المقالات

سند التاريخ لا يقل اهمية عن سند الفقه


سامي جواد كاظم ||

 

راي متداول بين اصحاب الشان بخصوص دراسة الخطاب الاسلامي وهو التساهل بسند الرواية التاريخية او الدعاء على عكس سند رواية بترتب عليها حكم شرعي.

هذا الراي بحاجة لوقفة ، وحقيقة صدمت عندما ناقشت متبحر ومحقق ودكتور ولربما مجتهد بخصوص محطات من تاريخ زينب عليها السلام ، ومن خلال بحثي عنها لم اجد ما اطمئن له من مصادر تثبت لي سيرتها قبل الطف ، كله كلام ( روزخوني) وبالذات كتاب الطراز المذهب باخبار السيدة زينب ( ناسخ التواريخ) تاليف عباس قلي سبهر ، وكل ما كتبه في طرازه لم يوثق بالمصادر ، وحقيقة هنالك محطات في حياتها قيل عنها طالما لا يترتب عليه حكم فقهي فالتساهل بالسند واعتقد ما تراه صحيحا ، والامة الاسلامية تفرقت بسبب التاريخ اكثر مما بسبب الفقه ، وبسبب التساهل بالسند فقد دست روايات غير صحيحة بين المغالاة وبين المنافاة وهذا بالنتيجة يثير ضغينة من لا يتفق مع هذه الرواية او ذلك الحديث ، فالخلاف المذهبي هو تاريخي قبل ان يكون فقهي ، ونفس الامر يقال عن الادعية التي قيل لا اشكال في التسامح في صحة السند طالما محتوى الدعاء هو التضرع الى الله وهذا لا يمكن ان يكون بهذه السهولة ففي الدعاء تاريخ وفقه والاهم كما ذكرت تاريخ ، ويمكن التمعن جيدا بما في الصحيفة السجادية من ادعية تختصر حقيقة التاريخ الاسلامي زمن الامام السجاد عليه السلام بل حتى فيه تفسير للايات القرانية المختلف عليها، الادعية الخاصة بعاشوراء اثارت جدلا واسعا وياتي التبرير بالتساهل في دراسة السند وهذا في حقيقته يمرر الكثير مما لا صحة له في تاريخ الاسلام وخصوصا تاريخ اهل البيت عليهم السلام .

في مجلة الموسم العدد الرابع سنة 1989 كتب كاتب اسمه كامل البنا مقالا عن زينب عليها السلام فيقول عنها انها المولود الخامس لعلي بن ابي طالب من فاطمة الزهراء حيث ولدت بعد الحسن والحسين وام كلثوم والمحسن ، ... تخيلوا ولدت بعد المحسن السقط سنة 11 هجرية ، هذا المقال الذي نشره الدكتور محمد سعيد الطريحي دون تعقيب او حذف بل ان هذه المعلومة ليس فيها مصدر ، هذا ما اطلعنا عليه فكيف بالذي لم نطلع عليه؟

لاشك التدقيق في سند الرواية التي يترتب عليها حكما شرعيا امر لا يقبل الجدل وهذا لا يعني التساهل في التاريخ .

ودعاء ابي حمزة الثمالى فيه اية قرانية غير صحيحة ذكرها القمي في مفاتيحه نقلا عن مصباح الكفعمي ،ورد في دعاء أبي حمزة الثمالي : « اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْقائِلُ وَقَوْلُكَ حَقٌّ ، وَوَعْدُكَ صِدْقٌ ( وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ اِنَ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحيماً ) ». من المعروف أنّه لا توجد آية بهذا النصّ ، إنّما الآية الصحيحة هي : ( وَاسْأَلُوا اللَّـهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) [ النساء : ۳۲ ] ، وياتي من يريد ليبرر هذا الخطا فيشطر الاية نصفين ويلحق كل نصف باية ، لماذا لم تغير الاية وتضع الصحيحة ؟ كما فعل ذلك من طبع الكتاب بنسخته الجديدة . وماذا يعني ان اخطا الكفعمي في ذلك انه بشر ويبقى عالما جليلا له مكانته في المجتمع الاسلامي وله تراثه القيم وهذا لا يقلل من شانه اطلاقا ، الم يسال احد اصحاب الامام الصادق عليه السلام وعمره تجاوز الاربعين عن كيفية الصلاة الصحيحة وهو من رجال الامام الصادق في نقل الرواية  ، فهل هذا اقلال من شانه ؟ بل العكس هذا يدل على علو شانه وخوفه على دينه، فكيف بالذي يخالف الله عز وجل ويصر على جحوده وهو على فراش الموت .

التاريخ هو من فرق الامة ، وهنالك محطات في التاريخ لا تستحق الجدل لان ما يترتب عليها لا يؤثر على المجتمع ، فان وصلت سفينة نوح عليه السلام الى الكوفة او المدينة المنورة لا يترتب عليها اثر جسيم 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك