم وتخلوا عنهم .. والى وقت لا يبدو بعيدا فأن صراعات ونزاعات التيار الصدري ستكون اكثر وضوحا وشراسة!.
https://telegram.me/buratha