بقلم : سامي جواد كاظم
تعالوا هلموا اليّ لننهل من منهل الحسين (ع) فان فيه العبر والحكم والشفاء من كل داء .وانا اتطلع لدرر الامام الحسين عليه السلام وبالرغم من قرائتي لهذه الحوارية بين الامام الحسين (ع) واللعين ابن ( احد العشرة المبشرة بالجنة ) سعد بن ابي وقاص اكثر من مرة الا ان الذي لفت انتباهي هو عدم التفسير الدقيق لهذه الحوارية مع الابعاد التي نستلهم منها الدروس والعبر والحقائق التي حاول جهد امكانهم الامويون ومن سار في ركبهم من الوهابية في تشويه التاريخ واظهار الدولة الاموية على اساس انها دولة اسلامية راعت الدين الاسلامي .
لاذكر الحوارية ومن ثم لنا التعقيب قال له الحسين (ع) " ويلك يا بن سعد، اما تتقي الله الذي اليه معادك؟اتقاتلني وانا ابن من علمت؟! ذر هؤلاء القوم وكن معي، فإنه اقرب لك الى الله تعالى.فقال عمر بن سعد لعنه الله: اخاف ان تهدم داري.فقال الحسين عليه السلام: انا اخلفك عليك خيرا منها، من مالي بالحجاز.فقال عمر: لي عيال بالكوفة، واخاف عليهم.
فقال الحسين عليه السلام: انا اضمن سلامتهم، ثم سكت عمر ولم يجبه بشيء.فانصرف الحسين صلوات الله عليه عنه، وهو يقول: مالك؟ ذبحك الله على فراشك سريعا، عاجلا ولا غفر لك يوم حشرك ونشرك، فوالله اني لأجو ان لا تأكل من بر العراق الا يسيرا.فقال ابن سعد - لعنه الله - في الشعير كفاية عن البر، مستهزءاً بذلك القول.ان هذه الحوارية ادرجت تحت فقرة الحلم لسيد الشهداء ضمن الكتب الكثيرة التي ذكرت هذه الرواية واخر عقب عليها بالقول (ان الامام الحسين لا حاجة له لأحد، فكيف باعدائه، ولكن ذلك الموقف وغيره لإلقاء الحجة عليهم في الدنيا)، وهذا حقيقة بخس لما تحويه هذه الحوارية من ابعاد بالرغم من ان ماذكروه هو صحيح لكن ليس الجانب المهم فالجوانب المهمة هي منها :
اولا : بعد ما القى عليه الحجة الامام الحسين (ع) وطلبه ترك القوم واللحاق به تذرع ابن سعد بالعوائق التالية هدم الدار، الخوف على العيال ،من هذا يتضح ان الاسلوب الاموي في الاقتصاص من شيعة امير المؤمنين ومن كل من يخالفه هو هدم داره وقتل عياله وهذا يعني انهم اقدموا على ذلك لاكثر من مرة بدليل خوف ابن سعد من هذا القصاص الاموي ، كما وان هنالك الكثير من شيعة علي (ع) قتلوا وهدمت دورهم وقتل عيالهم وهتكت اعراضهم وهذه الاساليب هي بعينها يمارسها طواغيت الارض اليوم
ثانيا : الحسين (ع) اجابه بانه يخلف له بدلا من داره دار من املاكه في الحجاز وهذا يعني ان الحالة المادية للائمة عليهم السلام هي على درجة عالية من الوفرة ولكنهم ما صرفوا منها شيئا لبطونهم وهنالك فقير من المسلمين فالذي يعتقد ان الائمة (ع) فقراء فهو خاطئ .
ثالثا : مسالة مهمة وهي ان الامام الحسين (ع) لم يتعهد بحفظ داره ولكن تعهد بحفظ عياله بالرغم من انهم تحت سلطان ابن زياد الوالي من قبل يزيد على الكوفة فان ضمانة الحسين (ع) في سلامة العيال تؤكد على الاعجاز الذي منحه الله عز وجل له في سلامة العيال اما شكل الاعجاز فهذا لا يهم بقدر ما يهم ان هذه الخصلة احدى المزايا التي منحها الله عز وجل لعترة النبي محمد (ص)
رابعا :غباء ابن سعد مع التفسير المادي للحياة واستهزائه بالحجج التي القاها عليه الحسين (ع) وذلك عندما دعا الحسين (ع) عليه بان لا ياكل من بر العراق ويقتل على فراشه ولا يمكث طويلا كل هذا لم يعر له اهمية بقدر اهتمامه بالبر والشعير ، حيث عوض الشعير بالبر ولم يلتفت الى دعاء الحسين (ع) بقتله على فراشه .واخر الامر هو تحقق دعاء الحسين (ع) طبقا للصورة القصاصية التي رسمها له الحسين (ع) حيث قتله المختار على فراشه
https://telegram.me/buratha