( بقلم : حامد جعفر )
في اّواخر السبعينات عرض فيلم في السينما بعنوان سندوكان النمر. ومختصر الرواية أن البطل سندوكان الملقب بالنمر كان يحارب المحتلين البريطانيين في غابات جزر شرق اّسيا. وبعد معارك ضارية وبطولات خارقة وكر وفر وبتر رؤوس بسيف سندوكان البتار الذي فاق سيف شرحبيل بن حسنة أو سيف لن شنغ وقع سندوكان أسيرا في قبضة الجيش الانجليزي وجاؤوا به مخفورا مكبلا بالاغلال الفولاذية الى الحاكم الانجليزي.. تأمله الحاكم مبتسما ثم أمر بفك قيوده ... أما نحن المشاهدين فقد ازداد وجيب قلوبنا وأتسعت عيوننا ونحن نشفق على هذا البطل المقدام أن يأمر الحاكم باعدامه.
ولكن يا للمفاجأة التي لم نكن نتوقعها قط, فقد قال الحاكم الانجليزي لسندوكان: يفترض أن أقتلك الاّن. رصاصة واحدة وينتهي الأمر. ولكني سأبقي عليك وأطلق سراحك لتعود لمحاربتنا, لأني لو قتلتك ستتلاشى المقاومة ويستقر الوضع وينتهي دوري وأفقد وظيفتي وامتيازاتي وتأمرني الحكومة البريطانية بالعودة الى بريطانيا.. وهكذا أطلق سراح سندوكان لتستمر حاصدة الارواح في حرب لا تنتهي .
واذا كان الشيء بالشيء يذكر, مع الفارق الكبير بين الشخصيات, فقد أعلن عن القاء القبض في جبال حمرين عن حمار البعث الابوبريص عزة أبو الثلج الدوري, رأس مزبلة المقاومة البعثية, بعد بحث في أكشاك بيع قوالب الثلج . وجاء الاعلان من جهات موثوقة. فابتهجت قلوبنا وارتاحت نفوسنا. ولا أظن أن عراقيا يخطيء في عزوز مهما غيروا له سحنته وألصقوا على ذقنه الابرص لحية سوداء لأنه من المردان, وله شكل أبوبريصي مميز لا شبيه له على كرتنا الارضية في الوقت الحاضر... ولكن لم تمر سوى ساعات من تسليمه للأمريكان حتى أعلنوا أن المقبوض عليه ليس بعزوز ..!!
وتتكرر الحالة , ولكن في الموصل هذه المرة. أعلنت الشرطة هناك عن القبض على رئيس عصابة اّل سعود القاعدة الوهابية الفاسق ألمصري أبو أيوب المصري. وهذا اللعين شكله معروف أيضا, وقد عرضته الشاشات والصحف كثيرا. وسلموه للأمريكان بدعوى التأكد من شخصيته واجراء فحوص DNA. ولكن لم تمر سوى سويعات حتى أعلنوا أنه ليس المصري..!!
ونحن لا ندري لماذا يسلم كبار قتلة الشعب العراقي المظلوم للامريكان وما شأنهم بسفاكي دمائنا ..!! السنا اليوم نمتلك وزارة داخلية قوية يشار لها بالبنان ولا تحتاج للامريكان في التعامل مع المجرمين وكشف شخصياتهم..؟؟!! اننا نميل بقوة الى صحة خبر القبض على عزوز و المصري, ولكننا نعتقد أن أصابع أمريكا التي لا تتعب من اللعب على بيانو التاّمر هي التي وراء تكذيب الخبر لأمر في نفس يعقوب. . ربما هما عميلان للأمريكان, أو ربما تفعل أمريكا مثل ما فعله الحاكم الانجليزي مع سندوكان وتطلق سراحهما ليعودا الى القتل و التخريب.
الحل هو أن تأخذ وزارة الداخلية على عاتقها حجز المجرمين وأن لا يسلموا للأمريكان ولا لغيرهم , ذلك لأن مصلحة شعبنا غير مصلحة أمريكا والناس الذين يهجرون من بيوتهم ويذبح أبناءهم وتغتصب نساؤهم ليسوا أمريكان. فالى متى يبقى البعير على التل يا حكومتنا المنتخبة..؟؟!!
حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha