المقالات

تهاون غير معلن

1461 22:21:00 2008-05-10

( بقلم : علاء الموسوي )

بحسب ما يرى علماء الاجتماع، ان العهود التي يسود فيها التكتم عن مطالبة الحقوق وفضح ما هو خارج عن العرف والقانون، يلجأ الناس فيها الى المجاز اللغوي، وأحياناً استنطاق الحيوان والطير كي ينوبا عن الإنسان في البوح، من خلال حكايات ملغومة بالإيحاءات، كما ان المجتمعات التي تحاصر أهم الموضوعات الحيوية بالخطوط الحمر تدفع الثمن أخيراً، لأنها تحرم نفسها وافرادها من تحسس الثغرات وأعقاب أخيل التي يتدفق منها الموت والغزاة والانيميا الحضارية.

قراءتي لبنود الاتفاق او الضوابط ـ سمها ما شئت ـ بين التيار الصدري والحكومة التي اعلن عنها وسط تغافل وتكتم واضح لاهم الشروط الموضوعية لحل الازمة المأساوية في مدينة الصدر، والتي تمخضت عن قتل وتشريد المئات من الاطفال والنساء الذين وقعوا اسرى بين مطرقة القصف الصاروخي الاميركي، وممارسات الخارجين عن القانون من تهديد ووعيد بالقتل والاختطاف والتهجير تارة، وحرق وتفجير للابنية والدور تارة اخرى، لايمكن التعليق عليها من وجهة نظر ( صميمية)، ذلك لان الاشارة والايحاء كما اشرنا انفا هو السبيل الوحيد والمسموح به في خضم هكذا مواضيع حساسة.

هذه القراءة دفعتني الى التساؤل عن عدم الاعتراف بصوت جهوري عن الجهات الداعمة والممثلة لجماعات القتل والجريمة المنظمة داخل العملية السياسية من غير مجاملات او حسابات اخرى؟؟..، لماذا نجعل المواطن العراقي الذي يعلق اللجام كالحصان المشكوم والذي يكظم الغيظ، يتحول في النهاية الى كائن مدفون حياً في عالمه السفلي، حيث لا شيء تفرزه الذات الجريحة غير الكوابيس واجترار الهواجس التي تعمق الخوف، وتشل الإرادة، بسبب خوفنا من العاقبة التي قد تسببها لنا الصراحة؟؟. الا يوجد في حساباتنا ما يخبئ لنا الدهر من مصاعب ومتاعب قد يسببها الشريك الاخر في خضم الصراعات والتحديات السياسية، فضلا عن إن ما يجب أن يقال الآن لا قيمة له إذا قيل بعد عام أو عشرة أعوام بأثر رجعي، لان الحقائق هي ملك التاريخ والشعب الذي يوثقها بكلمته وموقفه الحاسم.

الاتفاق بين الحكومة والتيار الصدري بما يحمله من نتائج طيبة للوصول الى حل جزئي لفك الاختناق والتصادم بينها ، فضلا عن الاعتراف بشرعية القانون والغاء المظاهر المسلحة في البلاد، يفتقر الى الكثير من القضايا التوصيفية للحالة المأساوية والخطيرة على امن العراق واستقراره، ناهيك عن فقدان الشروط الموضوعية لحل الازمة الفعلية والمسبب الرئيس لنشوب الاقتتال والخراب لاكثر من شهرين بدءا من عملية صولة الفرسان في البصرة، وانتهاء بمسلسل التراشقات الاعلامية والسياسية من قبل الاخوة في التيار الصدري.

فالحديث عن حل الميليشيات وتسليم المطلوبين للقضاء وتسليم سلاح الخارجين عن القانون، لم يتم التطرق اليه لا من قريب ولا من بعيد، فضلا عن تحميل التيار الصدري (من حيث يشعر او لايشعر) ممارسات جيش المهدي العسكرية في البلاد وما تمخض عنه من خراب وتدمير طيلة الشهرين الماضيين، من دون الاشارة الى التزام واعتراف واضح من قبل التيار بذلك.

اعتقد ان الايام الاربعة المشروطة في خضم (الاتفاق) سيكون كفيلا في ابراز العلاقة الحقيقية بين التيار الصدري والحكومة او الائتلاف في التدافع السياسي المتزامن مع مرحلة الانتخابات، فضلا عن حقيقة التمثيل الشرعي لدولة القانون ومدى الالتزام بهذا التمثيل من قبل التيار الصدري تجاه سعي الحكومة في القضاء على المظاهر المسلحة ومطاردة الخارجين على القانون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي محترق قلبه
2008-05-11
صح لسانك لقد اصبت كبد الحقيقه لا حل الا بالحل لا حل الا بالحل لا حل الا بالحل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك