المقالات

حسن النوايا لا تبرر الخطايا

1358 13:56:00 2008-05-12

( بقلم : كريم النوري )

الكثير من المغرر بهم في التأريخ والمضللين كانوا يحملون نوايا حسنة ودوافع سليمة وقد تبلورت لديهم قناعات خاطئة بسبب مقدمات خاطئة أيضاً. ولذا وصف امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) الخوارج بقوله"ان من طلب الحق فأخطأه ليس كمن طلب الباطل فأصابه" في اشارة واضحة وصريحة الى الكثير ممن يحمل نوايا تبدو طيبة ولكن فعله وممارسته سيئة.

وهذه القضية تبدو معقدة في فهمها وتتفاوت الاراء في تقييمها فقد اعتقد الشهيد السيد محمد باقر الصدر غير ذلك فانه يرى ان الدوافع والنوايا هي عادة أخطر من الممارسات بل قد يترتب على النوايا والدوافع كوارث وفواجع كمن يستكشف علاجاً لمرض خبيث من اجل مكسب مادي او مجد دنيوي فانه على استعداد لاختراع سلاح جرثومي قاتل للفتك بالبشرية بنفس هذه الدوافع لانها ليست من أجل انقاذ الناس وشفائهم. هذه القضية يمكن قبولها على المستوى الاخلاقي والاجتماعي ولكن على مستوى تطبيق القانون فلا يمكن استيعابها لان القانون لا يعرف النوايا ولا يحمي المغفلين ولا المضللين. القانون يتعامل مع الواقع بما يجسده من مواقف ممنوعة او مسموحة واما النوايا والدوافع فهي موكولة لقضايا العقاب والثواب.

وقد يقال بان ثمة فرق بين حسن النية وبين الاصرار على الخطأ وان ما يحصل في واقعنا من إبتزاز بحق المدنيين والمواطنين الابرياء بدوافع سياسية لا يمكن قبوله مطلقاً.  ومهما كانت النوايا فانها لاتبرر الاخطاء الفادحة التي ارتكبت بحق هيبة الدولة ومؤسسات الحكومة والاساءة الى النظام العام وخرق القانون. لابد ان تكون الحكومة حاسمة وحازمة في مواجهة الاخطاء والانحرافات فاي تساهل او تسامح في زاوية الانحراف سيكبر ويتعمق وسيشجع على الامعان في الاجرام والانتقام. اننا امام واقع جديد لتأسيس دولة القانون واحترام الانسان فاي تساهل مع العصابات الخارجة على القانون ستكون نتائجه كارثية على مستوى العراق الجديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك