جملة تتكرر كثيرا في قناة الافلام والتي اكاد اجزم ان اغلب االعوائل تشاهدها يوميا ان لم تكن قد توجتها على رأس القنوات المفضلة ، وما كان اختياري لهذه الجملة لتكون محور مقالتي اليوم وحواري معك اخي القارىء الا لتخوفي منها ! .
نعم اخاف كثيرا من هذه الجملة فهي تشعرني بان هناك من يحاول ان يسلب مني تفكيري وعقلي وانه يؤكد ذلك بفخر حين يخبرني بها غير اني في لحظة الخوف تلك استيقظ واقول نعم استطيع ان اغمض عيني وفي بعض الاحيان اغير المحطة تحديا مني !!!
ان البعد الموضوعي للجملة اكبر من كونها جملة عادية واكبر من استطاعتي اغماض عيني أم لا ، انها المؤامرة وربما يجد البعض هذه الكلمة مبالغ فيها لكني اشعر بهذه المؤامرة في اركان بيوتنا وشوارعنا وملابسنا وتسللت الى عقائدنا بطريقة جزئية او كلية وهنا بيت القصيد انسى دينك لو كنت ضعيف الايمان وتناساه ان كنت قوي الايمان هذا هو التحدي في القنوات الفضائية .
كثيرا ما احمد الله اننا نشأنا في فترة كان التلفاز فيه محترماً نوعا ما وله ساعات يغلق فيها اما الان فلقد جاوز افق الفساد عنان السماء وكثيرا ما اجد نفسي اسيرة لجهاز الكنترول الذي ينقلني من قناة لاخرى ابتداءا من صباح اصحو فيه لاتلقف جهاز التحكم وفي محاولة لذات تريد ان تثبت بانها هي المسيطرة لا الجهاز فانني ابحث عن دعاء الصباح ومن ثم بعض الاخبار لارمي بحسرة في الجو تكدر صفوه لشدة المأساة التي كثيرا ما تبكي الجميع ومن ثم اضعه على اي قناة لا تكون عراقية لان قنواتنا ترفع ضغط الدم بسبب الثقافة الضحلة وانعدام الثقة بالنفس والشجاعة الادبية للكثير من مقدمي البرامج الحوارية خاصة الصباحية منها .
ويظل التلفاز يعمل وانا منشغلة واظل اسال نفسي لماذا لا اطفأه !! فلربما الهدوء الذي يحصل يدفعني الى رفع سماعة الهاتف والسؤال عن الاهل والاصدقاء او ربما افتح صفحات من كتاب ويال توفيقي ان كان كتاب الله المطمئن لنفوسنا الحائرة والتي تهجر طبيبها وكانها مكبلة بخيوط العنكبوت .
بدات اشعر وكأني ذاتي اسيرة وتريد ان تحلق في سماء الاختيارات الصحيحة ، ان الايام تمر ولا اجد نفسي الا واقفة امام ذات الشاشة باكية مرة حزنا لمرارة الاخبار وفرحاً لكوميديا تافهة وغضباً لقنوات الاسفاف والخطايا وفخرا لقنوات دينية اشعر بانني منتصرة على شر نفسي ان استمريت في متابعتها بشكل يومي لمدة بسيطة فهل وصل ضعفنا الى نقطة من الهشاشة بحيث اننا كثير من الاحيان نختار القنوات الرصينة هربا من الباقيات الضارات وليس تطوعا وشوقا الا في حالات نادرة من صفا الروح .
قال رسول الله صلى الله عليه واله الاسلام اقرار والايمان اقرار وعمل ،نعم كلنا مسلمون لاننا أقررنا بوحدانية الله ونبوة رسوله ووصاية وليه غير ان الوصول الى صفة المؤمن بحاجة الى عمل شاق كاغلاق التلفاز لساعات واختيار قنوات نظيفة فلقد وصل بنا الضعف الى هنا وهذا ما اخبرنا به نبينا من ان الامة ستكون ضعيفة اخر الزمان.
ان كنت من الذين لم ينشأوا في زمن الفضائيات فلا بد من ان لك ابناء سينشأون في زمنها الخطروان كنت محظوظا ستكون من النوع الذي يشدك التلفاز وتندم اذا جمعت عدد الساعات التي قضيتها امامه أو تكون من الذين تطبعوا منه فخسروا انفسهم اما الجيل القادم فلله درك .
وعرض المشكلة بدون اقتراح حلول مثل نفخ قربة ممزقة وعليه اجد ضرورة وجود داعية كأن يكون شاب مؤمن يتكلم بمفردات شبابية بعد ان غدا رجل الدين انسانا ينفر منه الشباب ولاعداء الدين الثقل الاكبر لهذه النتيجة المحزنة في جعل اغلب الشباب يخافون من رجل الدين تارة او يروه كاذبا تارة اخرى ، فهذا الداعية يحاول ان يقترح على الشباب ان يقوموا باعمال جماعية حتى وان لم يجتمعوا ومثال ذلك الداعية المصري عمرو خالد بغض النظر عن معتقداته الا انه يتفق مع الشباب بعمل وليس مجرد عرض للصواب والخطا واذكر مجموعة من طلبة طب الاسنان في بغداد قد استمروا برفع كل ما في الارض من اوساخ وحجر ... الخ وعندما سألت اجابوا انها استجابة لاسبوع اقترح فيه الداعية ان يكون لرفع الاذى عن الطريق واسبوع لصلة الرحم وهكذا وجدت الفكرة رائعة والتطبيق اروع.
لدينا ارضية من مشاكل بلدنا بحيث تنجح الكثير من الافكار خاصة في توسيع افق بعض الشباب المنغلق والذين يسببون مزيدا من الاذى والدمار ،الاعلام الان له دور كبير في صياغة الاوضاع ولدينا كم كبير من القنوات غير انها اجتمعت على امر في الاغلب وهو عرض المشاكل التي نعيشها كل لحظة ولينتهي البرنامج بكلمات يجب يجب يجب ولكن لا احد يصل الى نتيجة وربما ببرامج تبدى بالتفاصيل الدقيقة التي يمكن ان يعتبرها البعض تفاهات غير انها تجلب النتائج الجيدة فهي على اقل تقدير تحيي بنا براعم الامل الذي اخاله سيفارقنا فاكبر ابتسامة الان تضيع في بحار الحزن المتراكم في نفوسنا .
متى ما كان التلفاز يتفاعل مع المشاهد ستكون نتيجة طيبة ولنا في موقع براثا المثال الجيد في هذا المجال فشعورنا اننا نستطيع ان نكتب ونعلق على ما نريد يجعلنا نتمسك به ويرسم في نفوسنا راحة لا اعلم ان يشاركني الغير فيها فمثل براثا تعطينا الاحساس ان لراينا صدى اضافة الى التعرف على فكر الاخرين والذي يجعلنا نستطيع الاستمرار ولكي لا تكون مقالتي مجرد اقرار لا عمل اقترح ان ندعو لامر في كل اسبوع ونعمل عليه ونكتب ارائنا بعد اسبوع واريد ان يشاركني القراء في اختيار العمل المناسب كرفع الاذى او قراءة القران بطريقة جماعية وعدم الكذب لاسبوع .
واظن ان المقترح الاخير يجب استثناء اغلب السياسيون منه !! والا حدثت كارثة مش حتقدر تغمض عينك عنها .!!!!
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha