المقالات

الصور ليست كل شيء

1221 17:07:00 2008-05-06

( بقلم : غسان العسكري )

ما ظهر في الآونة الأخيرة على المواقع الالكترونية من صور للجرائم البشعة التي ارتكبت ضد الأطفال والتي تبادلت فيها بعض الجهات الاتهام وقيل عنها الكثير جاءت في مرحلة تجتاح العراق موجة من الفوضى والدمار والخراب والتي لم تضيف اليها سوى المزيد من الألم والحزن واللوعة ، والمزيد من الحقد والكراهية على الجناة الذين خلت قلوبهم من الرحمة ومن الإنسانية حتى اقدموا على اقتراف هذه الجريمة ، وقتل الأطفال والتمثيل بجثثهم ليست الأولى فقد سبقتها العشرات من هذه الأفعال اللأاخلاقية والصور التي نقلتها المواقع الالكترونية الكثيرة دليل على ان الجريمة جريمة مهما كان نوعها وليست مخففة او مشددة غير ان مسألة قتل الأطفال مسألة تحز في الضمير لأن الكبار من الممكن ان يوجد لهم عذر للقتل لأنهم اشتركوا في الحرب او هناك خلاف عقائدي او سياسي مع تلك الجهة مع اننا لا نميل الى قتل الإنسان مهما كان انتماؤه وعقيدته لأنه أقدس مخلوقات الله على الأرض ، ولكن الاتهامات المتبادلة بين هذه الجهة او تلك جعلت السؤال قائما حول الجهة التي قامت بتنفيذ هذه الجريمة ؟.

ولكي لا نلقي باللائمة على هذه الجهة او تلك يجب ان نقول إننا بهذه الاتهامات سنضيع دم الأطفال وسيكون القاتل حرا طليقا بعد ان يضيع القتل بين اتهام هذا وذاك وبين الصراع من الطرفين ، فلو كان للقاعدة وجود ونشاط في المنطقة لقلنا ان القاعدة هي السبب الرئيس في قتل الأطفال لأنها صاحبة سوابق في هذا المجال وارتكبت العديد من الجرائم تحت عنوان الدين الإسلامي وفتكت بالأبرياء من خلال الذبح والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة وما طالعتنا به المواقع أخيرا من أنباء حول تجنيد النساء الانتحاريات واستخدام الأطفال في العمليات الإرهابية دليل على خسة ونذالة المذهب الذي تريد ان تنشره بين الناس وهو مذهب القتل والذبح والتفجير والتفخيخ ، ولكن القاعدة قل نشاطها في الفترة الأخيرة لأنها اكتفت بالبدائل التي تحقق لها ما تريد وما تخطط له طيلة الفترات السابقة وقامت الجهات التي تتستر بالعباءة الشيعية وتتخذ من الرموز الدينية العملاقة عنوانا لها بتنفيذ مآربها الدنيئة، فهناك عطش كبير للدماء وهناك أيادي ملطخة بدماء الأبرياء وهناك عمليات قذرة ترتكب باسم الدين وباسم المذهب الشيعي والإسلام والمذهب منهم براء ، ولنا ان نرى من يريد ان يرتكب هذه المجازر بحق الطفولة والبراءة ،فإذا كانت منظمة بدر هي التي قتلتهم وهو ما يريد ان يسوق له بمجرد الكلام وليس بوجود الدليل المادي فأن المنظمة تقتل وهذا مما لاشك فيه ، لأنها قتلت البعثي والبعثي الذي تلطخت يده بدماء الشهداء من الشباب والنساء والأطفال والشيوخ والإنسانية والحياة بصورة عامة ولا احد يستطيع ان ينكر ان البعث ترك في القلب جروحا لا تندمل وهي ترى ان القصاص من هؤلاء عدالة إنسانية لمن ثبت بالدليل انه ساهم في إزهاق أرواح العراقيين وتعاون مع النظام السابق وكان الجلاد والحاكم ٍوالسجان والذباح في نفس الوقت فهل يريد احد ان يدافع عن قاتل ؟ وهل وجد احد دليل على ان بدر قتلت شخصا بريئا ليس له تهمة قتل الناس وهذه الأعمال كانت في السابق أما الآن فهي دخلت في مؤسسات الدولة جميعها وتريد ان تساهم في البناء وتساهم في اعمار العراق ، وتساهم في خلق جيل جديد يكره العنف ويكره الإرهاب والقتل وأوكلت مهمة القصاص الآن للحكومة لأنها تعرف كيف تتعامل مع المجرمين وهي ساعية في هذا المجال بعد اعدام السفاح صدام وبقية المجرمين وتواصل عملها في اخذ الحق من القتلة البعثيين .

اما جيش المهدي وجيش المهدي فقط لأن التيار الصدري فيه بعض المعتدلين من الذين لا يرتضون هذه الأفعال والجرائم والذين قاموا بالضغط على مقتدى الصدر بوجوب حل جيش المهدي وعدم الإساءة الى هذا العنوان الضخم والكبير وعدم إدخال العراق في حرب داخلية لا يجني منها سوى الدمار والخراب والقتل ، وجيش المهدي ضم في صفوفه عناصر من المجرمين والقتلة والبعثيين وفدائي صدام وأعضاء أجهزة الأمن الصدامية القمعية من المخابرات والاستخبارات والساقطين والمنحلين والمنحرفين وهذا القول صدر من بعض القياديين في التيار الصدري الذين أشاروا على مقتدى ان يباشر سريعا بوقف القتال ويمدد التجميد ثم يحل الجيش لأنه ارتكب المجازر ضد المدنيين وكان الأطفال في قائمة من قتلهم هؤلاء والشواهد كثيرة وموثقة بالصور،والصور التي نشرت جزء من هذه الأعمال ، فجيش المهدي لم يدخل ضمن العملية السياسية بل انه أعلن العداء التام ضد منظمة بدر وضد الدولة عموما ولم يذكر المتحدث الرسمي باسم التيار الصدري صلاح العبيدي اسم المحتل في لقائه الأخير مع قناة العربية بل أشار الى ان هدفهم الأول هو منظمة بدر وهو إعلان يشير ان هناك تعاونا مع المحتل ضد العراق ، وإعلان ثاني عن النية الحقيقية المبيتة لتلك العصابات وهؤلاء المجرمين ولذلك ازدادت المجازر في الحسينية وغيرها حيث ضج الأهالي جراء هذه الجرائم القذرة ورفعوا دعوات الى الحكومة لتخليصهم من عصابات جيش المهدي وهو شاهد آخر على إجرام تلك العصابات وسلوكها العدواني تجاه الأبرياء .

والصور التي نشرتها المواقع الالكترونية لم تكن هي النهاية بل إنها حلقة من مسلسل دموي كبير أقدمت عليه ميليشيا جيش المهدي وانتهاك حرمة الدم العراقي وقتل الأبرياء من المواطنين العزل ، أنها ليست الأخيرة واعتقد جازما ان عمليات الاغتيال ستنشط كثيرا وستقوم العصابات المجرمة بممارسة دورها وكشف قناعها ووجها الاجرامي في إزهاق أرواح المواطنين بدافع الحقد وبدافع التخريب لتجعل من العراق بلدا لا يرى الأمن والسلام في يوم من الأيام . والصور ليست نهاية الإجرام وإنما هي شاهد حي على بشاعتهم وشهادة إثبات على قذارة الأسلوب وانحطاط المنفذين وما خفي كان أعظم من المقابر الجماعية التي وجدت في مقراتهم والتي تركوها هاربين من سطوة الحق وقوته وما وجد من أشرطة إعدام وتعذيب وقطع الأعضاء والتمثيل بالجثث وستكون هذه الجريمة سهلة وبسيطة أمام جرائمهم الحقيقية الكثيرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك