المقالات

خلط الاوراق

1202 17:36:00 2008-05-06

( بقلم : علاء الموسوي )

للعراق اعداء كثر لموقعه الجغرافي ومكانته التأريخية والحضارية التي كانت سببا رئيسا لغزو الطامعين لارضه ونهب خيراته عبر التأريخ، ولعل ما يشهده العراق اليوم من تسويق للاتهامات وضلوع دول الجوار بدعم الارهاب والخارجين على القانون في العراق الجديد ينطلق من المفهوم العام لدى العراقيين منذ الازل ، ان هناك جهات وتيارات فكرية تحاول الهيمنة على ارض العراق وشعبه. الا ان خلط الاوراق واللعب بسياسات التضليل والتمويه للعولمة (...) هي المسيطرة على تحديد المسارات والاتجاهات التي تطلق منها الاتهامات وتسوق منها الافتراءات اليوم ضد الجهات والعناوين التي تجدها صالحة (من وجهة النظر الخاصة للعولمة...) لصب الزيت على النار خدمة للصالح العام !.

ملف مطاردة الخارجين على القانون وتعزيز دور القضاء واحلال الامن في ربوع البلاد، خرج من الرحم العراقي الخالص الذي اوجب على نفسه النظر الى كل العراقيين بعين واحدة، وبمقياس لا تشوبه الطائفية ولا تأخذه العنصرية المقيتة. وفعلا اثبتت الحكومة عبر عزمها في القضاء على تلك الشرذمة وحثالات المدارس البعثية، نجاحها وولاءها للعراق وشعبه بتعدد طوائفه وقومياته، ولايمكن لاي عراقي شريف يؤمن بدولة القانون وبناء المؤسسات الدستورية ان يعارض تلك الخطوة الوطنية الجبارة. الا ان السؤال يقفز الينا وفي كل وهلة ولحظة نشاهد فيه مأساة ابنائنا ونسائنا واهالينا في مدينة الصدر الاسيرة بيد الخارجين على القانون، والتي باتت اليوم تعاني الامرين من قسوة الصواريخ الاميركية التي لاتفرق بين الخارج والداخل في القانون... وكذلك ممارسات ميليشيا جيش المهدي الذي بات لايملك غير البطش والقتل على الهوية والانتماء في رفساته الاخيرة التي يعانيها اليوم.

هذا السؤال فحواه موجه الى من يريد الانزلاق (من حيث يشعر او لايشعر) بهوة التخطيط الامريكي لمصالحه في الشرق الاوسط... هل تحتاج مدينة الصدر فعلا الى هذه القسوة الصاروخية في هدم الدور والابنية على رؤوس الاهالي الآمنين، وهي تعلم علم اليقين كعلم يعقوب بعودة يوسف (عليهما السلام) ان الخارجين على القانون من ميليشيا جيش المهدي يقفزون ويتنططون على الاسطح والمباني ليطلقوا صواريخهم ويزرعوا عبواتهم بين الازقة والدور الاسيرة بيد هؤلاء الشرذمة الصبيانية؟. لماذا لم تستخدم القيادة الاميركية عبر صواريخها الذكية وقذائفها المارونية من تحرير المناطق المغلقة لاكثر من خمس سنوات بيد قاطعي الرؤوس وقاتلي النفوس البريئة من ازلام القاعدة في مناطق الغزالية والعامرية وهور رجب و الدورة والسيدية والصليخ... وهلم جرا؟.

وهل يا ترى تحتاج فعلا الجمهورية الاسلامية الاولى من بين الدول المجاورة في اعترافها بشرعية الحكومة العراقية، وتأييدها لهذا المفهوم عبر توطيد علاقاتها التأريخية والثقافية مع العراق وشعبه الى هذا الجفاء والدخول معها في متاهات الاصطدام التي رسخ مفهومها النظام الصدامي البائد؟.

ام ان القضية محصورة باثبات الادلة والبراهين (حصرا) بالجمهورية الاسلامية في ايران ليقال ان الشيعة هم القاعدة الجديدة للارهاب بحسب الرؤية الاميركية الخالصة؟. طيلة الخمس سنوات الماضية ونحن نفتقر ونتحسر على ان ينطق الصنم الاميركي ويقول بديمقراطيته المعهودة ان السعودية والامارات وقطر والاردن... متورطون بدعم القتل والتفخيخ والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.

الا ان تحسرنا هذا في الظاهر لن يقتصر فقط على القوات الصديقة .. وانما سيتعدى الى ابناء جلدتنا الذين اخذت بهم المفاهيم (..) الى اتهام ملاذهم الوحيد في تأسيس الدولة العراقية الجديدة، والسعي الى زوال الطاغية .. فارس العروبة القومية!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك