( بقلم : علاء الموسوي )
ما زلنا نعيش المغالطات نفسها على الساحة السياسية منذ تأسيس اللبنة الاولى للحكم في العراق الجديد، فالاتهامات والافتراءات والمزايدات مللتها اسماعنا وفق تناغم الرؤى والمصالح المشتركة بين الحلفاء (...) لاثبات الجهة المعينة بدعم الارهاب، وتغافل جهات اخرى وفق سياسة (التوازن في الولاء والانتماء).الحديث الدائر اليوم في اروقة الساسة العراقيين حول اتهام الجمهورية الاسلامية بدعم (الارهاب) في العراق، او بالاحرى دعم (الخارجين على القانون) عبر السلاح والتدريب .. الى غيرها من انواع الدعم المادي والمعنوي. وبما ان فكر (العمالة) ونظرية (المؤامرة) هي النزعة الفكرية المسيطرة على اوساطنا الثقافية والسياسية، فلايمكن لنا الدفاع بشكل مباشر او صريح عبر مقالنا في رفع الشبهات وتفكيك المفردات غير المنطقية باتهام الجمهورية الاسلامية بدعم الارهاب في العراق. الا ان الحديث بموضوعية وتحميل القارىء النظر بزاوية حيادية بعيدة عن الطائفية والعنصرية هي السبيل الوحيد للتوضيح عن بعض المفاهيم المغلوطة لدينا ومنها:
1ـ هل الجمهورية الاسلامية في ايران هي وحدها المتهمة بدعم (الارهاب) في العراق، من بين دول الجوار الاخرى؟.. واذاكانت كذلك، فهل الاسباب الموجبة لدعم ايران (للارهاب) معلنة على الملأ الدولي والاقليمي لاثبات شرعية ما تقوم به دولة نظامها الاسلام ودستورها القران؟؟.
2ـ ما نوع الارهاب والاليات التي تدعمها الدولة الجارة (ايران) لمجاميع الارهاب في العراق؟.. هل هي مجاميع انتحارية تصدرها ايران الى العراق، كما اشار بذلك احد قادة مجالس الصحوة في ديالى امس الثلاثاء في تصريح صحفي لجريدة الصباح بان 6000 الاف انتحاري سوق للعراق بجنسيات عربية وبدعم عربي خالص؟؟. ام ان الاليات المتهمة فيها (ايران) بتفجير السفارات وقتل منتسبيها عبر الاغتيال تارة، والتهديد والوعيد تارة اخرى، كما كشفته التقارير الاستخباراتية الامريكية بان احدى الدول العربية الجارة (...) كانت المسؤولة المباشرة لفرق الاغتيال والقتل لمنتسبي السفارات؟؟..
3ـ كم مدينة وقضاء ومحافظة متهمة (ايران) بدعم الارهاب فيها، كما رأيناه وعانينا منه بفقدان احبتنا واعزتنا في (الغزالية والعامرية وهور رجب وبلدروز وبعقوبة والفلوجة ..... وغيرها من العشرات من الاقضية والنواحي في بغداد وبقية المحافظات) بتقطيع الرؤوس والتمثيل بالجثمان والتفنن بالقتل والاختطاف من عصابات القاعدة من ازلام فيلق عمر والجيش الاسلامي وكتائب العشرين وجيش الخلفاء وانصار السنة....، والجميع يعلم ما توجه هذه العصابات ومدارسها الفكرية والمذهبية؟؟.
4ـ لا ابرىء (ايران) من دعم بعض المجاميع المسلحة ، التي اسهمت بشكل او بأخر في زعزعة الامن والاستقرار في العراق، لكن عند المقارنة بما تبديه الجمهورية الاسلامية من تعاون واضح وداعم لمسار العملية السياسية في العراق، والاعتراف بحكومته المنتخبة عبر الياتها الدبلوماسية المعهودة منذ اليوم الاول لتشكيل مجلس الحكم، عن طريق فتح سفارتها وتأييدها المطلق للهوية الوطنية لشكل الحكومة العراقية، اضافة الى الكثير من الاليات الداعمة لذلك من زيارات وفتح قنوات ثقافية وسياسية رصينة، كل هذا يدفعنا الى التساؤل ما هي المصلحة في دعم (الجارة ايران) لتلك المجاميع التي اوهمت الادارة الايرانية بانها تقاوم الاحتلال في العراق عبر شرعية مزيفة ادركتها الجمهورية مؤخرا بعد تنامي الرؤية الواضحة لديها في المستقبل السياسي في العراق، ولعل زيارة الاخوة في الدين والمذهب من قبل وفد الائتلاف العراقي الموحد لطهران كان منصبا على هذا النحو من التحاور الداعم لتوجه البلدين لاحلال الامن والسلام في المنطقة.
5ـ بعيدا عن اتهام (ايران) وتفنيد تلك الاتهامات او توصيف الحلة بانها لاتتجاوز التشخيص المغلوط للحالة العراقية الصحيحة، اين تلك المساعي من قبل الكتل والاحزاب الاخرى في تعزيز الامن والاستقرار في العراق عبر التحاور واقناع الدولة (الجارة الاخرى) بايقاف تصدير ثقافتها الطائفية وسربان الارهاب وقاطعي الرؤوس والاجساد النتنة من حاملي الاحزمة الناسفة وراكبي السيارات المفخخة.
اعتقد ان ملف دعم دول الجوار للارهاب في العراق لن يخرج من بوتقة المصالح الاميركية في تصفية حساباتها الشرق اوسطية، وان بقي الحال على ما عليه اليوم من كتمان الاسرار وكشف الحقائق وفضح المستور لهذا الملف الخطير فلن يقضى على الارهاب واجندته القابعة في وداي الرافدين.
https://telegram.me/buratha