( بقلم : سامي جواد كاظم)
صال وجال ابا اسحاق او اباعبد الله بحثا عن دين وتحمل عناء الدنيا وهوانها حتى آل به المصير لان يكون مملوكا ليهودي الا ان هذا لم يثنيه عن ما يبغيه وفعلا بعد فورة علمية توصل الى ان الدين الاسلامي هو الدين المرجو والمنشود فاعتنق الاسلام ، ومع اعتناقه الدين الاسلامي حصل على هوية ونسب .اخترت هذه الشخصية العملاقة لاجعل حديث رسول الله(ص) ـ سلمان منا اهل البيت ـ هو الغاية والمدخل .
ان الاطراء الذي يستحقه سلمان منا لا يفي حقه ،وبسبب هذه المقولة ناله ما نال اهل البيت (ع) من عداء ممن حسبو ا على الاسلام وجريا على العادة ان مدحنا اهل البيت قالوا الصحابة وان قلنا سلمان قالوا الحديث مغلوط ، بعد هذا الا يدل على البعد المنشود منهم من محاولة طمس معالم هذه الشخصية الفذة ، ولست بصدد السرد التاريخي لمناقب هذا الرجل بقدر ما يهمني ان استفيد من مقولة النبي (ص) بحقه في زماننا هذا .
كثيرا ما تطنطن قنوات فضائية واحزاب قومجية عن القومية والاصل وكانه المعيار المعتبر يوم المحشر ، وقد بعث لي احد الاخوة الكتّاب بمقال له ينتقد فيه بعض الشخصيات العراقية وياليته لو لم ينتقد فقد نسب السيد السيستاني الى سيستان طبقا للقب من غير التاكد والبحث حيث ان اصل السيستاني من مشهد على مستوى المدينة ورسول الله على مستوى النسب وكذلك ذكر ان الجلبي متزوج من لبنانية وام الحكيم لبنانية واصل الصدر لبناني والجعفري باكستاني وام اياد علاوي لبنانية وكثير من هذه السفاسف التي يرددها دائما القومجية والتي ما عاد يلتفت اليها احد .
هنا لابد من التروي والتاني عن سبب مقولة رسول الله (ص) عن سلمان وما هي الاسباب الموجبة لذلك وما هو التشريع المستنبط منه ليومنا هذا .ان سلمان يكفي وصفه في الحلية لابن نعيم بالتالي ( سلمان سابق الفرس، ورائق العرس، الكادح الذي لا يبرح، والزاخر الذي لا ينزح، الحكيم، والعابد العليم، أبو عبد الله سلمان ابن الإسلام، رافع الألوية والأعلام، أحد الرفقاء والنجباء، ومن إليه تشتاق الجنة من الغرباء، ثبت على القلة والشدائد، لما نال من الصلة والزوائد ) بعد هذا وعند حفر الخندق للمعركة التي سميت باسم الفكرة السلمانية الا وهي معركة الخندق ، هنا قال رسول الله (ص) سلمان منا اهل البيت ، فقد منحه الجنسية المحمدية والتي تعد من اشرف الجنسيات على الوجود ، والشيء بالشيء يذكر فقد سبق ولرسول الله (ص) حديثين الاول الزبير لا زال منا اهل البيت ونفس الحديث عن حسان بن ثابت هنا التاكيد على كلمة (لا زال ) ، فالحديث المخصوص لسلمان لم يحتوي على لازال اما البقية فالعكس وهذا يعني اذا المرء اخلص لقومه وبذل الغالي والنفيس فانه يستحق جنسية ذلك القوم بغض النظر عن اصل القومية التي هو عليها واذا ما انحرف عن ما ابتدأه فان الجنسية تُسحب منه كما هو الحال مع الزبير وحسان .
اليوم نشاهد كل البلدان الاوربية والامريكية اذا ما رات اي مواطن صالح ويخدم بلدهم فانهم سرعان ما يمنحونه جنسيتهم مع الامتيازات التي تنهال عليه من تلك الحكومات . اما نحن في العراق فاذا ما ظهر شخص يخدم وخدم العراق فاننا نذكره باصله وكأن منزلة العراقي شرف ما دونه شرف ، منذ متى اصبح للعراقي جنسية فانه بالامس القريب كانت جنسيته المعتمدة هي العثمانية بل ان هنالك بعض المعاملات الخاصة بالاحوال المدنية لا تتم الا بالوثيقة العثمانية في يومنا هذا، اين كانت الجنسية العراقية في وقتها .، فالتقسيمات الاستعمارية البريطانية والفرنسية والايطالية هي التي رسمت حدود العرب بل الجامعة العربية اسستها بريطانيا .
لماذا عندما يصاب المرء لا سامح الله بمرض ينتقي افضل الاطباء بغض النظر عن جنسيته واذا ما جرح الوطن يحرم عليه من يخدمه الا من كان عراقي المولد ابا واما ، من شرع هذا القانون الجاهلي ؟!!والشيء بالشيء يذكر فقد اثيرت زوبعة حول ارسال اطفال مرضى عراقيين الى اسرائيل للعلاج بالرغم من عدم الاطلاع على التفاصيل اقول اذا كان العلاج متيسر في اسرائيل دون بقية البلدان فما الضير من ذلك ؟ الم يكشف طبيب نصراني على جثة الامام الكاظم (ع) عندما سمه الرشيد ؟ ، الم يحتاج المسلمين الى حكمة بعض ممن ليسوا بمسلمين مع احترم الحقوق والمعتقد .
وانا واثق ان الاطفال العراقيين المرضى ان سبب مرضهم هو ما ارسله الينا من ارهاب واجرام الدول العربية( الشقيقة ) . ان من يدعي القومية وهو على ملة الاسلام فاتمنى منه ان ياتي بدليل نصي قراني او حديث نبوي يؤكد على القومية ،والا فاليلجم فاه بيده . كفانا قياس الانسان على قوميته ، كفانا عشقا للجاهلية ، فليكن الانسان هو الوسيلة والغاية اينما كان .
https://telegram.me/buratha