المقالات

مشروع الوحدة في العراق بين النظرية

1200 15:30:00 2008-05-06

( بقلم : الشيخ خالد عبد الوهاب الملا )

أتحدث لكم من عمق جراحات العراق النازفة. أتحدث لكم من آهات بلد يعيش أصعب المحن وأخطرها وأقواها. أتحدث لكم من صميم مأسات الأرامل والأيتام والمعاقين. أتحدث لكم من عبق عطر سيدنا علي والحسين ( رضي الله عنهما) والأئمة الأطهار والأولياء الكرام. أيها الأخوة: اسمحوا لي أولا أن أتحدث عن الوحدة الإسلامية فالوحدة الإسلامية هي جزء من عقيدة المسلم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفرط بها. قرآننا يدعونا إلى الوحدة الإسلامية يقول جل وعلا ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ويقول ( إنما المؤمنون إخوة ) ورسولنا يقول .. المسلم أخو المسلم .. لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.

هذه هي ثقافة الإسلام ولكن يا أيها العلماء: لابد أن أقف عند عاملين خطيرين يهددان الوحدة الإسلامية وهما:عامل خارجي يتمثل في الدوائر الغربية والأستكبارية التي تخطط الليل مع النهار لتزرع التفرقة والشقاق بين أبناء الشعب المسلم الواحد بل وبين أبناء المذهب الواحد وللأسف أقول .... ( العراق أنموذجا لذلك ) وهذا العامل دعمه على مستوى المؤسسات وخاصة الإعلامية منها باعتبار أن التلفاز قد دخل اليوم إلى جميع البيوت فهو ضيف بلا استئذان ولكنه يدخل لإثارة الفتن بين المسلمين وتقليب المواجع والبحث في بطون كتب التاريخ التي تراكم عليها التراب ونحن اليوم لسنا بحاجة أن نبحث في مثل هذه المواضيع ...وعامل داخلي وهنا لابد من جرأة وصراحة فالعامل الداخلي يتمثل في ضعف الوعي الإسلامي عند كثير من المسلمين وهذا الضعف ولد له مولد اسمه التطرف الفكري والمسلح يعني تارة بالكلمة وتارة أخرى بالرصاصة حتى الموت . لأن جُلّ هؤلاء الذين انعطفوا إلى الإسلام وتحمسوا للعمل فيه يتمتعون بعاطفة دينية متأججة ولكنهم في الوقت ذاته يعانون من جهل بحقائق الإسلام وقواعده وأحكامه ومن المعلوم أن العاطفة الإسلامية أن لم تنضبط بكوابح العلم تحولت إلى عاصفة مهلكة مضيعة.

وهذا ماحدث بالعراق حاول العامل الخارجي أن يثير الفتنة الطائفية واستخدام عصابات القاعدة استخداما كبيرا في زرع بذور الفتنة  الطائفية وذهب لأجل ذلك الكثير من المواطنين الأبرياء عبر السيارات المفخخة التي دفع بها إلى الأسواق والمساجد والحسينيات والتجمعات الجماهيرية ولكنهم حقيقة اصطدموا بصخرة كبيرة اسمها أرادة الشعب العراقي وأبى العراقيون إلا أن يتعايشوا مع بعضهم وخسر أنصار الطائفية حربهم مع الشعب العراقي .

فأداروا المعركة لكي تكون بين أبناء المذهب الواحد ووقف الخيرون من أبناء الشعب لكي يقولوا لكل هؤلاء الخارجين عن القانون كفوا أيديكم عن ذبح العراقيين لا يمكنكم أن تواصلوا المسيرة بهذا الشكل ولابد لهيبة الدولة والقانون أن تفرض على الجميع وهذا ماحدث في البصرة قريبا في هذه المدينة المسالمة التي عبثت بها عصابات الأجرام والجريمة وقتلت من قتلت من أبناء الوطن الأبرياء ولكن الحكومة وقفت موقفا حازما لا مجاملة فيه لأحد .وضربت بيد من حديد على هؤلاء لتعيد هيبة الدولة في قلوب المواطنين ولكي يكون السلاح بيد الحكومة فقط.. وأسكتت تلك الألسن التي لطالما كانت تتصارخ وتتهم الحكومة بأنها حكومة طائفية!! لا لم تكن بهذا الشكل وإنما هي حكومة وطنية تحتاج إلى دعم الشعب لها مع أن هناك أخطاء لابد لهذه الحكومة عليها أن تتجاوزها باعتبار أنها جاءت على أنقاض من الماضي المرير.

وفي الختام لابد أن أعرج حول الاتهامات التي توجه إلى دول الجوار بالتدخل بالشأن العراقي. وفي هذا الصدد بالذات ينبغي أن اُذكر الجميع بالدفع الذي واجهها العراق لكي يخوض معركة (بنيابة عن الأمة العربية واني اعتز بأمتنا) مع إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية فيها وخاض العراق معركة خاسرة مع الجارة إيران واليوم ذاتُها تلك الدفوع أو الدوائر التي كانت تحرض وتدعم نظام صدام لكي يخوض حربه مع إيران .هي تدفع اليوم بالشعب العراقي وبعض الأطراف السياسية أن يخوضوا معركة جديدة مع إيران ( ولكن بالنيابة عن الأمريكان !!)

ونحن كعراقيين سئمنا من كثرة الحروب ونريد بحق وصدق أن نقيم أجمل العلاقات وأقواها مع الجارة إيران ومع كل دول العالم بل نطلب من إيران أن تساهم في بناء بلدنا باعتبار ما تمتلكه من خبرات وخاصة على المستوى العلمي والاقتصادي وباعتبار الروابط الإسلامية والجغرافية التي بيننا وفي الختام اسأل الله العظيم أن يرفع عن بلدنا العراق جميع الفتن وفي مقدمتها زوال المحتل وان يعيد العراقيين إلى سابق عهدهم يتمتعون بالأمن والاستقرار والتعايش.

الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك