( بقلم : بديع السعيدي )
اذا اراد العالم وخاصة الدول المتنفذة بقرارات مجلس الامن الدولي والتي تنادي الان بالديمقراطية وتطبيقاتها على شعوب العالم كافة ان تنظر بحساباتها القديمة التي وضعت من اناس كانوا بالاصل قطاع طرق واقليه وجعلهم امراء وملوك ويتحكمون بمصير الاكثريه بالقتل والتنكيل والانفراد بالسلطه وقتل الابرياء اصبح عندهم شئ روتيني لايمكن الاستغناء عنه و يمارس كل يوم من غير اي رادع يردعهم
فان الشعوب الذين وضعوا تحت سيطرة هؤلاء ينظرون الى تلك الدول ويخاطبونهم باسم الديقراطيه هذا الشعار الجديد المتخذ من نفس تلك الدول التي اعطت الحكم لهؤلاء الامراء والملوك ان يعيدوا حساباتهم ويقومون بتبديل هؤلاء الحكام بطواقم جديده لان الوقت قد اختلف والزمن الذي تم وضعهم كحكام غير هذا الزمن والسياسة الدوليه والعلاقات الدولية اختلفت وبشكل جذري فلماذا لايتم تبديل هؤلاء الذين اذاقوا شعوبهم الذل والهوان بطواقم جديده تتكفل بهم الديمقراطيه عندما تتطبق وانني متيقن لو طبقت الديمقراطيه بشكلها الصحيح ومن غير تخويف او تحريف لكسب اصوات الناخبين لوجدنا الكثيرين من الذين يحكمون شعوبهم الان كرؤساء او امراء وملوك سوف يحصلون على اصوات لاتؤهلهم بالفوز وانما سوف يكون الفشل نصيبهم –
اليوم نشاهد هنالك تحايل على الديمقراطيه يقوم بها الحكام للافلات من الضغوط التي تمارس ضدهم والمطالب باتخاذ المنهج الديمقراطي من قبل الدول التي تمارس الديمقراطيه ببلدانها فقد قام بعض هؤلاء الحكام باطلاق شعار الديمقراطيه والانتخابات وقد رشحوا رؤساء دولهم الحاليين لخوض الانتخابات من غير وجود مرشح اخر كالذي قامت بها سوريه مثلا والذي فاز بها بشار الاسد بنسبة100% وهذه النسبه لايمكن للعقل ان يتقبلها ابدا اما في مصر فحدث بلا حرج يرشح الرئيس المصري نفسه للمره الثالثة والرابعة والخامسة وحتى العشرين ما دام هو على قيد الحياة وفي كل مرة يفوز وبالاجماع وهنالك اخبار تشاع هنا وهناك بانه سوف يقوم بوضع ابنه جمال رئيسا للبلاد من بعده كالذي جرى في سوريه بعد رحيل حافظ الاسد واستلمها بشار الم يكن هذا تزييف لمعنى الديمقراطيه الحقيقي وهو حكم الشعب عن طريق الاقتراع ومن غير ضغوط خارجيه على نفسية الناخب وهذا ما قام به العراق الذي اصبح دولة ديمقراطيه تستمد شرعيتها من الشعب والشعب هو من الذي ينتخب الحكومة وهو الذي يشرع القوانيين عن طريق اعضاء البرلمان المنتخبين من الشعب واما القضاء فهو مستقل تماما عن الحكومة وعن البرلمان وليس عليه اي تاثير من اية جهة كانت –
طبعا هذه الديمقراطيه الواعده والحقيقية لا تروق لاصحاب الديمقراطيات المزيفة والكاذبة فقاموا بمحاربة العراق بشتى السبل والوسائل لا لشئ لانهم يخافون نجاح هذا الاسلوب الحضاري في العراق وسوف تطالبهم شعوبهم بعد ذلك وتنتفض ضدهم ونفس الاسلوب قد قاموا به مع لبنان فالحرب الاهليه ستعاد من جديد وبسبب هذه الدول المحيطة بالعراق وبلبنان ليثبتوا لشعوبهم ان هاتين الدولتين بهما الديمقراطيه فانظروا كيف يقتلون بعضهم البعض وهم السبب في تاجيج هذا الصراع فتارة مذهبي وتارة اخرى يتخذ كصراع قومي فانني اقولها صراحة لا يمكن ان يستقر الوضع في العالم اجمع من غير ازالة هذه الدكتاتوريات وتبديلها بحكم تتخذه الشعوب بارادتها من غير خوف او تدخلات خارجيه تسير الناخبين -
https://telegram.me/buratha