المقالات

البطة وجيش المهدي ....مشاهدات من داخل احد سجون التيار الصدري

4033 21:30:00 2008-05-13

( بقلم : د. صباح حسين )

رغم ان البطة حيوان جميل ورقيق وهي رمز للسلام,الا ان البطة اصبحت مصطلحا صدريا شاع استخدامه من قبل الشارع العراقي في اشارة واضحة الى سيارات السوبر الحديثة ذات الصندوق الخلفي الواسع والكبير والتي كانت عناصر جيش المهدي تستخدمها في عمليات خطف المواطنين الابرياء وارعابهم و ينقل رسالة واضحة عن وجودهم وسيطرتهم .ولهذه البطة ذكريات مريرة وحكايات مؤلمة عند كثير من المواطنين الابرياء جرى خطفهم من الشارع وقتلهم بطريقة مروعة بعد تقطيع اطرافهم واجسادهم وتشويهها وتمزيقها بالرصاص .ومن بين هذه الحكايات قصة ذلك المواطن الذي كان يتحدث في دكانه وبطريقة عفوية عن ذكرياته في الجيش وعن امري وحدته العسكرية الذين كانوا من اقارب الطاغية المقبور صدام والتي لم يكن هذا الرجل البسيط سوى جندي بسيط فيها ساقته ظروف الخدمة العسكرية الالزامية للعمل في هذه الوحدة العسكرية ,لكن هذا لم يشفع للرجل ,اذ جاءت في منتصف الليل احدى سيارات البطة ليتم اختطافه فيها وايداعه في داخل احد السجون الرهيبة التابعة لميليشيات جيش المهدي والتحقيق معه في هذه التهمة التي نقلها احد الوشاة من عناصر الجيش المهدي ,حيث قدم الرجل تفاصيل مرعبة عن مشاهد خطف وتعذيب تعرض لها المئات من المواطنين على يد هده العناصر التي كانت تستخدم سيارات البطة في اختطاف المواطنين من مختلف الاماكن ليجري اعتقالهم وتعذيبهم ومن ثم قتلهم امام احدى المحاكم الشرعية التي كان جيش المهدي يقيمها وعلى عجل لمحاكمة المواطنين والتي وصفها هذا المواطن بانها شبيهة بمحاكم النظام الصدامي البائد ,ومن بين المشاهدات التي قدمها الرجل بعد خروجه من السجن نتيجة لتوسط احد اقاربه وعلاقته القوية باحد كبار قادة جيش المهدي حكايات مروعة عن اشخاص تم اختطافهم على الشبهة منها قصة ذلك الطالب الجامعي الذي جرى خطفه من امام منزله بواسطة البطة ليتم نقله الى المعتقل السري الذي كان في ظاهره حسينية لكنه كان في الواقع معتقلا ومحكمة لاشرعية ,حيث اتهم هذا الطالب بانه يعمل مترجما لدى القوات الامريكية ,لكن هذا الطالب اكد لمسؤول المحكمة بانه ليس سوى طالب في كلية اللغات قسم اللغة الفرنسية ولا اظن ان الامريكيين بحاجة الى مترجم فرنسي ,كما روى هذا الشخص حكايات اخرى عن مواطن تم تقطيع اصابعه لانه تحدث مع احد الجنود الامريكيين اثناء قيامهم بتفتيش منزله وسؤالهم اياه ان كان لديه سلاح في المنزل .القاضي اللاشرعي اتهم الرجل بانه جاسوس للامريكيين وبانه قد سلمهم اسماء جيش المهدي في المنطقة ,حيث تم اعدام الرجل لاحقا باطلاق الرصاص عليه ولم تجدي توسلات الرجل بانه بريء وبان لديه اطفالا صغار .

حادثة اخرى رواها الرجل عن شخص جرى اختطافه بواسطة البطة عندما اعترض الرجل على عملية تحويل احدى الساحات العامة الى مراب للنقل تدهب اجوره الى عناصر جيش المهدي من دون وجه حق ,حيث وصف الرجل هذا العمل بانه لايقل عن تصرفات عناصر النظام العثي السابق تم على اثرها اختطاف الرجل ونقله الى المعتقل السري ليتعرض الى ابشع عمليات التعديب والركل والصعق بالتيار الكهربائي قبل ان يطلق سراحه .

ومن بين الحكايات الاخرى التي شاهدها في المعتقل حكاية ذلك الشاب الذي تم اعتقاله ايضا نتيجة لقيامه بتصويب راي احد المراجع بشان قضية فقهية كانت مغايرة لحكم السيد محمد صادق الصدر وهو ما عتبره احد الحاضرين لجلسة النقاش كفرا ,اذ سارع الى ابلاغ عناصر جيش المهدي بما دار حيث سارعوا الى اعتقال الرجل بتهمة خطيرة وهي التجاوز على المولى المقدس حيث ترك الرجل بين الحياة والموت نظرا لعمليات التعديب الرهيبة التي تعرض لها والتي وصلت الى حد تمرير قطع الحديد الساخنة على جسده بما في ضمنها الاعضاء الحساسة .

حكايات البطة كثيرة وضحاياها بالالاف في مختلف المناطق في العراق وهي تكشف عن عقلية وذهنية اجرامية تتقن فنون الارهاب والقتل وتحويل المواطن العراقي الى عدو لدود تجري مطاردته واختطافه ومن ثم قتله بعد تعديبه باستخدام سيارة البطة التي تؤكد الماضي البعثي لهده العناصر وعملها في اجهزة النظام الصدامي البائد الامنية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو بنين-كمال امير
2008-05-16
السلام عليكم البطة وصندوقها معروفتان عند كل العراقين وما يروى عن فعل الانجاس ايتام البعث المقبور يشيب لها راس الوليد ولكن العتب كل العتب على الخكومة التي لا تزال تسمح لهم بالاشتراك معها في البرلمان والحكم
علي حسين علي
2008-05-15
من المبادئ الاسلامية الثابتة هي (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، ولا أظن ابداً أن الصدر الثاني (رحمه الله وغفر له) كان سيرضى بما يفعله من يدعون احترامه وتقديسه، ولكنهم حثالات البعث الذين يدعون الدفاع عن الشيعة في الجنوب، ويدعون الدفاع عن السنة في الشمال، وهم اعداء العراق واعداء الاسلام الحقيقيين
ام سمير
2008-05-14
بالحقيقه هذه الاجرام من قبل خونة العراق اتباع صدام شى مولم ولكن الاكثر ايلام لا يزالون قادة هولاء المجرمين في البرلمان والدوله يحكمون ويتدخلون في مصير الشعب العراقي المظلوم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك