( بقلم : سلام عاشور )
في يوم الجمعة,التاسع من ايار الجاري, سيطرت عناصر جيش المهدي على مدينة العمارة,وانتشرت في شوارعها واستولت على الدوائر الحكوميه فيها, وقطعت الطرق المؤدية اليها..واشاعت بين اهلها ,من دون ان يكون ذلك اعلانا رسميا,انها تعتبر من اليوم مدينة العماره (امارة اسلامية محرره)!! وانتقلت سلطات حكومتها المحلية الى ( قيادة جيش المهدي) واتبعت شرطتها الى ذات القيادة.. وبعد كل هذا العدوان الجائر على سيادة الدوله العراقية ما يزال البعض يدافع عن جيش المهدي ويتهم الاخرين بظلمه والتجني عليه!! وبعد كل هذا, وهذا لم يكن جديدا,فقد سبق وان اقام جيش المهدي امارته في (كربلاء)ليوم او يومين وفي الديوانية والسماوه والناصرية والبصرة ,ومع ان تلك الامارات تهاوت خلال ساعات, الا ان جيش المخدرات والمخدرين لم يتعلم الدرس وها هو يعلن قيام دولته (امارته)الانفصالية على ارض العمارة! ظل امراء التهريب ,ومافيات (الحشيشة),وسراق الاثار, وتجار الاسلحة, والقتلة والارهابين وهاتكي اعراض العراقين, يتشدقون بحرصهم على العراق ووحدته واستقلاله, لكنهم في كل مره يكذبون انفسهم بأنفسهم, ولم يعد العراقي يصدق اياً من مزاعمهم بعد ان رأى افعالهم!!
والان, وبعد ان اعلنت عصابات جيش المهدي (تحرير)العمارة وعزلها عن السلطة الشرعية واستيلائها على مقرات الحكومة فيها, وبعد كل ذلك هل يجرؤ احد على الدفاع عنهم, أي عن جيش المهدي..؟ ولو كان غيرهم قد قام بما قاموا به ماذا كانوا يقولون عنه : خائن ام انفصالي ام عميل لدولة اجنبية؟ بالتأكيد سيقولون ذلك واكثر منه..ولكن الفعل السيء هذا قد جاء من قبلهم وجاء فاضحاً لكل تشدقاتهم واكاذيبهم وادعاءاتهم بالحرص على ارض العراق وسيادته واستقلاله! ومن نعم الله على العراقين ان جولة الباطل قد انتهت بساعات وبهزيمة مدوية لجيش المهدي في العمارة.. وكان هذا متوقعا فأهل العمارة الطيبين وقواتهم الامنية الباسلة كانوا دائمآ بالمرصاد لمواجهة المرتدين والخارجين عن القانون وها هم اليوم يلقنون عصابات التهريب درسا جديداآ ويلحقون بهم الهزيمة والخسران .
ان هذه الزمرة الضالة وعناصرها المرتزقة لايمكن الركون الى انحاءاتها وليونتها وتراجعها عن التشدد والتطرف.. فهي كالحرباء ان توفرت لها الفرصة تفعل بأهل العراق مثل ما كان صدام واجهزته الامنية تفعل بهم, ولا غرابة في ذلك, لان كل جيش المهدي بقواعده وقياداته ما كانوا الا اليد الضاربة للاجهزة القمعية الصدامية, وكانوا عند حسن ظن سيدهم صدام الذي كان يتفاخر دائمآ بأنه الاقدر على انهاء خصومه ومعارضيه والثائرين بوجهة وضد نظامه بما كان يسميه بـ(الضد النوعي).. وها هو اليوم (الضد النوعي) يفعل الافاعيل ويرتكب ابشع الجرائم بحق الوطن والمواطن.. وتبت يدا ابي لهب هذا الزمان.
https://telegram.me/buratha