( بقلم : علاء الموسوي )
خمس سنوات ومازالت الازمات المفتعلة والاجواء المكهربة والتصريحات النارية السمة البارزة في المشهد السياسي، بل اصبح الرفض والتناحر والاختلاف بين الكتل البرلمانية، واحيانا داخل الكتل نفسها، وضعا ثابتا لايمكن تغييره الا بالتدخل والضغط من قبل جهات عليا (...) معروفة لديهم. خمس سنوات ومحنة الاقتتال على السلطة وتشكيل الحكومة وفق المصالح الحزبية الضيقة، ما زالت تهيمن على الشأن العراقي الداخلي، وتمنع كل محاولة لاعادة المياه الى مجاريها الطبيعية، وفتح قنوات تفاهمية مشتركة بين السياسيين، بعيدا عن المزايدات التي تحاول بعض الاحزاب والكتل استخدامها بين الحين والاخر، بهدف التعالي على رأي الاغلبية، ومن لهم حضور جماهيري واسع على الساحة.
خمس سنوات ومازال الناخب العراقي الذي خرج متحديا ارهاب العالم كله، بشتى صنوفه ووسائله المروعة، مهجرا من بيته وعاجزا عن توفير لقمة العيش الكريمة لعياله،وغير قادر على استثمار ابسط المكتسبات والخيرات التي يتمتع بها في بلد لايؤثر فيه السارقون ليلا ونهارا على كم خيراته الوفيرة. لعل الاحباط واليأس بدأ يدب فينا ويظهر على اقلامنا التي كتبت وما زالت تكتب للدفاع عن المنجز السياسي الوحيد الذي تم تحقيقه على الساحة العراقية، بزوال اعتى طاغية عرفه التاريخ، فضلا عن اعطاء المساحة الشرعية للاغلبية من الشعب في رسم القرار والمشاركة في كتابة الدستور المعطل لدى البعض!. فالخدمات ما زالت معطلة حتى وصل بنا الحال الى شراء مياه الشرب الصافي، ولا ادري لعل الاستيراد الشمولي للحكومة سينالها ذلك؟؟..، ناهيك عن الاشكال المتعددة التي تطرح لاختيار الحكومة المناسبة بعد اختيارها وانتخابها من قبل الشعب لاكثر من ثلاث سنوات، فضلا عن اتهامها بعدم الشرعية وانزال الحكم الشرعي بالقتل والتصفية لمنتسبيها والعاملين فيها ـ بحسب رأي شيوخ وعمائم ـ ما بعد سقوط الصنم....
اعتقد ان المراهنة السياسية وعدم النضج والوعي لحجم المرحلة التي يمر بها البلد، هي المشكل الرئيس وراء كل ازماتنا واخطاءنا السياسية والامنية، وحتى الاقتصادية. فالتفاوض على رجوع وزراء الكتلة (الفلانية) الى الحكومة مقابل اطلاق سراح مجرمين اوغلوا في استهداف الابرياء من الشعب، دليلا على الوضع المأساوي الذي وصلنا اليه في اقبية الحكومة والبرلمان، ناهيك عن المزايدة في التصويت وتمرير قوانين مرتبطة بمصير الملايين من الشعب مقابل غض النظر عن الوزير الفلاني واغلاق ملفه الشخصي المشبع بالسرقة والتهم الجنائية.
لا اريد ان اغرق واطيل في الكثير من الظواهر السلبية في المشهد السياسي، والتي اخاف من ان يغلب طابعها على المنجزات التي تم تحقيقها بالرغم من كثرة الايادي الخبيثة التي تحاول اضعافها، ولكن اتمنى ان لاتنسحب معاول البناء وتصليح الاخطاء السياسية لتصرفات وارتجالات البعض ممن يدعون الاخلاص والنزاهة الوطنية، على حساب دماء الابرياء والتغافل عن مطالبة حقوقهم الشرعية التي استباحها الارهابيون والخارجون على القانون على حد سواء. فعصابات القتل والجريمة المنظمة تمتلك العشرات من الجوازات ( ترانسيت) خارج الحدود، ليتسنى لها المناورة في القتال مجددا.... اما الابرياء من عوائل الشهداء والمظلومين لايملكون بطاقة تأهيل للمطالبة بتعويضهم عن ما فقدوه من اموال وارواح طاهرة!!.
اعتقد ان ما حدث في مدينة الصدر والبصرة وباقي المحافظات، وما سيحدث مستقبلا بسبب تنامي المزايدات الحزبية ونفوذ الغير (..) بشؤننا الداخلية، سيكشف للعراقيين الجهات والشخصيات والاسماء (الرنانة) المتلفعة بثوب الوطنية والدين، الذي فصل عليهم بخلاف مقياسهم وحجمهم الطبيعي.
https://telegram.me/buratha