المقالات

مبروك يا عرب الغاز المصري وصل تل أبيب

1401 14:25:00 2008-05-09

( بقلم : عباس الياسري )

أعلنت الحكومة المصرية بفرح غامر عن بدء تدفق الغاز المصري إلى إسرائيل , ولم تكلف الحكومة نفسها الانتظار حتى يوم الخامس عشر من أيار , والذي يصادف الذكرى الستين للنكبة الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل عام 1948 , لتكون الفرحة فرحتين كما يقولون , ومن طرفها أعلنت شركة كهرباء إسرائيل بدء تدفق الغاز الطبيعي المصري عبر خط أنابيب لا يمر بأراضي السلطة الفلسطينية , وقد وصل الغاز فعلا إلى مدينتي تل أبيب واشدود , بموجب اتفاق ما زال غامض , ولم يشأ الطرف المصري الإفصاح عن بنوده ,والعقد ابرم مع شركة غاز شرق المتوسط المصرية ,والذي ينص على توريد كميه غاز طبيعي تبلغ 1,7مليار متر مكعب سنويا لمدة عشرين عام , وبحسب الشركة الإسرائيلية فانه ما يزيد على 20% من الكهرباء التي ستنتج في العقد المقبل ستكون معتمده على الغاز الطبيعي المصري , واستطاعت الشركة الإسرائيلية أن تحصل على الغاز بأسعار مخفضة وتفضيلية , في الوقت الذي رفضت الحكومة المصرية بيع الغاز إلى السلطة الفلسطينية , الأعلام العربي والجمهور العربي ونخبه ومؤسساته الرسمية وغير الرسمية مر عليه الخبر مرور الكرام وكان شيء لم يحدث ,الفلسطينيون تناولوا الموضوع من زاوية غريبة وفيها الكثير من التضليل , وانتقدوا الاتفاق بمقدار تعلق الأمر بالحصار المفروض على غزه , والأزمة الخانقة للوقود الحاصلة هناك , ولو لم تكن هناك أزمة لما تكلم الفلسطينيون عن الصفقة ,

سياسي مصري سابق قال ( بأنها كارثة وأعانه للمشروع الصهيوني الذي يريد أن يلتهم مصر ) , الأعلام العربي أيضا لم يلتفت إلى تحذيرات المسئول المصري السابق بل لم تتناوله أي فضائية عربية , وربما اعتبرت تصريحاته دقه قديمه كما يقول أخواننا أبناء الكنانة مثل منصبه القديم , وهنا من حق الجميع أن يتساءل , الجميع العاقل والمنطقي والذي يرى بأكثر من عين , وليس الجمع الغوغائي الذي يردد شعارات لا يفقه معناها , ولا يرى ألا ما يريد له الآخرون أن يراه , فتتحول لديه الهزائم إلى انتصارات والتخاذل إلى صمود والتأمر إلى مقاومه , والذي أدمن قلب الحقائق وقبول المزيف والتفاعل معه , تساءل غير بريء عن سبب هذا الصمت الذي لازم ويلازم كل ما يتعلق بالعمل العربي الإسرائيلي المشترك , وحجم التأمر الذي خرج إلى الهواء الطلق بعد أن كان يمارس في الدهاليز المظلمة , والمثير للسخرية أن هذه المؤسسات تحول الأوهام والأحلام إلى حقائق فيما يتعلق بالعراق , فقد أشيع أخيرا إلى أن الطائرات الإسرائيلية التي قصفت موقع المفاعل النووي السوري تم بالتنسيق مع القوات الأمريكية المتواجدة في العراق وبعض الجهات العراقية , إضافة إلى العديد من الأكاذيب التي تم تداولها منذ خمسة أعوام , منها تواجد شركات إسرائيلية ومكاتب للموساد منتشرة في اغلب مناطق العراق , مع وجود شركات سمسرة تشتري الأراضي والمشاريع لصالح إسرائيل , وجمعيات تبشيرية بلبوس منظمات إنسانية ,وإسقاط الدكتاتور مطلب إسرائيلي , وقانون اجتثاث البعث و الفدرالية وقانون النفط والغاز وقانون الاستثمار والانتخابات كلها مطالب إسرائيلية , وعلاج أطفال عراقيين في تل أبيب مؤامرة إسرائيلية لاغتيال البراءة العربية , والمؤسف أن من اثأر قضية الأطفال طبيب اختصاص قلب يدعي انه عراقي يمتلك مستشفى في عمان رفض علاج هؤلاء الأطفال , وتباكى عليهم في مسرحية علاجهم في تل أبيب , وان النفط العراقي يهرب إلى إسرائيل ,

فإذا كنتم تبيعون بالعلن لماذا نحن نهرب , هذه الأوهام والأكاذيب وغيرها نجحوا بتمريرها كحقائق على الكثير من السذج , أوهام غلفت بأغلفة طائفية سهلت من نفاذها للعقلية العربية , هذه العقلية الازدواجية المأزومة والمهزومة في نفس الوقت , وكان هناك تباكي وصراخ وعويل على العراق وعروبته , والخوف من التهامه من قبل حكومة اولمرت المفترسة , وعقدت ندوات ومؤتمرات وأماسي شعرية وبرامج تلفزيونية لهذا الحدث الجلل , كلها من اجل إنقاذ العراق , هذا الأحداث لم تقع طبعا ألا في عقولهم المريضة وحقدهم الطائفي على العراق , بل وصل الاستهزاء بالجمهور العربي وعقله حد لا يوصف , ففي الوقت الذي تقام في احد الشوارع مهرجانات واعتصامات لاستذكار النكبة بذكراها الستين , مع وعود لإزالة إسرائيل من الوجود , تقام في الشارع المقابل احتفالية قص شريط مشروع تدفق الغاز المصري لإسرائيل وتدعيم مشاريع السلام والتكامل الاقتصادي مع الشقيقة الجديدة , وفي الوقت الذي تستضيف الدوحة قادة حماس في إحدى القصور الأميرية المباركة , تنزل السيدة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية ضيفة أمير البلاد في القصر المجاور , يمازحها رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم قائلا ( سببتي لي الكثير من المشاكل ) , ولا نعرف ما هي المشاكل التي سببتها له السيدة , ربما لأنه لم يمازح أشقائه قادة حماس بنفس الحرارة ..!!! , وفي الوقت الذي تصدر الفتاوى والتصريحات التي تحرض الكثير من الشباب العربي للذهاب إلى العراق وقتل أهله و حرق ثرواته وتفجير أباره النفطية , هذه الأعمال الإرهابية تسوق بفتاوى على أنها جهاد وضرب لمصالح أميركا وإسرائيل ,

 أما ضرب الأنبوب المصري الذي بدء بنقل الغاز إلى إسرائيل مؤخرا فانه حرام ويضر بمصالح المسلمين وقوتهم اليومي , ويصورهم بنظر الآخرين أمه جاهلة وإرهابية لا تحترم عهودها بالسلام , هذه فرصة مجانية للمجاهدين العرب فالأنبوب يمر من تحت أقدامهم ويستطيعون تفجيره ولا يكلفون أنفسهم عناء التسلل إلى العراق وقتل أهله الأبرياء , لذلك على العرب أما أن يعيدوا تركيب الأحداث حسب العقل والمنطق , أو أن يعيدوا ترتيب عقولهم ومنطقهم حسب الأحداث . والأخيرة اقرب للواقع .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-05-09
اين فتاوى ال سعود هؤلاء الذين يحرمون هنا ويحللون هنالك مسكين ياعراق الكل طايح بيك هكوص وقد قالها مشكورا شاعرنا الكبير اولاد ال ه ه ان حضرت خنزير اطهر من اطهركم
بديع السعيدي
2008-05-09
لعنة الله عليهم هؤلاء خطاباتهم دمار للشعوب اتفاقاتهم دمار اجتماعاتهم دمار حتى الارض التي هم يمشون عليها تشتكي منهم ولكن لا احد يفقه ما تقول سوى الله -نعم هؤلاء هم احفاد الشيطان تلبسوا بصفة الايمان والعدالة المصطنعة فكل شئ عندهم ذو وجهان كلامهم خطابهم السياسي والمعلن ذو وجهان المناداة بالوطنيه عندهم ذو وجهان الايمان لديهم ايضا ذو وجهان وهذا مستورث من اسلافهم الذين حاربوا سيد شباب اهل الجنة وابيه واخيه ومع ذلك يصلون صلواتهم الخمسة ويقيمون الفرائض وكان الدين مسخر حسب اهواءهم لعنة الله عليهم جميعا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك