تعلمت الانبار الدرس..!

محمد فخري المولى  ||   التعلم لا يحدث بالتكرار  وانما عبر الفهم و الاستبصار ، التعلم يسير من العام الى الخاص ، التعلم يقوم على ادراك بنية الاستبصار للموقف كشرط للتعلم ، التعلم يتحقق بنقل المعلومات إلى وضعيات متشابهة الفهم لشرط التعلم .  الانبار احدى محافظات العراق تقع الى الغرب ، ولها شان سياسي كبير وتاثير واضح هذه الفترة تحديدا ، تمتاز بطبيعتها الدينية العشائريه وتاثيرها بالمشهد السياسي واضح منذ فتره ليست بالقليلة فمنذ تاسيس الدولة العراقيه الحديثة المواقف والتاثير الوطني حاضر .   لكن هناك محطات يجب التوقف عندها كثيرا وطويلا ، الكل ينظر الى الان الى الانبار تطور أعمار رؤية واضحة .  السؤال الاهم هل تم الامر بسبب شخص ام هي نتاج  تاثيرات لمخاضات عسيرة مرت بها تلك المحافظة .  الجواب الانبار كانت من اولى المحافظات التي قارعت المحتل ودفعت ثمن باهض ليس بالهين واليسير ، سيل هادر من الدماء والتدمير لم يُبقي او يذر. المُتابع والمطلع للاحداث منذ عام 2003 الى عام 2013 سيجد الكثير ، للمثال هناك معركة الفلوجة عام 2004 والتي خلفت اكثر من 4 الف شهيد مازلت مقبرة شهداء الفلوجة تضم رفاتهم واحدى الصور المدمجة لتلك المقبرة ، من يُتابع محاكمات الجنود الامريكان ستجد اسم الانبار والجرائم التي حدثت حاضرة بجرائم يندى لها الجبين .  الطريق السريع الذي يربط بين بغداد والاردن وسوريا او ما يكفيه تسمية طريق الموت بتلك الحقبة غيب عدد غير قليل من الأبرياء .  المرحلة الاهم هي للراحل عبد الستار ابو ريشة الذي دفع نفسه ثمن لاستقرار نسبي عام 2007 ، فكان له الفضل الكبير  بالامان والامان للانبار بمساعدة ما يسمى بالصحوات او رجال العشائر .  داعش مرحلة وصفحة اخرى كانت الانبار حاضرة بل من ضحاياها ارضا وشعبا ، سبقتها مرحلة قلاقل سياسية اجتماعية بفترة ما تسمى خيم الاعتصام .  بحقبة داعش امست مدينة الماذن و الجوامع خاوية على عروشها وخالية من اهلها ومن رّابط وصبر فمصيره مجهول وينتظر وهو يحتسب .  اذن الانبار مرت بثلاث تجارب مريره  المرحلة الاولى من عام 2003 الى 2014 . المرحله الثانيه منذ عام 2014 الى نهائيات عام 2016 تقريبا والصورة المدمجة هي لذلك العام بدخول الشيخ الهميم الى الانبار برفقة اهلها بعد التحرير .  المرحلة الثالثة منذ عام 2018 الى فترة قريبة من هذه الايام وقد يكون عام 2020 هو البداية لمرحلة رابعة . المرحلة الرابعة تستحق ان تكنى بالمرحلة الاولى الجديدة من حياة الانبار واهلها ، السبب ان هناك تغير كبير بالمفاهيم او سلم الاولويات للمواطن الانباري وقياداته ويمكن ان نجملها بعدد من النقاط المهمة :    اولا: نقمه وامتعاض من الاداء للقيادات السياسيه القديمة لتكوّن قاعده مجتمعيه ترغب بشدة بالتغيير  .  ثانيا: بفتره دخول الصحوات على خط استقرار عادت الانبار للخط المركزي للدولة .  ثالثا: عام 2016  بدا الاستقرار يعود الى الانبار تدريجيا بالتزامن مع عودة اهلها النازحين وحملت من الاعمار والبناء لمحو اثار الدمار والتخريب والخراب .  رابعا: الاحداث التي رافقت الانبار ارضا وشعبا بتلك المراحل السابقة افرزت بدايه الخط الحقيقي لجبهه داخليه جديدة لا تُحبذ تعدد الولاءات الحزبيه والاتجاهات التي تبعدها عن بغداد والحكومة المركزية واعادة رسم الخارطة السياسية الجديده .  الخلاصة درس كبير تعلمته الانبار واهلها انه الخير قريب جدا بالوحدة الداخلية وليست الخارجية ، برغم وجود اجندات تشجع بذلك الاتجاه . الانبار انطلقت منذ عام 2018 نحو الوحدة والبناء متجهين نحو التغيير مستثمرين وناظرين للمستقبل الوضاء المنشود .  هذا الامر هو الذي اعاد الانبار الى مصافي المدن المتطوره وسينطلق بها نحو مستقبلها المنشود .   درس سياسي كبير على الجميع ينظره انك تتعلم من اخطاك او لنكن اكثر دقة وموضوعية  لا نسميها اخطاء بل تجارب .  التجارب تصنع وتسرع العمل وبنفس الوقت تجعلك افضل ، هذا ما حدث وخصوصا بعد عام  2018 النزوح ومعاناة العوائل لم يكن مبررا لانه كان هناك خلل في الاداره المركزيه والاداره المحليه جعل الانبار تدخل بدوامة العنف والمجاعه ، لكن هناك جزء مهم ومشرق انها نظرت المستقبل بتوحيد الرؤى السياسيه خصوصا بتحيّد جزء من القيادات السياسيه القديمه عن المشهد هذا الامر اتاح لكثير من القيادات الجديدة بغض النظر عن اتفاقنا معها او تضادنا معها، المهم هي اللبنة الاساسيه للتغيبر ، بالفعل تم ذلك لذلك من يبحث ويردد او يطلب اسم جديد فهو انبار التغيير والمستقبل . الانبار تعلمت الدرس جيدا وهذه الرؤيه الواضحه جعلتها تُذلل كل العقبات بمسانده مجتمعيه حقيقيه وطبعا بدافعية من خلال جهاز اداري نستطيع ان نردد استطاع ان يُغير مفردات التدمير العنف الى بناء ومحبه هذه هي الانبار الان استثمرت دروس الماضي والحاضر استثمرت دماء كل الشهداء مرورا بفترة الاحتلال وداعش بفترته المظلمه التي انهكت وهجرت شعب الانباري كما باقي المحافظات دون اي سبب حقيقي لهذا الاختراق سوى سوء الادارة وتقديم الخدمه.  هذا هو ما يحدث في الانبار بذلك نتمنى مخلصين لكل القيادات السياسيه والاداريه في الانبار ان تسير بهذا النهج وبذات الطريقه لكن الاهم الا تنظر لكردستان على انها النتائج الافضل لانها لو سارت في هذا الطريق ستكون النتائج عكسيه لا محاله .    كل هذه الانجازات الاداريه والعمرانيه لم تكن حاضره لولا فضل الوحده المجتمعيه والسياسه الواضحه وايضا الاهداف العليا الموحده هذه الامور ستكون حاضره لكل الاول لكل من يريد التغيير لكل من يريد البناء لكل من يريد الغضب افضل سيكون حاضر لمن يخطط له منطقه جازمين انه يجب ان تعمم هذه التجربه الفتيه في التوحد اولا والاداره ثانيا والسياسه ثالثا على كل المحافظات فيما في هذه الوصف والجنوب قد يعتبر هذا الامر ببعض الاقصاء او تهميش ولكن في الحقيقه هو عباره عن بناء نحو مشتركات ومنطلقات كثيره وكبيره اهمها حمايه ابناء المنطقه او الحيز ثم وهو لحم ان تكون رؤيا السياسيه متناغمه مع الاهداف طبعا هنا يعني لا نردد انها الامر وردي لان كثير من المؤخرات موجوده على سبيل العلاقات وايضا اللقاءات لكن ببساطه شديده ان كانت تصب في المصلحه وطنيه المحليه فهو امر المستحسن وعلى جميع ان يسير فيه من اجل البناء والنمو لان حجم الخراب كبير وفترته طويله ويحتاج الى دعم خارجي لا محل لكن بصيغه الشراكه للاستعمال .  .......   لذلك نسعد بما يحدث بالانبار باعتباره أنموذج يُسعد الانظار وانا اعتبره نموذج جديد ويمكن ان تكون أنموذج عراقي حقيقي يحتذى به من كل الاطراف ، لانه بقاء التفاصيل بشكلها الحالي معناه بقاء الامور بشكلها الحالي بالوتيره الحاليه معناهم ان الشيخوخه الفكريه اصبحت واقع والشيخوخه الفكريه لن تعالج الا بالاقصاء الفكري واعطاء فسحه لكل الافكار المتجدده من كل الاعمار والمستويات للبناء .  هنيئا لمن تعلم الدرس وهنيئا لمن صنع المستقبل وهنيئا لمن تجاوز اخطاء الماضي وهنيئا لمن له الاراده التي يفتقر اليها الكثير من يدعون ممن يدعون الحكمه والخلفيه الاكاديميه والمهاره العلميه والاهم الحنكة السياسيه .  لذا نردد بثقة ادارت الانبار ظهرها للماضي فاصبح مستقبلها صافي وواضح وهنيئا لمن تعلم الدروس من التجارب .  الا من متعض ومستمع .