المقالات

معاول البناء على قلوب الابرياء

1239 22:17:00 2008-05-11

( بقلم : علاء الموسوي )

خمس سنوات ومازالت الازمات المفتعلة والاجواء المكهربة والتصريحات النارية السمة البارزة في المشهد السياسي، بل اصبح الرفض والتناحر والاختلاف بين الكتل البرلمانية، واحيانا داخل الكتل نفسها، وضعا ثابتا لايمكن تغييره الا بالتدخل والضغط من قبل جهات عليا (...) معروفة لديهم. خمس سنوات ومحنة الاقتتال على السلطة وتشكيل الحكومة وفق المصالح الحزبية الضيقة، ما زالت تهيمن على الشأن العراقي الداخلي، وتمنع كل محاولة لاعادة المياه الى مجاريها الطبيعية، وفتح قنوات تفاهمية مشتركة بين السياسيين، بعيدا عن المزايدات التي تحاول بعض الاحزاب والكتل استخدامها بين الحين والاخر، بهدف التعالي على رأي الاغلبية، ومن لهم حضور جماهيري واسع على الساحة.

خمس سنوات ومازال الناخب العراقي الذي خرج متحديا ارهاب العالم كله، بشتى صنوفه ووسائله المروعة، مهجرا من بيته وعاجزا عن توفير لقمة العيش الكريمة لعياله،وغير قادر على استثمار ابسط المكتسبات والخيرات التي يتمتع بها في بلد لايؤثر فيه السارقون ليلا ونهارا على كم خيراته الوفيرة. لعل الاحباط واليأس بدأ يدب فينا ويظهر على اقلامنا التي كتبت وما زالت تكتب للدفاع عن المنجز السياسي الوحيد الذي تم تحقيقه على الساحة العراقية، بزوال اعتى طاغية عرفه التاريخ، فضلا عن اعطاء المساحة الشرعية للاغلبية من الشعب في رسم القرار والمشاركة في كتابة الدستور المعطل لدى البعض!. فالخدمات ما زالت معطلة حتى وصل بنا الحال الى شراء مياه الشرب الصافي، ولا ادري لعل الاستيراد الشمولي للحكومة سينالها ذلك؟؟..، ناهيك عن الاشكال المتعددة التي تطرح لاختيار الحكومة المناسبة بعد اختيارها وانتخابها من قبل الشعب لاكثر من ثلاث سنوات، فضلا عن اتهامها بعدم الشرعية وانزال الحكم الشرعي بالقتل والتصفية لمنتسبيها والعاملين فيها ـ بحسب رأي شيوخ وعمائم ـ ما بعد سقوط الصنم....

اعتقد ان المراهنة السياسية وعدم النضج والوعي لحجم المرحلة التي يمر بها البلد، هي المشكل الرئيس وراء كل ازماتنا واخطاءنا السياسية والامنية، وحتى الاقتصادية. فالتفاوض على رجوع وزراء الكتلة (الفلانية) الى الحكومة مقابل اطلاق سراح مجرمين اوغلوا في استهداف الابرياء من الشعب، دليلا على الوضع المأساوي الذي وصلنا اليه في اقبية الحكومة والبرلمان، ناهيك عن المزايدة في التصويت وتمرير قوانين مرتبطة بمصير الملايين من الشعب مقابل غض النظر عن الوزير الفلاني واغلاق ملفه الشخصي المشبع بالسرقة والتهم الجنائية.

لا اريد ان اغرق واطيل في الكثير من الظواهر السلبية في المشهد السياسي، والتي اخاف من ان يغلب طابعها على المنجزات التي تم تحقيقها بالرغم من كثرة الايادي الخبيثة التي تحاول اضعافها، ولكن اتمنى ان لاتنسحب معاول البناء وتصليح الاخطاء السياسية لتصرفات وارتجالات البعض ممن يدعون الاخلاص والنزاهة الوطنية، على حساب دماء الابرياء والتغافل عن مطالبة حقوقهم الشرعية التي استباحها الارهابيون والخارجون على القانون على حد سواء. فعصابات القتل والجريمة المنظمة تمتلك العشرات من الجوازات ( ترانسيت) خارج الحدود، ليتسنى لها المناورة في القتال مجددا.... اما الابرياء من عوائل الشهداء والمظلومين لايملكون بطاقة تأهيل للمطالبة بتعويضهم عن ما فقدوه من اموال وارواح طاهرة!!.

اعتقد ان ما حدث في مدينة الصدر والبصرة وباقي المحافظات، وما سيحدث مستقبلا بسبب تنامي المزايدات الحزبية ونفوذ الغير (..) بشؤننا الداخلية، سيكشف للعراقيين الجهات والشخصيات والاسماء (الرنانة) المتلفعة بثوب الوطنية والدين، الذي فصل عليهم بخلاف مقياسهم وحجمهم الطبيعي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك