المقالات

بين جيش المهدي وجيوش النخوة والقدس

1746 00:39:00 2008-05-14

( بقلم : كامل الصريفي )

من يسمع كلام مقتدى الصدر عن جيش المهدي سيتذكر حتما تلك اللغة الاعلامية التي كانت تتحدث بها وسائل الاعلام البعثية عن الجيوش الصدامية الكثيرة وعن قدسيتها ودورها المنتظر في تحرير فلسطين المزعوم من جيوش النخوة والقدس والزحف الكبير و هذه الحشود الضخمة كان اعلام النظام يزينها ويصور وجودها بانها رسالة لاعداء النظام بان عليه ان يسحق هذه الجيوش كلها قبل الوصول الى راس النظام .واندلعت الحرب لتنتهي بتبخر هذه الجيوش وزوالها بسرعة رهيبة .

وما ينطبق على اعلام النظام الصدامي البائد ينطبق على مقتدى الصدر وميليشياته المزعومة والتي اطلق عليها تسمية جيش المهدي تيمنا باسم الجيش التاريخي الكبير الذي سيقوده الامام الحجة (ع)لاحقا ,وبالتاكيد هناك فارق كبير بين الحدثين لكن محاولة مقتدى الصدر المكشوفة من اجل توظيف الروايات التاريخية لمنح عناصر ميليشياته من القتلة واللصوص وقاطعي الطريق قدسية ومهابة هي غير موجودة في الواقع سوى في ذهن مقتدى وعقليته الطفولية المراهقة والتي تتصور بان منح من يقتل النساء والاطفال باطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على المنازل والدور السكنية الصفات والالقاب المجانية المزيفة كفيلة بحماية هذه العناصر وايهام البسطاء بجدوى فكرته والتي هي في الواقع ممرا لعبور مقتدى نحو عالمه الطفولي في محاولة الهيمنة والاستحواذ على الساحة التي اعتقد هو بان ظروفها باتت اكثر ملائمة لتحقيق هدفه في السيطرة والنفوذ وتجيير العملية السياسية لحسابه .لذا نجد اصرار مقتدى كبيرا في رفض حل هذا الجيش رغم عدم مشروعيته وتضارب وجوده مع العملية السياسية وعدم حاجة البلاد اصلا الى وجود هذا الجيش في ظل وجود مؤسسات الدولة وجيشها الوطني ,والذريعة التي يحاول مقتدى اللجوء اليها لتبرير تمسكه بعدم حل ميليشيات جيش المهدي بان هذا الجيش هو جيش عقائدي وليس جيشا عاديا وان امر حله هوبيد الامام الحجة (ع).

بهذه الحجة والذريعة الكاذبة والمموهة يحاول مقتدى خداع العراقيين بعقائدية جيشه وقدسيته والتي يزعم بانها منحت لجيشه من اللصوص وقطاع الطرق وناهبي اموال الدولة ,من اين علم مقتدى بان الامام الحجة يبارك عناصره ,بالتاكيد من خلال خياله المريض والحالم الذي اخترع لنا هذه الاكذوبة ليحاول ان يمرر عبرها مشروعه الحالم بالسيطرة والاستحواذ على مقدرات العراق وشعبه من خلال اعداد وتعبئة الجيوش المسلحة الضخمة من اجل تحقيق هذا الهدف دونا عن باقي الرموز والتيارات والاحزاب في البلاد التي احترمت الواقع السياسي الجديد في البلاد بعد سقوط النظام البائد ولم تحاول تكوين الجيوش الخاصة بها مع قدرتها على ذلك . في حين انفرد هو عن ذلك ليكرر السيناريو البعثي الصدامي في ابتكار واختراع الجيوش تحت مسميات وشعارات ليس الهدف منها تحقيق الاهداف التي اسست من اجلها ,

بل من اجل تكريس الهيمنة والنفوذ والاستحواذ وهي بالتاكيد سلوكيات تستمد جذورها من اساليب نظام البعث وافكاره .يرفض مقتدى حل جيشه لان ذلك يعني له سقوط وتبخر احلامه التي مازال يجاهد كثيرا لتحقيقها بالرغم من عدم مشروعيتها وعدم واقعيتها وتصادمها مع مشروع بناء الدولة الوطنية الحديثة في العراق وان ميليشيات جيش المهدي التي يصر مقتدى على بقائها والتمسك بها تذكرنا بميليشيات الجيش الشعبي وجيش النخوة وجيش القدس وغيرها من الجيوش الصدامية الكثيرة التي كانت موجودة في زمن النظام البائد والتي يحاول مقتدى تكرار تجربتها واعادتها الى الوجود عبر محاولة عسكرة المجتمع العراقي واستخدام الخطابات الدينية في خداع الجمهور والشارع واقناعه بافكاره المراهقة والصبيانية والانضمام الى ميليشياته التي لاتجيد عناصرها من الفكر والثقافة اي شيء باستثناء حمل السلاح واستخدامه في قطع الطرقات والاعتداء على المواطنين ونهب مؤسسات الدولة وتعطيل عمل الحكومة ومؤسساتها الخدمية والاستحواذ على الاموال المخصصة لاقامة المشاريع الخدمية ونهبها بطريقة علنية ومكشوفة ومنع باقي الاحزاب والكتل السياسية من العمل في داخل المناطق المغلقة لحساب تياره وقتل كل من يفكر في الدخول الى هذه المناطق والعمل فيها واحراق مقر اي حزب يحاول فتح مكاتب له في داخل هذه المناطق .

ميليشيات جيش المهدي التي حاول مقتدى الصدر ان يبرهن وجوده في الساحة من خلالها ليست سوى مشروع سياسي وعسكري يهدف الى تجسيد زعامة مقتدى في تحقيق مشروعه للهيمنة والاستحواذ واقصاء الاخرين .فيما بقي شيء واحد لم يفعله مقتدى وهو ان يقيم استعراضا عسكريا ضخما لميليشياته ويطلق الرصاص من بندقية برنو ويهتف (يا محلى النصر بعون الله).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو احمد الدراجي
2008-05-14
بسم الله الرحمن ارحيم (كل ما يلفظ من قول علية رقيب عتيد))
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك