المقالات

التاليف والتحقيق في زمن العولمة..!


سامي جواد كاظم ||   مهنة التاليف والتحقيق مهنة يترتب عليها صدق التاريخ ولذا على من يعمل بهما ان يكون بمنتهى المعرفة والامانة في نقل وتحقيق ما يكتب لانها مسؤولية جسيمة ويبقى الضمير هو الرقيب لان كل شيء يمكن شراؤه وهذا ما عملت عليه الدولة الاموية ومن بعدها وحتى يومنا هذا . اتذكر قبل اربعين او خمسين سنة هنالك جهات رقابية تسمى لجنة التعضيد وما شابه ذلك تابعة للحكومة ـ وزارة الثقافة ـ يعرض عليها اي كتاب قبل الطبع لتقوم بدراسته وتدقيقه ومن ثم منح اجازة طباعته ( بعيدا عن المقاصد السيئة لبعض الحكومات في تغييب الحقيقة )، ومن جانب اخر كانت بعض المطابع لاسيما في لبنان تقوم هي بتدقيق الكتاب لغويا ومعلوماتيأ والتاكد من مصادره . اليوم اي القرن الواحد والعشرين اصبحت الفوضى العارمة في كل مفاصل حياة اغلب المجتمعات ومنها مفصل الثقافة والتاليف والتحقيق والطباعة واصبح بمقدور كل من لديه امكانية مادية ان يكون الكاتب الكبير والمحقق العملاق والعلامة وووو اليوم الاخطاء الطباعية ممكن تبريرها بسبب الطباعة بالكومبيوتر وليس يدويا كما كان سابقا ولكن معلومات خاطئة عجيبة والمؤلف دكتور ومحقق، رحم الله الدكتور علي جواد الطاهر عندما الف كتاب فوات المؤلفين واخر فوات المحققين كتابان يدلان على سعة اطلاعه ودقته في ضبط المعلومة لدرجة انه في كتابيه ضبط كم هائل من الاخطاء اللغوية والمعلوماتية ولو كان اليوم على قيد الحياة لسمعنا خبرا مفاده انتحار د. علي جواد الطاهر   وانا اتصفح كتاب ( كشكول الثقافة ) اعداد وتحقيق الدكتور حبيب عبدالكريم محفوظ واصدار دار المحجة ودار الرسول الاكرم (ص) وقع نظري على هذه المعلومات العجيبة التي لفتت انتباه حتى قليلي الاطلاع بالتاريخ مثلا يقول في ص 78 : ومن مرثية احد الشعراء على قبر الشريف الرضي وعلى قبر والده (ع) قوله قبران في طوس خير الناس كلهم     وقبر شرٍ هذا من العبر في الهامش ذكر قبران هما قبر الامام علي الرضا (ع) وقبر والده ابو احمد السكبي!!!!!! اما قبر شر هو قبر المامون قبر والده ابو احمد عجبا الكل يعلم ان المامون امر بدفن الامام الرضا (ع) الى جنب قبر ابيه هارون لانه يعلم سيصبح مزبلة عبر التاريخ لانه ولا خليفة عباسي له قبر لذا حصنه بقبر الامام الرضا عليه السلام ، فالمؤلف المحقق من اين له هذه المعلومة والاغرب من هذا ما قاله في الصفحة التي بعدها وعندما اتى الشريف الرضي (ع) هارون الرشيد اجلسه بقربه وعند انصرافه سال احد الاشخاص هارون الرشيد لماذا اكرمته ولم تكرم المرتضى ؟ فقال له احضر في الغد الى الغذاء وفي الموعد المضروب من اليوم التالي اطلعه على كتاب من المرتضى يطلب اليه ويتذلل له بان يزيد في سعر مشروع المياه الذي يسيل في ارضه بينما الشريف الرضي(ع) رد الهدية التي بعثها اليه هارون الرشيد بمناسبة ولادة ابنه لتعففه..... فهل تعلمون كيف عقب المؤلف المحقق على هذه المعلومة مستنكرا لها حيث ذكر في الهامش ان الشريف الرضي يلقب بالثمانيني نسبة الى عمره عاش ثمانين عاما ولمؤلفاته البالغة 80 كتابا ولممتلكاته 80 قرية يوزع ريعها على طلبة العلم وهذه المكانة والموقع كافية لدحض ما قاله هارون وغيره ... هل لاحظتم في الهامش يريد ان يثبت ان الشريف الرضي غني وليس فقير ليدحض ما ادعاه هارون،  ولا اعلم اذا كانت وفاة الشريف الرضي  بداية القرن الخامس وعاش في العصر البويهي فكيف يلتقي بهارون الرشيد المتوفى سنة 185للهجرة ؟ هذه قطرة من بحر لكتب صدرت وطبعت بملايين بل بمليارات الدنانير ونشرت في الاسواق والمكتبات ولوثت الثقافة وزيفت الحقيقة

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك