المقالات

هادي العامري.. النموذج الوطني لرجل المعارضة ورجل الدولة

1342 15:39:00 2008-05-06

( بقلم : محمد التميمي )

اتاحت لي الظروف التي عشتها في بعض سنوات عقد الثمانينات التعرف عن كثب على هادي العامري (ابو حسن)، والاطلاع على حقيقة شخصية ذلك الرجل، وطبيعة سلوكه ومنهجه. وبينما انا بعيد عن الرجل حاليا، واتابع واهتم بما يقول ويصرح به من مواقف، انطلاقا من معرفتي الخاصة به، وانطلاقا من المواقع السياسية المهمة والحساسة التي يشغلها، توقفت عند التصريحات التي ادلى بها المتحدث بأسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي، والتي اعتبر فيها العامري شخص ايراني ويحمل رتبة جنرال من المؤسسة العسكرية الايرانية.

ومناسبة تصريحات الشيخ العبيدي حول العامري، هي ذهاب الاخير الى طهران ضمن وفد برلماني رفيع المستوى من الائتلاف العراقي الموحد لعرض صورة الواقع الحقيقية على المسؤولين الايرانيين والطلب منهم التوقف عن دعم الجماعات الخارجة عن القانون ومساندة ودعم الحكومة العراقية المنتخبة من قبل الشعب العراقي، والشرعية دستوريا.

لاشك ان تصريحات العبيدي تعكس وجود غضب واستياء من هكذا تحرك، سيما وان الامين العام لمنظمة بدر، والقيادي البارز والفاعل في خط شهيد المحراب (قدس سره) احد ابرز محاوره. وهناك حقيقة اولى لابد من التنويه لها وهي ان السيد هادي العامري تعرض الى الكثير من حملات التشويه والتشهير خلال الاعوام الخمسة الماضية من جهات سياسية واعلامية عديدة اغلبها-ان لم يكن جميعها-لها جذور وامتدادات وخلفيات بعثية صدامية، او تكفيرية وهابية.

وكان-ولازال-واضحا ان حملات التشهير والتشويه وقلب وتزييف الحقائق تتركز وتتمحور على الشخصيات والتيارات والكيانات المهمة وصاحبة التأريخ النضالي والجهادي المشرف، والمواقف المبدئية، وبالتأكيد فأن الوقائع والحقائق تؤكد بما لايقبل الشك واللبس والغموض اهمية ومبدئية العامري،وكذلك العنوان الذي يتولى زعامته، الا وهو منظمة بدر، والخط الذي يتحرك في فضائه العام، الا وهو خط شهيد المحراب.

ولو لم يكن هادي العامري رجل يتمتع بتأريخ مشرف، ويمتاز بالنزاهة والشجاعة، ويشغل مواقع مهمة وحساسة في الدولة العراقية الجديدة، تمكنه من مواجهة الارهاب والارهابيين من الصداميين والتكفيريين، لما تعرض لما يتعرض له بأستمرار من حملات التشهير والتشويه.

وهذه هي الحقيقة الاخرى، الموازية للحقيقة الاولى من حيث اهميتها، وقبل ان يكون العامري قائدا لفليق بدر في مرحلة المعارضة، كان يمثل مفصلا حيويا ومحوريا مهما وفاعلا في مقارعة النظام البائد، ولو لم يكن كذلك لما اوكلت له قيادة اكبر تشكيل عسكري في العراق في مرحلة المعارضة، وفي مفصل زمني حساس وخطير، ، والاكثر فاعلية وتأثيرا في مواجهة نظام البعث الصدامي وارباكه واضعافه، ويتذكر الكثيرون كيف ان تشكيلات فيلق بدر العاملة في داخل العراق نجحت مرات عديدة في دك القصر الجمهوري الذي كان يعد الحصن الحصين لصدام وكبار ازلام نظامه بصواريخ الكاتيوشا، وكيف نجحت تلك التشكيلات في استهداف المجرم عدي في عملية محكمة بدقة، نجى منها بأعجوبة، لكنها تركته مقعدا كسيحا، وغيرها عشرات او مئات العمليات البطولية التي لاشك انه كان للعامري دور كبير في التخطيط لها وتوجيهها وتنفيذها.

وكان للعامري دور فاعل ومحوري في تحويل ذلك التشكيل العسكري صاحب الانجازات الكبيرة، الى منظمة مدينة تعنى بالبناء والاعمار بعد الاطاحة بنظام المقبور صدام، ورغم حملات الاستهداف العديدة التي تعرضت لها المنظمة، والتي ادت الى تدمير واحراق العشرات من مقراتها ومكاتبها في مناطق ومحافظات مختلفة، واستهداف عناصرها وكوادرها العاملة بالساحة، الا انها قيادتها حرصت على عدم الانجرار الى حروب وصراعات داخلية يتمناها اعداء العراق، ولم يكن دور العامري قليلا او غير ذي اهمية في وأد اكثر من فتنة في داخل الكيان الشيعي، وكذلك في الاطار الوطني العام، حينما حاول تنظيم القاعدة مدعوما من قبل اطراف خارجية وداخلية بدق اسفين بين ابناء الوطن الواحد من الشيعة والسنة.

كان بأمكان العامري ، لو كان يتحرك في فضاءات سياسية محدودة وضيقة، ويفكر في اطر ومساحات منغلقة ان يجعل من منظمة بدر اداة للهدم والتخريب ونشر الفوضى والاضطراب في الشارع العراقي، من اجل تنفيذ اجندات خاصة والوصول الى اهداف تتقاطع مع الاهداف والمصالح الوطنية، مستفيدا من موقعه كرئيس للجنة الامن والدفاع في مجلس النواب العراقي، لكنه لم يفعل ذلك.

ولعل الذي يسمعه ويصغي اليه، وهو يتحدث بطريقة عقلانية ومتوازنة بعيدا عن التشنج والانفعال والاطر الحزبية والفئوية الضيقة والمتزمتة يشعر انه امام رجل دولة من الطراز الاول معززا بقدر كبير من البساطة والتواضع في التعامل والسلوك والمظهر.

كان الرجل ومازال واضحا في طرحه تحت قبة البرلمان ومن على مختلف المنابر السياسية المختلفة، وذهب –ربما مرات عديدة-الى دول عربية وغير عربية مختلفة، والتقى سياسيين ومسؤولين امنيين كبار في تلك الدول، وكان في كل المحافل يحظى بالاهتمام، ويجد من يصغي اليه بتفاعل كبير، نظرا لما يطرحه من افكار ورؤى وتصورات ومواقف فيها قدر كبير جدا من الواقعية والوضوح والتوازن والاتزان.وهذا كله-وربما غيره الكثير-يمثل شهادة بحق هادي العامري، لايمكن ان تطعن بها اكاذيب وتخرصات تعجز عن الصمود امام الحقائق والمعطيات والوقائع على الارض.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك